في شبه دولة عسكر الانقلاب بمصر الناس طبقات، طبقة الأغنياء وباقي الشعب طبقة أخرى معدمة، هذا هو الحال حتى خلال فصل الصيف الذي ينتظره المصريون من أجل تنسم الهواء والاستمتاع بالبحر ولو لأيام قليلة، بعد ضربات متتالية نالها الشعب من ارتفاع الأسعار ومواسم عيد الضحى والثانوية العامة إلى غير ذلك، لكن على مايبدو أن هناك فريقا مازال يستفز المصريين حتى في المصيف، إذ أثارت الممثلة الشابة ملك، نجلة الفنان أحمد زاهر حالة من الجدل بسبب نقمتها على ارتفاع الأسعار الباهظة التي يشهدها الساحل الشمالي في الفترة الحالية. ملك ، عبر حسابها في إنستجرام قالت: "إيه الأرقام اللي بشوفها في الساحل الشمالي دي؟ أنا مرعوبة وحاسة أني في حلم، أرخص حاجة هنا ب 375 جنيها وغالبا بتكون المياه، فين أيام الساحل الطيب؟ كنا بنتفرج على مسرحية العيال كبرت يوميا وبدون ملل ومبسوطين فين الأيام دي؟ أنا عاوزة أبيع كليتي اليمين عشان أكمل يومين في الساحل الشمالي". الإخوان السبب؟ بدوره، حاول فنان العسكر هاني رمزي، على شكوى بعض الفنانين الفترة الماضية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من الأسعار المبالغ فيها في الساحل الشمالي، خاصة ما تردد بشأن زجاجة المياه اللي ب 200 جنيه. رمزي في مداخلة تليفزيونية قال : "أنا متواجد حاليا في الساحل، وفي غلاء هنا أكثر من القاهرة شوية، لكن مفيش إزازة ميه ب 200 جنيه ولا حاجة". وقال رمزي: "الإخوان نفسهم يضايقوني من زمان وأنا متعود على كده بتحصل كتير، يدخلوا يشتموا على أي خبر أو عمل من أعمالي، ونفسهم يقولوا للمصريين والناس في الخارج هاني ساب البلد بعد مشاركته في 30 يونيو". لا لانقطاع الكهرباء من جانبها، أصدرت وزارة الكهرباء أن مدن الساحل الشمالي وشرم الشيخ والغردقة لن ينقطع بها التيار الكهربائي،لأن تلك المناطق حساسة بحسب وصفها، ولن يتم قطع التيار على سكانها والمصطافين . وتعيش مصر في ظلام يومي مستمر لساعات طويلة على معظم أنجاء الجمهورية ، الأمر الذي شكت منه الأسر بسبب حرارة الجو المرتفعة وعدم قدرة الأطفال وكبار السن، وخاصة المرضى على تحمل درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
الناس اللي تحت وتواصلا مع شكوى الأثرياء، والفنانين،كانت الفنانة جوري بكر قد عبرت عن استيائها في وقت سابق، من أسعار الساحل الشمالي المرتفعة، في فيديو لها، عبر موقع إنستجرام:"أنا أكره الساحل أو الأصح اللي بيحصل في الساحل، وأنا متضايقة من اللي بيحصل في الساحل، ولولا أن جوزي بيحب يروح هناك مكنتش جيت". وعلق المخرج خالد يوسف، على ارتفاع الأسعار في منطقة الساحل الشمالي، مشيرا إلى أنه بالرغم أنه يعتبر أفضل شاطئ في العالم لكن الأسعار أمر أخر. وكتب خالد يوسف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا: «بجد ومش تحيز لبلدنا ده واحد من أجمل شواطئ العالم شاطئ الساحل الشمالي بمصر، بس ياخسارة الحلو مايكملش لأنه واحد من أغلى شواطئ العالم في تكلفة الإقامة والمعيشة، لدرجة أني أكاد أجزم أنه لا يستطيع الاستمتاع به إلا 5% من أهل مصر". وهذه ليست المرة الأولى التي يشتكي البعض من أسعار الساحل الشمالي، ففي صيف العام الماضي، أثارت صورة لفاتورة إفطار في أحد المطاعم بمنطقة الساحل الشمالي، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بلغت قيمتها 1200 جنيه، والكثير من الجدل والسخرية أن مكونات الإفطار عبارة عن فول وطعمية، التي تعد من الأكلات الأساسية والشعبية لدى المصريين، وبأسعار زهيدة تناسب الجميع. الساحل الطيب والشرير وأطلق المصطافون بالساحل الشمالي، مصطلح "الساحل الطيب والشرير" على بعض المناطق بالساحل، ليصبح أكثر المصايف المثيرة للجدل خلال شهور الصيف، والساحل الطيب هو اسم أطلق على القرى القديمة التي نشأت منذ فترة كبيرة وتكون أقل حدة في مظاهر البذخ والأسعار، ويميل الكثير من العائلات ذات الطبقة المتوسطة للذهاب إليها لكونها أقل تكلفة من المصايف الأخرى المحيطة بالساحل الشمالي.
