تثبت عملية مقتل 3 جنود صهاينة، السبت 3 يونيو 2023 بعد اقتحام من شرطي مصري للحدود، بالقرب من منطقة اللواء الإقليمي فاران أو وادي فيران بحسب التسمية المصرية؛ أدى لمقتل ثلاثة جنود نتيجة إطلاق نار بالقرب من الحدود مع مصر. سيناء تظل خارج التغطية، حيث تضاربت الروايات من جانب كيفية دخول المجند المصري، وتسليحه، ومدى تحركه داخل حدود فلسطينالمحتلة، والطريقة التي تم اكتشاف وجوده بها.
الرواية الأولى ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن المتحدث باسم الجيش الصهيوني، فإن المجند المصري، لم يدخل الحدود من فتحة في السياج ولم يتسلقه، بل دخل من خلال ممر طوارئ مخصص لمرور القوات الصهيونية إلى الجانب المصري من الحدود في حالة الحاجة.
وقال المتحدث: "حوالي الساعة 4:15 صباحا، كان هناك آخر اتصال مع الجنديين اللذين كانا في الموقع، وبعد 5 ساعات حوالي الساعة 9:00 عثر الجيش عليهما مقتولين".
وقال المتحدث الصيهوني : "طائرة مسيرة هي التي رصدت الشرطي لاحقا، وكان على عمق كيلومتر ونصف داخل الحدود بعد تسلله، وبدأت المواجهة وتبادل إطلاق النار معه". غير أن رواية الضابط دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الصهيوني كان أوليا كالتالي: "الجندي والمجندة كانا في نوبة حراسة معا في وقت متأخر من يوم الجمعة في موقع للجيش على الحدود، بعد أن لم يرد الجنود على مكالمات الراديو في وقت مبكر من صباح السبت، وصل ضابط إلى مكان الحادث واكتشف مقتل الاثنين، وفقا للتحقيق الأولي لجيش الاحتلال".
وأمام هذا الخلل المعلوماتي، قال موقع "تايمز أوف " العبري إن "ملابسات الهجوم قيد التحقيق من قبل الجيش، بما في ذلك كيف تمكن المسلح، وهو شرطي مصري، من التسلل إلى من مصر". ووفقا للموقع ذاته، منع الجيش الصهيوني في البداية نشر أنباء عن مقتل الجنود الثلاثة، إلى أن تم إخطار عائلاتهم، حيث كانت واحدة من المجندات قتلت في الهجوم الأول. رواية تبادل إطلاق النار وبعد ساعات، قال الجيش الصهيوني إنه "كان هناك تبادل جديد لإطلاق النار في منطقة الهجوم الأولى، حيث كانت القوات تقوم بعمليات بحث عن المهاجم المشتبه به، وحدث تبادل لإطلاق النار وأُطلق عليه النار وقُتل". غير أن الجيش أعلن مقتل جندي صهيوني ثالث في تبادل إطلاق النار، بعد وقت قصير من إعلانه مقتل الجنديين رفقائه، وتحييد من وصفه بمسلح تسلل إلى الأراضي المحتلة. رواية ثالثة القناة 7 العبرية، خرجت برواية ثالثة صحيح أنها غير متناقضة، ولكنها متأخرة في تحديد هوية المجند المصري أو المسلح كما سبق ووصفوه، وهي أن جيش الاحتلال عثر على مصحف شريف في الحقيبة التي كان يحملها منفذ العملية، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يعتقد أن دافعه ديني. وأشارت إلى أن جيش الاحتلال عثر أيضا بحوزة الشهيد على سكاكين عسكرية قطع بها السياج عند المعبر الحدودي، وستة مخازن رصاص. ورأت القناة أن العثور على هذه المعدات بحوزة الشهيد المصري دليل على التخطيط الدقيق للعملية. غير أن القناة اختفلت مع رواية المتحدث باسم الجيش وقالت: إن "الشهيد المجند المصري ، مشى نحو خمسة كيلومترات من موقعه داخل الأراضي المصرية حتى وصل إلى السياج الحدودي وعلى ظهره حقيبة يحمل بها الكثير من المعدات". وقالت: "باستخدام إحدى السكاكين التي بحوزته، فتح ممرا في السياج مُعدا للفتح السريع، واقترب من موقع الجنديين دون أن يتعرفا عليه".
