واصلت إسرائيل ليل السبت/الأحد، قصف المدنيين، وارتكبت مجزرة جديدة في مخيم المغازي، خلّفت عشرات الشهداء والمصابين، كما استمرت في استهداف المستشفيات ومراكز إيواء النازحين. يأتي ذلك في وقت احتدمت الاشتباكات البرية بين قوات جيش الاحتلال التي تسعى لفتح جبهات في قطاع غزة، والمقاومين الذين يتصدون لهم على كافة الأصعدة. واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيما جديدا في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط 51 شهيدا على الأقل، وعشرات المصابين، جراء استهداف منازل عدة بمنطقة الصالحات في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة، إن عددا كبيرا من الشهداء والجرحى من النساء والأطفال. pic.twitter.com/Jl5WE6nwWv ووفق وكالة شهاب الفلسطينية، فقد سقط عدد كبير من الشهداء والجرحى نتيجة مجزرة المغازي وسط غزة وتكدس الأرض في أقسام الطوارئ بالمستشفيات بالإصابات الخطيرة. فيما أكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، أن المصابين بلغ عددهم نحو 100 جريح. فوسفور أبيض وفي سياق متصل، شنت طائرات الاحتلال غارات مكثفة على أحياء غرب وشمال غزة، وألقت قنابل الفسفور الأبيض المحرّم دوليا على تلك الأحياء، خاصة على مخيم الشاطئ غرب غزة. كما شنت طائرات الاحتلال 15 غارة على الأقل على محيط المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/5Dyqaw9scL وقالت بلدية بيت لاهيا شمالي قطاع غزة: إن "طيران الاحتلال قصف آبار وخزانات المياه التي تخدم نحو 70 ألف مواطنا يقطنون المنطقة، في ظل أزمة المياه الناجمة عن الحصار الإسرائيلي". في غضون ذلك، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، عن وفاة عدد من الجرحى في مستشفيات القطاع، بسبب عدم توفر الإمكانيات الطبية ونفاد الوقود. وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة، في بيان: "كارثة داخل المستشفيات بقطاع غزة، حيث يلفظ العديد من الجرحى أنفاسهم الأخيرة، نتيجة عدم توفر الإمكانيات الطبية ونقص الوقود". وأضافت الكيلة أن "الانتهاكات الإسرائيلية بحق القطاع الصحي في غزة تسببت حتى ظهر اليوم باستشهاد أكثر من 150 كادرا صحيا، وتدمير 27 سيارة إسعاف، إضافة إلى خروج 16 مستشفى و32 مركزا للرعاية الصحية الأولية عن الخدمة". وأشارت إلى أن "استمرار الاحتلال في قصف محيط وبوابات مستشفيات غزة وشمالها يهدف إلى إجبار الكوادر الطبية على ترك مرضاهم ومغادرة المستشفيات، في مجزرة مُركّبة تمارس بحق الجرحى والمرضى، حيث ترفض إسرائيل علاجهم داخل المشافي، وترفض كذلك نقلهم إلى مصر للعلاج من خلال استهداف قوافل الجرحى". نجاح للمقاومة في المعارك البرية وعلى صعيد العملية البرية، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لمحاولات التقدم الإسرائيلية بمحاور القتال، معلنة بين الحين والآخر عن إيقاع خسائر في الأرواح والمعدات بصفوف جيش الاحتلال. وقالت وسائل إعلام فلسطينية: إن "اشتباكات عنيفة دارت في ساعات فجر الأحد، بين المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة شمال غربي غزة". وفي خان يونس جنوبي قطاع غزة، سمعت أصوات اشتباكات عنيفة، تزامنا مع قصف إسرائيلي مدفعي مكثف. وقال مصدر في المقاومة: إن "اشتباكات عنيفة بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي تجري شرقي مدينة خان يونس، مشيرا إلى أن الاشتباكات من مسافة صفر مع قوات الاحتلال والمقاومة تستخدم الصواريخ المضادة للدروع وقذائف الهاون". ولاحقا، أعلنت كتائب القسام، أنها دمرت آليتين لجيش الاحتلال أثناء توغلهما في منطقة الفراحين شرقي خان يونس بقذائف "الياسين 105". وأضافت، مقاتلينا أوقعوا قوات الاحتلال المتوغلة شرقي خان يونس بكمين محكم، بعد استهدافها بقذائف "الياسين 105" وأسلحة القنص. فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن صورايخ مضادة للدبابات أطلقت على قوات الجيش في منطقة كيسوفيم. وكانت القسام قد أعلنت اليوم ، تدمير 3 آليات إسرائيلية، قبل أن تطلق رشقات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان مقتضب على منصة "تليجرام": "كتائب القسام تدمر آليتين صهيونيتين متوغلتين في منطقة الفراحين شرق خان يونس بقذائف الياسين 105". ولاحقا، كتبت في بيان آخر: "دمرنا دبابة صهيونية متوغلة في منطقة السلاطين غرب بيت لاهيا بقذيفة الياسين105". من جانبها، نقلت صحيفة جورزاليم بوست العبرية، عن جيش الاحتلال القول: إن "مسلحين فلسطينيين استهدفوا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات في جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود في وقت مبكر من صباح الأحد". ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه يخوض معارك متواصلة وجهًا لوجه مع مسلحين في شمالي قطاع غزة، لافتا إلى مواصلة توجيه الطائرات لتدمير بنى تحتية منها مستودعات لتخزين الوسائل القتالية. وأضاف: "كما تم توجيه طائرات لضرب مجمّع عسكري تابع لمنظمة حماس والذي يشمل مقرّات القيادة العملياتية، ومواقع الاستطلاع وغيرها من البنى التحتية". في غضون ذلك، قالت هيئة البث الحكومية الإسرائيلية "كان" إن "فلسطينيين أطلقوا رشقة صواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية في محيط القطاع، ما أطلق صفارات الإنذار". والسبت، أعلنت كتائب القسام، فقدان 60 أسيرا لإسرائيل في غزة جراء قصف القطاع المتواصل منذ 7 أكتوبر/ الماضي. وقال متحدث الكتائب أبو عبيدة، في بيان نشر على منصاتها: "منذ 7 أكتوبر حتى الآن تسبب القصف الصهيوني الهمجي على غزة في فقدان أكثر من 60 أسيرا من أسرى العدو (إسرائيل) في غزة". وأضاف: "بعد عمليات البحث لا زالت 23 جثة منهم مفقودة تحت الأنقاض حتى الآن، ويبدو أننا لن نستطيع الوصول إليها أبدا، بسبب استمرار العدوان الوحشي للاحتلال على غزة". بينما قتلت حركة "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل. فيما بلغت حصيلة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 9488 شهيدا، بينهم 3900 طفل و2509 نساء، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.