تقدمت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" ببلاغ رسمي إلى النائب العام بسلطة الانقلاب حمادة الصاوي، بخصوص الانتهاكات الجسيمة التي ترتقي إلى جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، والناتجة عن القتل الطبي المتعمد الذي قامت به السلطات الأمنية بحكومة الانقلاب ضد المعتقل السياسي جهاد عبدالغني محمد سليم 33 عاما، والمحكوم عليه بالسجن 15 عاما على ذمة القضية رقم 3321 لسنة 2016 جنايات أبوكبير. ودقت الشبكة المصرية من خلال بيان صادر عنها اليوم الجمعة ، ناقوس الخطر بشان ما يجري للمعتقلين السياسيين من قتل بالبطيء وإهمال طبي، حيث إن ما حدث للمعتقل جهاد عبدالغني، سبق وأن حدث بدرجات متفاوتة مع معتقلين آخرين، قضوا بمحبسهم. وحذرت الشبكة في بيانها من تكرار حالات الوفاة مع معتقلين سياسيين آخرين، طالما انعدم الضمير، وغابت الرقابة على السجون، ولم يتم عقاب المتورطين في جريمة مقتل جهاد عبدالغني، والتي ترتقي إلى جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وطالبت النائب العام ، بفتح تحقيق فوري وعاجل للكشف عن المتسببين والمتورطين في جريمة قتل المعتقل جهاد عبد الغني ، بمنعه من تلقي العلاج والدواء المناسب في التوقيت والمكان المناسب ، وحملته المسؤلية الكاملة في حماية المعتقلين السياسيين المرضى، والذين يعانون من توابع ونتائج سياسة الإفلات من العقاب، والتي أدت اللامبالاة والاستهتار، من جانب السلطات الأمنية بحكومة الانقلاب بأعمار وأرواح الآلاف من المعتقلين السياسيين.
وكانت أسرة جهاد أُبلغت الأربعاء 21 ديسمبر 2022، بوفاته، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل محبسه بالمركز الطبي، لمجمع بدر للإصلاح والتأهيل، نتيجة وفاته بسرطان الفم والحلق، والذي أصيب به منذ أكثر من عامين داخل محبسه بسجن الزقازيق العمومي. وبرغم المناشدات والاستغاثات التي تقدمت بها أسرته إلى إدارة سجن الزقازيق العمومي وسجن ليمان أبو زعبل 2 وكذلك إلى مصلحة السجون المصرية للسماح بعلاجه على نفقة الأسرة الخاصة أو إحالته إلى المستشفيات الحكومية المتخصصة في علاج الأورام السرطانية، إلا أنه لم تحدث استجابة لعلاجه وتم تجاهل ورفض جميع المناشدات والاستغاثات . حيث إن إدارة سجن الزقازيق، وسجن ليمان أبوزعبل 2 ، رفضتا تنفيذ توصية علاجية ضرورية أصبحت مسألة حياة أو موت بالنسبة للسجين، مع علمهم بأن تشخيص المرض تم منذ أكثر من عامين، وتشخص العلاج الطبي كان بإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم السرطاني. وعلى مدار عامين قامت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" وغيرها برصد وتوثيق ونشر استغاثات جهاد وأسرته الملحة، والتي أعلنها صراحة بقوله "أنقذوني أنا بموت". https://www.facebook.com/106524561326800/posts/441849567794296/?mibextid=cr9u03
وبالرغم من حالته المرضية التي تفاقمت بسبب ظروف الحبس غير الآدمية، فقد قامت مصلحة السجون بنقله إلى سجن أبوزعبل 2، حيث لم تكن الرعاية الطبية والصحية أفضل من سابقتها، بل على العكس تعرض وهو المريض للاعتداء الجسدي والنفسي بالضرب والسب وامتناعهم عن إعطائه مسكن الآلام والتهديد بالموت من قبل الطبيب المعالج بسجن ليمان أبو زعبل 2 ، الطبيب محمد فواد. https://www.facebook.com/106524561326800/posts/467968898515696/?mibextid=cr9u03
ومع استمرار التعنت معه رحمه الله، والمتمثل في عدم إجراء العملية الجراحية اللازمة، أو نقله إلى أحد المستشفيات المتخصصة في الأورام السرطانية، حتى كانت النهاية بإرساله استغاثة وأُمنية بأن تكون أيامه الأخيرة بجوار أولاده وأسرته، وهو ما نشرته الشبكة المصرية يوم 11 ديسمبر الماضي . https://www.facebook.com/100071132058159/posts/217942900586777/?mibextid=cr9u03 حتى تم إبلاغ أسرته الأربعاء، بوفاته، لتنتهي مأساة معتقل سياسي ظلت على مدار 7 سنوات منذ اعتقاله تعسفيا، وإخفائه قسريا، وتعرضه للتعذيب الشديد داخل مقر الأمن الوطني بالزقازيق، محافظة لشرقية.