وأضافت القناة "عند هذه النقطة أطلق الشرطي المصري النار عليهما، مما أدى إلى مقتل ليا بن نون وأوري يتسحاق إيلوز، وذلك نحو الساعة السادسة من صباح يوم السبت". وقالت: "اتضح أنه في حوالي الساعة السادسة، وليس التاسعة صباحا كما قدرت رواية سابقة أفادت محطة عسكرية أخرى في المنطقة بسماع أصوات طلقات نارية، لكن هذا لم يلق اهتماما خاصا، لأن الطلقات النارية شائعة في المنطقة".
وقالت: "فور إدراك مقتل جنديين، هُرعت العديد من القوات إلى مكان الحادث، بينما تم في الوقت نفسه التعرف على الشرطي المصري داخل السياج الحدودي"، مشيرة إلى أن التحقيق في الأحداث يكشف أنه في تبادل إطلاق النار الثاني الذي قُتل فيه الرقيب أوهاد دهان، كان الشرطي المصري أول من أطلق النار. رواية المخدرات ونقلت "رويترز" عن مصدرين أمنيين مصريين أن مسؤولين من مصر والكيان الصهيوني يجرون اتصالات من أجل التنسيق في تحقيق حول تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين. وأشارت إلى أنه قبل ساعات من حادثة إطلاق النار الأولى، السبت، أحبطت القوات الصهيونية محاولة لتهريب المخدرات عبر الحدود، وصادرت مهربات تقدر قيمتها ب1.5 مليون شيكل 400 ألف دولار، بحسب مسؤولين عسكريين. والرواية يبدو أنها الملائمة لبيان الجيش الذي جاء لاحقا وتأخر لساعات بعد الزخم الإعلامي من الجانب الصهيوني، فقال الجيش المصري في بيان، إن "المهاجم هو شرطي مصري"، مشيرا إلى أنه يتم حاليا إجراء تحقيق بتعاون كامل مع الجيش المصري. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري: "فجر السبت، قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيليين وإصابة 2 آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران". وأضافت "رويترز" أنه عبر الحدود المصرية الصهيونية تجري محاولات متكررة لتهريب المخدرات عبر السياج الصهيوني المرتفع، لا سيما في السنوات الأخيرة، وقعت على إثرها عدة حوادث إطلاق نار بين المهربين وجنود جيش الدفاع الصهيوني.
وكثيرا ما يُطلق الجيش المصري النار على مهربي المخدرات، ما أدى في بعض الأحيان إلى إطلاق نيران عرضية عبر الحدود. الجدار العازل ويفصل بين مصر والأراضي الفلسطينيةالمحتلة جدار حدودي أقامته الحكومة الصهيونية على طول الحدود، فيما كانت في الأصل محاولة للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين من البلدان الأفريقية. وبدأ البناء في 22 نوفمبر 2010، إلا أنه في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، حدثت حكومة الاحتلال مشروع الحاجز الفولاذي ليشمل كاميرات ورادارات وكاشفات حركة، فيما تم الانتهاء من بناء الجدار في ديسمبر 2013. وطول الجدار بين الأراضي التي يحتلها الصهاينة والأراضي المصرية حوالي 246 كيلومترا طولا، من مثلث الحدود بين قطاع غزةوسيناء والأراضي الفلسطينيةالمحتلة شمالا، وحتى إيلات جنوبا.
وقُتل، السبت، 3 يونيو؛ 3 من جنود جيش الاحتلال برصاص جندي مصري استشهد أثناء اشتباك مسلح على الحدود المصرية.