لم تتوقف جرائم جيش الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة قبل 73 يوما وحتى اللحظة، إلا أن ما حدث في مستشفى كمال عدوان يعتبر تجسيدا للوحشية والنازية التي تميز الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق أكبر نسبة من القتل والإبادة والإصابات في أبناء غزة انتقاما من الهزيمة التي لحقت بالكيان في 7 أكتوبر أمام رجال المقاومة الفلسطينية والهزائم المتتالية لجيش الاحتلال على أرض المعركة منذ التوغل البري في غزة. ولعل وصف الصحفيين الذين زاروا المستشفى والفيديوهات التي نقلوها للعالم تكشف عن جانب من الكارثة التي وقعت على أرض المستشفى بعد تجريفها بالمرضى والأطباء والمسعفين دون رادع من ضمير أو بقايا إنسانية. واعتبر الصحفي عماد زقوت ما حصل في مستشفى كمال عدوان دليلا دامغا على مرض وجنون وعنجهية الاحتلال الإسرائيلي. وقال: «مسح مستشفى بشكل كامل وإعدام المصابين فيه جريمة مصغرة لما يحصل في قطاع غزة». وأضاف «الدبابات والجرافات اقتحمت المستشفى ومحيطه وسحقت الأبرياء تحت الجنازير وهم أحياء. الجثث متناثرة، كل هذا مضى بصمت وسكون ولا أحد يهتم». وأكد تجريف ودهس الجرحى، مشيرا إلى «دهس الإنسانية ودهس كل المنظمات الدولية التي ظاهرها الحياد، وباطنها الانحياز المفضوح للصهاينة». ولفت إلى أنه «منذ أكثر من سبعين يوما وإسرائيل تقوم بتحريف ما معاني الإنسانية، وما جرى في مستشفى كمال عدوان يفوق بشاعة أي جريمة في مستشفى آخر في غزة، ولكن الجريمة بدأت وانتهت بصمت».
سحق الأبرياء تحت الجنازير الصحفي محمود صباح يصف الوضع في المستشفى قائلا إنه «يفوق بشاعة أي جريمة في مستشفى آخر في غزة، ولكن الجريمة بدأت وانتهت بصمت، والدبابات والجرافات اقتحمت المستشفى ومحيطه وسحقت الأبرياء تحت الجنازير وهم أحياء، الشهداء بالمئات، الجثث متناثرة، كل هذا مضى بصمت وسكون ولا أحد يهتم.» ويضيف: «ما حدث في مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة حرب، جرفت الجرافات الإسرائيلية خيم النازحين والتي يرقد فيها جرحى قيد العلاج وقد تم دفن أكثر من 20 شخصا من الجرحى تحت التراب أحياء». ويلفت إلى أن قوات الاحتلال «نبشت قبور الشهداء بالجرافات إضافة إلى إطلاق الكلاب لتنهش بأجساد الجرحى بحماية جنود الاحتلال». ويواصل شهادته «رأينا حفرة بجانب صيدلية المستشفى من الناحية الشرقية وقد كان بعض أعضاء الجثث ظاهرا للعيان.. ورأيت مجموعة من القطط تتجمع حول هذه الحفرة وتنهش في صدر جثة رجل وقد ظهر قفصه الصدري نتيجة أكلها».
ضحايا دفنوا أحياء أما محمد سلطان فهو شقيق ثلاثة شهداء جرفتهم جنازير الدبابات الإسرائيلية في مستشفى كمال عدوان: ويقول: «قوات الاحتلال دفنت عشرات المرضى والنازحين أحياء بعد دهس خيامهم بجرافات في ساحة مستشفى كمال عدوان، اثنان من إخواني كانا جرحين، وأخي الثالث كان يرافقهم لمساعدتهم. مسحتهم الجرافات، ولم يبق منهم سوى أيد مقطوعة أو جلد رؤوسهم». ويروي في شهادته التي نقلتها صحيفة "القدس العربي" التفاصيل الأولى للجريمة: «سمعنا فجأة أن الاحتلال اقتحم مستشفى كمال عدوان ويقوم بتجريف كل من فيه». ويضيف «فذهبت الناس وأنا منهم إلى المستشفى. الناس تبحث على أولادها المصابين، فلم يجدوا أحدا، جميعهم مسحتهم الآليات العسكرية الإسرائيلية». ووصف المشهد بقوله: «غزة تقاوم عالم الموت، كانت رائحة الدماء فقط تفوح في المكان»، وقال متعجبا من التصرف الإسرائيلي «أنا لست أدري كمية هذا الإجرام الصهيوني، حسبنا الله ونعم الوكيل».