بمضي الأسابيع منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى المباركة، اتضح أن وحشية القصف الصهيوني الأمريكي والبريطاني في غزة لن تؤثر في شعب غزة، فهذا خبزهم اليومي منذ عقود، مشهد المذابح رسالة موجهة لبقية المدن العربية لإرهاب الشعوب ومضمونها، هذا ما ينتظركم إذا رفضتم الاستبداد والفساد والقمع وسلب كرامتكم فعيشوا أذلة صاغرين. من جهته، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بأشد العبارات تصعيد إسرائيل هجماتها على مدارس تؤوي نازحين تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في مناطق متفرقة من قطاع غزة. ورصد فريق الأورومتوسطي هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية مكثفة في الساعات 24 الماضية على خمس مدارس على الأقل تابعة لأونروا خلفت مئات القتلى والجرحى في انتهاك جسيم للحصانة القانونية التي تتمتع بها منشآت الأممالمتحدة. وتضمنت الهجمات الليلة الماضية وصباح اليوم استهداف مدرسة فلسطين التابعة لأونروا في مخيم جباليا شمال القطاع، ومدرسة الفلاح في حي الزيتون جنوب مدينة غزة إضافة إلى مدرسة صلاح الدين في مخيم جباليا، ومدرسة أخرى في منطقة بني سهيلا في خان يونس. ويوم الثلاثاء الماضي، استشهد وأصيب عشرات النازحين جراء هجمات إسرائيلية استهدفت مدرسة (معن) في خان يونس التي شهدت، كذلك تعرض مدرسة أخرى لأضرار جانبية نتيجة لقصف مدفعي أسفر عن قتل أربعة نازحين على الأقل وإصابة 20 آخرين بجروح. ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن جميع المدارس التابعة لأونروا يتكدس فيها مئات آلاف النازحين الفلسطينيين ممن يبحثون عن ملجأ آمن هربا من هجمات إسرائيل التي تلاحقهم بغاراتها دون هوادة. وتظهر الإحصاءات الأولية للأورومتوسطي بأن ما يقرب من 1.9 مليون شخص في غزة من أصل 2.3 مليون نسمة، أصبحوا نازحين داخليا، منهم ما يقرب من 1.2 مليون يقيمون في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة. ووثقت أونروا أكثر من 120 استهدافا لمرافقها منذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بما في ذلك ضربات مباشرة لأكثر من 30 منشأة للوكالة الدولية. واللافت أن بعض المدارس التي تضم النازحين وتتبع للأمم المتحدة، تعرضت لهجمات متكررة من إسرائيل، منها مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وتعرضت المدرسة إلى هجوم إسرائيلي في 19 نوفمبر الماضي، ما خلف مئات الشهداء والجرحى بعضهم وهم نيام، وفي الرابع من الشهر نفسه تعرضت ذات المدرسة إلى قصف مدفعي مكثف خلف عشرات الضحايا. بموازاة ذلك تعرضت مدرسة تل الزعتر في شمال قطاع غزة لعدة هجمات إسرائيلية متكررة، كان أشدها في18 نوفمبر الماضي، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 50 شخصا وإصابة العشرات بجروح. وترفع منشآت أونروا مثلها مثل جميع مرافق الأممالمتحدة، علم الأممالمتحدة على سطحها، وتتم مشاركة إحداثيات جميع المدارس والمراكز التي تحولت إلى ملاجئ طواري للمدنيين بشكل دوري مع السلطات الإسرائيلية ذات الصلة. وأكد المرصد الأورومتوسطي أنه ينبغي لإسرائيل الوفاء بكل التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي بما في ذلك وقف استهداف المدنيين ومنشآت الأممالمتحدة واحترام المبدأ الأساسي لحرمة وحصانة المنشآت الدولية بموجب قواعد الحرب. من جهته، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ثبات المقاومة وصمود الشعب في وجه العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واليقين في النصر جاء ذلك في كلمة خلال مؤتمر "قدسية المسجد الأقصى ومسؤولية الأمة الإسلامية" الذي عقد في مدينة إسلام آباد في باكستان. وتناول هنية في المؤتمر الذي شارك فيه حشد جماهيري باكستاني والعديد من العلماء المسلمين الأسباب الرئيسة التي انطلقت من أجلها معركة طوفان الأقصى من انتهاكات خطيرة ارتكبها الاحتلال خلال الفترة الأخيرة من عدوان على المسجد الأقصى وعلى شعبنا الفلسطيني والمشاريع المتتالية التي تعمل على تهويد الضفة الغربية، وغيرها الكثير من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بشكل مستمر. وتطرق إلى العدوان والمجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة ودور مسؤولية علماء الأمة جمعاء في هذه المحطة الفاصلة من تاريخ الصراع وتاريخ هذه الأمة وتطرق إلى أهمية باكستان في هذه المعادلة استنادا إلى أوراق القوة التي تمتلكها، مؤكدا في الوقت ذاته ثبات المقاومة وصمود الشعب واليقين في النصر.