بسبب غياب الرقابة وعدم قيام حكومة الانقلاب بدورها، تواجه الأسواق المحلية أزمات متكررة تتزايد يوما بعد يوم من ارتفاعات جنونية غير مبررة لأسعار السلع الاستراتيجية كالسكر والبصل والأرز واختفاء عدد من السلع ونقص المعروض، نتيجة احتكار التجار أو اتجاه نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي إلى التصدير بحجة الحصول على العمل الصعبة دون اعتبار لاحتياجات المواطنين . هذه الأزمات تعصف بالأسواق وسط تخاذل حكومة الانقلاب وتركها ملف الرقابة للحد الذي سمح بتداول احتياجات المواطنين في السوق السوداء، وفي نفس الوقت تحاول تبرئة نفسها وتوجيه الاتهامات إلى كبار التجار بأنهم من أشعلوا تلك النيران في السوق المصري. يشار إلى أن السكر ارتفع سعره من 18.500 جنيها إلى 25.400 جنيها خلال شهر دون مبرر ويتوقع أن يتجاوز سعر الكيلو 30 جنيها خلال الشهر المقبل أما الأرز فلم تكن الأزمة في عدم توافره، إنما كانت في التسعيرة الاسترشادية التي وضعتها حكومة الانقلاب مع إهمالها لدورها الرقابي، مما أدى إلى اختفائه من المتاجر وانتظار تحرير سعره حتى وصل الكيلو إلى 34 جنيها بعد أن كان يُباع ب17 جنيها ووصل سعر كيلو البصل إلى 25 جنيها بسبب قلة المعروض وزيادة الطلب، وهذا ينطبق على بقية السلع الأساسية والاستراتيجية .
اختفاء السلع من جانبه كشف الدكتور عبد النبي عبد المطلب وكيل وزارة التجارة والصناعة الأسبق، أن عدوى اختفاء السلع وارتفاع الأسعار أصابت جميع السلع ومنها بالطبع البصل والسكر والأرز . وأكد عبدالمطلب في تصريحات صحفية أن هناك ارتفاعا جنونيا في أسعار البصل الأبيض والأحمر، حيت يتراوح سعر الأبيض في سوق التجزئة ما بين 25 جنيها إلى 35 جنيها، بينما يتراوح سعر الأحمر ما بين 20 إلى 25 جنيها، بالإضافة إلى أن هناك نقصا في الكميات الموزعة بالأسواق. وأرجع أزمة ارتفاع أسعار عدة سلع أساسية منها السكر والبصل والأرز، إلى ثلاثة أسباب رئيسية منها احتكار عدد من التجار والموزعين لها، وأيضا فتح باب التصدير لبعضها مثل البصل، إضافة إلى الغياب الكامل لدور حكومة الانقلاب. وعن دور دولة العسكر في مواجهة تلك الأزمات، قال عبدالمطلب: إن "دورها غائب، ولابد من زيادة وتفعيل الرقابة على الأسواق ومصادرة السلع التي يحاول بعض التجار إخفاؤها، بدلا من التحجج بأنها أزمة من التجار والموزعين". وأوضح أن الحل الثاني، يتمثل في ضرورة تدخل دولة العسكر بزيادة عرض السلع الضرورية بأسعار مناسبة للمواطنين، إضافة إلى زيادة الإنتاج من كافة السلع وفي مقدمتها السلع الأساسية بالأسواق.
قاعدة بيانات وأرجع حاتم نجيب، رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة، ارتفاع أسعار البصل لمستويات غير مسبوقة إلى انكماش المساحات المزروعة بمحصول البصل عن السنوات السابقة، وعزوف الفلاحين عن زراعته نظرا لانخفاض أسعاره في الأعوام السابقة. وأكد نجيب، في تصريحات صحفية أن الكمية المطروحة للبيع لا تواكب معدل الطلب، مشيرا إلى أن شعبة الخضر والفاكهة اتجهت إلى تقليل الكميات المقرر تصديرها لزيادة المعروض في السوق المحلي والسيطرة على الأزمة في أسرع وقت . وتوقع حدوث انفراجة في أسعار البصل والثوم في غضون أسبوعين أو خلال النصف الأول من شهر أغسطس على أقصى تقدير، مع حصاد المحصول الجديد وزيادة المعروض. وشدد نجيب على أهمية التوسع في تدشين قاعدة بيانات دقيقة إلكترونية عن المساحات المزروعة على مستوى الجمهورية، موضحا بها التوزيع الجغرافي والمساحات ونوع المحاصيل المنزرعة، لتوقع الكميات المعروضة وحجم الطلب، والتنبؤ بالأزمات مبكرا للتحرك في احتواءها سريعا، وتحديد سياسات التصدير على أساسها.
الرقابة وطالب الخبير الاقتصادي الدكتور سيد خضر دولة العسكر بأن تواجه أزمة ارتفاع أسعار السلع الأساسية، من خلال زيادة الرقابة الحقيقية وعدم الارتكان إلى إرجاع الأزمة للتجار وتحميلهم المسئولية . وأكد خضر في تصريحات صحفية أنه لا توجد رقابة حقيقية وفعالة على التجار والموزعين على أرض الواقع، وبالتالي ترتفع الأسعار باستمرار . وقال: إن "الأزمة الحقيقية تتمثل في الغياب التام لجهاز حماية المستهلك، فلا يوجد له دور حقيقي وفعال، وأيضا غياب دور وزارتي الزراعة والتموين بحكومة الانقلاب، مؤكدا أنه لا يوجد خطة لزيادة الإنتاج أو مراقبة الأسعار بالأسواق المحلية على أرض الواقع" . وحذر من أن استمرار هذه الأوضاع، يعني خروج الأمور عن السيطرة والارتفاع الجنوني للأسعار خلال الفترة المقبلة.
السكر والبيض في المقابل قال حازم المنوفي، رئيس شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية: إن "أبرز السلع التي ارتفعت أسعارها مؤخرا هي السكر والبيض، حيث تراوح سعر البيضة الواحدة من 4.25 – 4.50 جنيهات، وارتفع سعر السكر إلى ما بين 23 و 25 جنيها للكيلو. وأضاف المنوفي في تصريحات صحفية أنه على النقيض انخفضت أسعار الأرز والزيت، ليهبط سعر الزيت بمقدار 100 جنيه في الكرتونة، كما هبط سعر الأرز بمقدار 3 آلاف جنيه في الطن، متوقعا أن يتراجع سعر كيلو الأرز السائب ل 25 جنيها والأرز المعبأ إلى 30 جنيها، مع توقع مزيد من الانخفاض في أسعار الزيوت بشكل ملحوظ خلال الفترة القادمة.