أكدت شهادة معتقل سابق في مركز بدر للإصلاح والتأهيل "بدر 3" قبل أن يتم ترحيله مؤخرا إلى أحد السجون الأخرى على استمرار التنكيل بالمحتجزين، بما يتنافى مع أدنى معايير الحقوق ويمثل جريمة قتل بالبطيء. وأضاف في شهادته التي وثقتها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أنهم ممنوعون من الزيارة منذ سنوات ولا يحصلون على الطعام المناسب ويفتقرون إلى الرعاية الطبية، فضلا عن حرمانهم من التريض وفتح الإضاءة ليلا ونهارا بما يزيد من معاناتهم ويؤثر على أعصابهم. وحول الأنباء المتداولة عن تنفيذ محاولات انتحار داخل السجن، قال "الناس جوه جابت آخرها فزادت محاولات الانتحار و قمنا بتغطية كاميرات المراقبة، وفي معتقلين كسرت الكاميرات في الزنازين. وكان عدد من المنظمات الحقوقية قد نشرت عددا من الرسائل في وقت سابق من سجن بدر توضح معاناة المئات من المعتقلين داخل مركز بدر 3، مما دفع المعتقلين إلى الإضراب عن الطعام؛ كما أقدم عدد منهم على الانتحار، وإشعال النيران في البطاطين من أجل انتزاع حقوقهم الإنسانية المسلوبة بأوامر سيادية، بعدما منع الأمن الوطني عنهم الزيارات لسنوات تصل في بعض الحالات إلى 7 سنوات. وذكرت الشبكة المصرية إلى أن الأنباء الواردة من مركز بدر للإصلاح والتأهيل بدر 3 تشير إلى تغريب عدد كبير من المعتقلين المحكوم عليهم في قضايا مختلفة إلى سجن المنيا، وجمصة، والوادي الجديد في الصحراء الغربية . أيضا اشتكى عدد كبير من المحامين من عدم تمكنهم من حضور جلسات التجديد الدوري لموكليهم المعتقلين داخل مركز بدر 1 و3، وذلك لتعذر حضور المعتقلين، بالرغم من أن الجلسات تعقد عن طريق "الفيديو كونفرنس"؛ ما ينذر بتصاعد الاحتجاجات داخل سجن بدر. وأكدت الشبكة المصرية أن استمرار سياسة الإيذاء النفسي والبدني للمعتقلين بسجن بدر والتي تمارسها جميع أجهزة النظام الانقلابي في مصر سواء السياسية والتنفيذية والنيابية والقضاىًية تنذر بكارثة إنسانية محققة، بعدما دفعت الإجراءات اللا إنسانية بالمعتقلين إلى تفضيل الانتحار عن هذا الوضع البائس الذي لا يمكن تحمله. وجددت الشبكة مطلبها بفتح تحقيق عاجل عن الممارسات غير القانونية التي تجري بحق المعتقلين في سجن بدر 1 وبدر 3 ، داعية إلى تحرك عاجل من الجميع لإنقاذهم من جحيم العزلة الشعورية، التي فرضتها القبضة الأمنية المحكمة عليهم، بعد منعهم من الزيارات أو رؤية ممثليهم القانونيين، ومنعهم من الحصول على أدنى حقوقهم الإنسانية والقانونية والتي قد دفعت كثيرا منهم إلى الانتحار، للتخلص من معاناة مستمرة بلا حدود ولا نهاية. https://www.facebook.com/photo/?fbid=239466401767760&set=a.206829455031455
"سبيع" يكشف طرفا من الانتهاكات في "بدر 3" إلى ذلك طالب مركز "الشهاب لحقوق الإنسان" النائب العام بالتدخل الفوري وتكليف فريق من النيابة العامة بالانتقال لسجن بدر 3 والتحقيق في التجاوزات والانتهاكات المرتكبة داخل السجن ومحاسبة المتورط فيها. جاء ذلك عقب توثيق حديث الصحفي أحمد سبيع الذي كشف طرفا من حجم الانتهاكات داخل سجن بدر3 أثناء نظر الدائرة الثالثة جنايات إرهاب برئاسة قاضي العسكر وجدي عبدالمنعم الجلسة العاشرة لمحاكمة القضية رقم 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمقيدة برقم 980 لسنة 2022 جنايات كلي القاهرة الجديدة، وهي قضية محبوس على ذمتها 57 متهما أبرزهم الدكتور والناشط النقابي أحمد عماشة والصحفي أحمد سبيع، والأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر عطية سعد فياض وعبد القادر حجازي والطبيب إبراهيم العراقي . وتحدث "سبيع" بعدما سمحت المحكمة له بالخروج من القفص، عن التنكيل الواسع الذي يتعرض له المحتجزون مؤخرا داخل سجن بدر 3، ليضاف إلى قائمة الانتهاكات التي يتعرضون لها منذ نقلهم، حيث قامت إدارة السجن خلال الأسابيع السابقة بالتعدي عليهم وتجريدهم من متعلقاتهم الشخصية، وذلك بسبب طلبهم فتح الزيارة، أكد سبيع أيضا على زيادة وتيرة الانتهاكات ضدهم بتأخير دخول الأمانات وتقليل كمية الطعام المصروف لهم من السجن، وذلك لإجبارهم على التنازل عن مطالبهم، مما حدا على حد قوله بعدد من المحبوسين إلى محاولة الانتحار للتخلص من هذا التنكيل، وبسبب هذا الحديث، حدثت مشادة بين القاضى وجدي عبد المنعم الذي ينظر المحاكمة وسبيع، حيث قاطع سبيع وعنفه قائلا "إحنا هنا مش مكتب توثيق جاي توثق فيه" ثم أمر بإدخاله القفص دون السماح له بالحديث مجددا، ليطالب المحامون على إثر هذه الواقعة بإثبات ما قاله سبيع في محضر الجلسة، لكن القاضي رفض، وأمر الأمن بإنزال متهمين سجن بدر 3 من القفص وعدم حضورهم باقي الجلسة.