قال مراقبون: إن "حادث مقتل 3 جنود صهاينة على يد مجند مصري ثم استشهاده نادر على الحدود المصرية الصهيونية، إلا أنه قابل للتكرار سواء في المزاج المصري أو في عقل المحتل الصهيوني، يجعل له تداعيات كبيرة على العلاقات بين تل أبيب والقاهرة". فطبيعة الوجود الصهيوني في سيناء (شمال وجنوب) تعاون عسكري وأمني مع جيش السيسي، وهو ما أثمر اتفاقا على تحقيق مشترك في العملية، بحسب "رويترز"، بتعاون كامل. رفض الرواية المصرية وأمام وصف جيش السيسي أن "أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية قام بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أفراد من عناصر التأمين الصهيونية وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى استشهاد فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران" بحسب بيان المتحدث باسم الجيش. وهي الرواية الوحيدة من جانب جيش السيسي الذي يصر عليها ولا يقدم أي تفاصيل حول هوية الجندي المصري، الذي استشهد في الهجوم، ونسبته إلى الشرطة دون الجيش، رغم أن الفارق هو توزيع مكتب التجنيد والتعبئة التابع للقوات المسلحة، مقابل كشف الاحتلال هوية جنوده الثلاثة القتلى وأماكن سكنهم. المجند المصري الذي كان بحسب بيان متحدث الجيش المصري في مهمة أمنية وصفه جيش الاحتلال بعدة صفات سلبية دون دفاع من جانب المتحدث باسم الجيش المصري، على الأقل، فتارة وصفته ب"المتسلل" وأخرى ب"المخرب" وثالثا أنه يحمل أفكار إسلامية كونه يحمل مصحفا. جيش الاحتلال السبت، أعترف بمقتل جنوده الثلاثة عند الحدود المصرية، وتحييد "مخرب" وفق وصفه. والأحد، باحت إذاعة جيش الاحتلال بالنتائج الجديدة للتحقيقات التي يجريها، وخرج أن العملية مدبرة وخطيرة ولا ترتبط بحوادث تهريب المخدرات. وقالت إذاعة الجيش المحتل: إن "التحقيق الذي أجراه الجيش أظهر تفاصيل جديدة حول العملية على الحدود المصرية، وإن الجندي المصري خطط للهجوم مسبقا بدافع قومي". مصحف في جيب الشهيد ولإحكام روايته الأخيرة التي لا يبدو عليها أي دلائل، قال الاحتلال: إنهم "عثروا إلى جانب سلاح الجندي المصري منفذ عملية قرب معبر العوجا على مصحف "قرآن كريم" معتبرة هذا يشير إلى الدافع الديني للتنفيذ، كما تم العثور على سكين و6 مخازن رصاص مما يدلل على أنه خطط جيدا للعملية". وزعم المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن الشرطي المصري نفذ الهجوم بعد تحول أيديولوجي راديكالي، سواء كان ذلك بتأثير منظمة إرهابية إسلامية أو كتماثل مع الكفاح الفلسطيني ضد "إسرائيل". يعرف المنطقة جيدا ورغم اعتراف الاحتلال أن الجندي باغت الجنود القتلى من طرفهم، إلا أنه أشار إلى أن الجندي المصري يعرف المنطقة جيدا، وتمكن من الوصول إلى تلك النقطة وخطط لمسار التسلل وعرف موقع الجنود الذي يبعد حوالي 150 مترا عن باب الطوارئ في السياج. وحول موعد التسلل والاشتباك، قال جيش الإحتلال: إن "إطلاق النار الأول وقع بعد السادسة صباحا، في حين كان آخر اتصال بالجنود بعد الساعة الرابعة فجرا، وحين وصلت مجموعة أخرى من الجنود يقودها ضابط لتغيير المناوبة قبل الساعة التاسعة، اكتشفوا جثث جنود الاحتلال وتأكدوا من وجود