مصيف 6 ليال بمليون جنيه أما بالنسبة للساحل الشرير، فهو يتسم بمظاهر الغلاء الفاحش، وتكون القرى السياحية التابعة له باهظة للغاية، تصل لعدة آلاف في الليلة الواحد، كما يتميز الساحل الشرير بالانفتاح بشكل أكبر عن المصايف الأخرى، ويتوافد إليه أكثر الطبقات ثراء لقدرتهم على تحمل التكلفة الباهظة للغاية في نظر البعض، ويبلغ سعر الحجز داخل بعض الفنادق هناك، مليون جنيه نظير الإقامة لمدة 6 ليال على أن يتضمن الحجز وجبة الإفطار فقط، بحسب بعض الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. أسباب ارتفاع الأسعار بالساحل الشمالي وعن أسباب ارتفاع الأسعار بالساحل الشمال بشكل مبالغ، أكد رئيس غرفة المنشآت الفندقية، علاء عاقل، رئيس المنشآت الفندقية، أن أكثر من 90% من الساحل الشمالي عبارة عن منتجعات سكنية، ومطاعم ليست سياحية، ومن الوارد أن تبيع بعض المطاعم زجاجة المياه ب200 جنيه، فتوجد منتجعات أخرى تبيعها بسعرها الطبيعي، فالمسألة كلها عرض وطلب. فيلا ب100 مليون ويرى الدكتور مصطفى أبو زيد، الخبير الاقتصادي، "من الطبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة في بعض الأماكن، خاصة أن الساحل الشمالي له طابع خاص سياحي، فأمر طبيعي أن تختلف الأسعار به عن الأماكن الأخرى، فالأسعار تكون لها طبيعة خاصة محملة بالتضخم المتواجد بالدولة". فيما قال عضو غرفة شركات السياحة، مجدي صادق: إن "المنشآت السياحية غير خاضعة للتسعير، لأنها مشاريع خاصة يمتلكها البعض ويقومون بتأجيرها بمبلغ كبير في هذه الفترة، ويعوض المؤجر سعر الإيجار من خلال رفع سعر المنتج".
وأرجع عضو غرفة شركات السياحة، السبب في ذلك إلى المحليات والأجهزة المعنية بالسياحة، مؤكدا عدم وجود كنترول على المنتجعات أو مراقبة على الأسعار بل يحدث تواطؤ مع المنتجعات حيث إن معظم القرى السياحية في الساحل الشمالي غير مسجلة في الشهر العقاري، متسائلا: "لماذا لا يدفع أصحاب هذه المنتجعات ضرائب للدولة؟". وعن ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، فيؤكد عضو غرفة شركات السياحة، أن من الطبيعي ارتفاع الأسعار بهذا الشكل في ظل عدم المراقبة على الأسعار، ومن الطبيعي أن تكون الأسعار بهذا الشكل، لأن الشخص المتواجد بالساحل لديه فيلا تمليك تفوق ال100 مليون جنيه. تناقض واضح من جانبه، نشر موقع بي بي سي عربي، تقريرا أن الساحل الشمالي لم يعد مجرد منتجع يذهب إليه للهروب من درجة الحرارة الشديدة، لكنه أصبح موقعا يقتصر على فئة معينة بأسلوب حياة مختلف يعكس مظاهر الثراء المنتشرة هناك، في تناقض واضح مع أوضاع ملايين المصريين من الطبقة الفقيرة والمتوسطة التي تئن تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة. وأضاف التقرير، في بلد يعاني كثيرا من الناحية الاقتصادية، ويعيش على القروض، يجد كثيرون صعوبات كبيرة في الذهاب إلى مثل هذه الأماكن. وأكمل التقرير، المطربون ونجوم الفن يقيمون حفلات بأسعار مرتفعة للغاية، وهو الأمر الذي يثير غضب الكثيرين في بلد يعاني كثيرا من الناحية الاقتصادية. وتقدمت النائبة آمال عبد الحميد، بطلب إحاطة إلى مجلس النواب بشأن "أسعار التذاكر الخيالية لنجوم الغناء والفن في حفلات الساحل الشمالي". ووصلت أسعار بطاقات التذاكر في حفل المطرب عمرو دياب بمدينة العلمين إلى 100 ألف جنيه مصري للطاولة، فضلا عن الشروط التي تُلزم جميع الحضور بارتداء اللون الأبيض، كما وصل سعر التذكرة لحفلة الفنانة روبي إلى 35 ألف جنيه. وقالت عبد الحميد: "يعيش معظم المصريون في ظروف صعبة، لكن هناك لايعبئون بالأمر وهذه الأسعار تستفز غالبية المواطنين الذين يعانون الآن بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على مستوى معيشة المصريين". وأضافت ، الفئة التي تذهب إلى الساحل الشمالي لا تتأثر بالمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة المتوسطة والفقيرة، لكن من يعاني حقا هم العاملون هنا، والذين لا يحصلون على رواتب جيدة تناسب طبيعة الحياة هنا، يكفي أن تعرف أن أحد الفنادق في مراسي كان لديه عرض لمدة أسبوع لشخصين بالغين وشخصين أقل من سن البلوغ مقابل مليون جنيه، ومن الممكن ألا تجد حجزا حتى، فهذا المبلغ الذي يدفع لمدة أسبوع يحلم به الكثيرون من الشباب لشراء شقة، ويبدأ سعر الشاليه في مراسي، والذي تزيد مساحته قليلا عن خمسين مترا، من 4.5 مليون جنيه.