حدث، وفي ذلك الوقت، كان الجندي المصري ينصب كمينا جديدا لجنود الاحتلال على عمق كيلو ونصف داخل الحدود، خلف صخور كبيرة في المنطقة، وحين وصلت الوحدة التابعة للاحتلال اشتبك معهم، فقتل ضابطا وأصاب آخر، في حين قضى شهيدا عقب إصابته جراء الاشتباك". وقالت إذاعة جيش الاحتلال: إن "سلاح الجندي المصري وهو من نوع كلاشينكوف عثر عليه إلى جواره، وعثر أيضا على مصحف وسكين وستة مخازن من الرصاص ، يحتوي المخزن على 30 رصاصة. أكد هذا الزعم المراسل العسكري لصحيفة معاريف العبرية "تال ليف رام" على حسابه على توتير، موضحا أن الجندي المصري سار مسافة 5 كلم من موقعه إلى السياج الحدودي وفلق فتحة الطوارئ الحدودية، ودخل المنطقة الحدودية ومشى تجاه النقطة العسكرية دون أن يلاحظه أحد وأطلق النار تجاه الجنود. وتابع "الجندي المصري خطط لذلك وهو يعرف مساره جيدا ويعرف كيف يصل إلى النقطة العسكرية". وأردف "وصلت قائدة الفصيل إلى النقطة العسكرية بهدف تغير عناصر الخدمة بحدود الساعة التاسعة، واكتشفت جثث الجنود القتلى، في الوقت نفسه رصدت طائرة مسيرة الجندي المصري على مسافة 1.5 كلم داخل الأراضي المحلتة يحتمي بمنطقة صخرية". وأضاف "في الاشتباك الأول جرى بعد الساعة 11 أطلق الجندي المصري النار تجاه قوة من مسافة 200 متر وقتل عنصر الاتصال لقائد السرية، وفي الاشتباك الثاني مع قائد لواء المنطقة والقوة المرافقة له تمكنوا من قتل الجندي المصري. فشل أمني ذريع ومن جانبه، قال المحلل العسكري يوسف الشرقاوي: إن "مقتل جنود الاحتلال على يد جندي مصري، في اشتباك مسلح على الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، صباح السبت، فشل أمني إسرائيلي ذريع". وأوضح المحلل الفلسطيني أن منظومة أمن الاحتلال ليست مُحصنة تماما كما يزعم دائما، مُشيرا إلى أن الأراضي الحدودية التي تفصل الأراضي المحتلة مع الدول العربية، مُعرّضة في أي وقت لأحداث مشابهة وغير متوقعة، كما حدث مؤخرا من إطلاق صواريخ من الحدود اللبنانية صوب الأراضي المحتلة. وأضاف في تصريحات صحفية أن العملية بمثابة رسالة تضامن من الشعب المصري إلى الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل تواصل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في مدينة القدسالمحتلة. وشدد الشرقاوي على أن الشعب المصري ومن خلال موقف شهيدهم المُقاتل، أكدوا على رسالة مُوجهة للمجتمع الصهيوني بالدرجة الأولى وإلى قيادة حكومة الاحتلال، مفادها "كفاكم استفزازا دينيا لمشاعر المسلمين". واعتبر أن استمرار وجود المتطرفين "بن غفير" و "سموتريش" في وزارة الاحتلال ومُواصلة اعتدائهم على مدينة القدسالمحتلة، سيُسهم في تكرار مثل هذه الأحداث على الحدود بين بعض البلدان العربية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضحت مصادر عبرية أن الحدث وقع قرب معبر "نيتسانا" المخصص لنقل البضائع بين الاحتلال ومصر، ويستخدم أيضا كمعبر لعبور الدبلوماسيين وأصحاب التصاريح الخاصة، وتمتد الحدود بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وجمهورية مصر العربية، على مسافة 200 كيلومتر، تبدأ من مدينة رفح شمالا حتى أم الرشراش (إيلات) جنوبا.