على نسق غسيل الأموال المصطلح الرائج اقتصاديا، وجدت الصحف والدوريات الغربية مصطلح (Greenwashing) وتعني الغسيل بالأخضر في إشارة إلى أن فاقد الشيء ينكر، مدعيا رعايته البيئة وحفاظه على المناخ ، وهو المصطلح الذي ظهر قبل فترة وأكدته دوريات منها "الجارديان" و"فيننشال تايمز" وموقع "إنترسبت" الأمريكي "وورلد بوليتكال فيو" الأمريكي أيضا وموقع "رابلر". ونبدأ من "الجارديان" البريطانية التي أشارت في تقرير جديد نشر في 18 أكتوبر الجاري، أن عقد مؤتمر المناخ يمثل حفلة تنكرية لتلميع الدولة البوليسية للسيسي. وقالت نعومي كلاين في تقريرها الذي نشر أيضا على "إنترسبت" "ليس من الواضح على الإطلاق أن العالم الذي يتجه إلى مصر لقمة المناخ يفكر كثيرا عن أو ما يقرب من 60،000 سجين سياسي آخر وراء القضبان في مصر ، حيث يقال إن أشكال التعذيب البربرية تحدث بشكل منهجي معتاد". وأوضحت أن "الحكومة المضيفة ستحصل على الفرصة لتدفق الأخضر قِبلَ العالم، ليست الديمقراطية الليبرالية ذات الحديث المزدوج، وأن النظام القائم هو الأكثر قمعا في تاريخ الدولة المصرية الحديثة بقيادة عبدالفتاح السيسي ، الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013 والذي بنى أكثر من عشرين سجنا جديدا". وفي الوقت ذاته قالت إنه "يروج ويسوق لقمة المناخ ، إن شرم الشيخالمدينة الخضراء ، حيث الاستحمام في الهواء الطلق وقيادة السيارات الكهربائية إلى الصحراء لركوب الجمال". وأضافت أنه لا يمكن للمندوبين الدوليين والصحفيين حتى قراءة الكثير عن التلوث الحالي والإنهاك البيئي في مصر في تقارير أكاديمية أو منظمة غير حكومية بسبب قانون حظر النشر في 2019، الذي يتطلب من الباحثين الحصول على إذن الحكومة قبل إصدار المعلومات . البلاد بأكملها مكممة ، ويتم حظر مئات المواقع الإلكترونية ، قامت المجموعة البيئية المصرية بحل وحدة البحث الخاصة بها ، لأنه أصبح من المستحيل العمل في هذا المجال ". وأبانت أن المؤتمر سيشهد وجود بعض المصريين في القمة يزعمون أنهم يمثلون المجتمع المدني، وبعضهم يفعل. المشكلة هي أنه ، مهما كانت حسن النية ، فإنهم أيضا لاعبون في برنامج الواقع على شاطئ السيسي، منبهة إلى أنه ضمن قواعد الأممالمتحدة المعتادة ، يتم فحص جميع أعضاء منظمات المجتمع المدني تقريبا من قبل الحكومة، بحسب تقرير هيومن رايتس ووتش المنشور خلال الشهر الماضي ، والذي أكد أن هذه المجموعات تمت دعوتها للتحدث فقط عن موضوعات الترحيب، إشارة إلى موضوعات مرحب بها متفق عليها مع الحكومة مثل "جمع القمامة وإعادة التدوير والطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتمويل المناخ".
وكشفت أن هناك موضوعات غير مرحب بها مثل "أولئك الذين يشيرون إلى فشل الحكومة في حماية حقوق الناس من الأضرار الناجمة عن مصالح الشركات ، بما في ذلك القضايا المتعلقة بأمن المياه والتلوث الصناعي والأضرار البيئية من العقارات وتنمية السياحة والأعمال الزراعية" فهذه غير مرحب بها. ومن الموضوعات غير المرحب بها "التأثير البيئي لنشاط الأعمال العسكرية الشاسعة المستحوذة في مصر، وصنفته موضوعا حساسا بشكل خاص ، وكذلك مشاريع البنية التحتية الوطنية مثل رأس المال الإداري الجديد ، يرتبط الكثير منها بمكتب الرئيس أو الجيش، وبالتأكيد لا تتحدث عن التلوث البلاستيكي في Coca-Cola في استخدام العبوات في حفظ المياه لأن Coke هو أحد الرعاة الرسميين الرئيسيين في القمة، بحسب "كلاين". وأردفت أن تدفق الحقن الدولية للنقد الأخضر (الدولار) يتم في الوقت المناسب لنظام السيسي المضطرب، في مواجهة تسونامي من الأزمات العالمية (التضخم ، جائحة كورونا ، ونقص الغذاء ، وزيادة أسعار الوقود ، والجفاف ، والديون) علاوة على سوء الإدارة المنهجية والفساد ، فإن مصر على حافة الافتراضي على ديونها الأجنبية ، وهو وضع متقلب يمكن أن يزعزع الاستقرار بشكل جيد لحكم السيسي، في هذا السياق ، فإن قمة المناخ ليست مجرد فرصة للعلاقات العامة ، إنها شريان الحياة. https://www.theguardian.com/environment/2022/oct/18/greenwashing-police-state-egypt-cop27-masquerade-naomi-klein-climate-crisis?CMP=share_btn_tw رعاية كوكا- كولا ونشر (جون ليو سي ألجو) تقريرا عن مشروبات الغسيل الأخضر الذي ينكر حقوق البيئة في موقع (Rappler)، مشيرا إلى رعاية شركة (كوكاكولا) غير الصديقة للبيئة لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ. وأوضح أن الطنطنة والضجيج الحادث عن مؤتمر المناخ أظهر شركة (Coca- Cola) تصور نفسها على جانب العمل الأخضر البيئي، فقط لمنع تنفيذ السياسات والحلول التي من شأنها أن تفيد مليارات من الناس من أجل ملء جيوبهم المحملة بالفعل بالمال، معتبرة أن ذلك من "الغسيل بالأخضر"، بما في ذلك إعلانها الأخير. وأبان الموقع أن الشركة أكبر منتج للبلاستيك في العالم ، والذي يصنع من نفس الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز الذي يكثف الاحترار العالمي، هذا لا يجعله مسؤولا جزئيا عن التلوث البلاستيكي العالمي ، ولكن أيضا عن أزمة المناخ التي تعد الفلبين واحدة من أكثرها ضعفا. ووصفت الشركة أنها لم تظهر عليها أي علامات للانفصال عن البلاستيك، مؤكدة أنه من غير الأخلاقي أن يكون لديك في المؤتمر مثل هذه الشركة ، التي يمكن القول إنها "أسوأ ملوث بلاستيكي ، يرعى حدثا يناقض هدفه بشكل مباشر طرقها في زيادة الأرباح".
وتساءل معد التقرير عن "كيف يمكن أن نتوقع مفاوضات المناخ ، والتي من شأنها أن تساعد في تحديد مستقبلنا الجماعي ، لتقديم الإجراءات التي نحتاجها عندما من المحتمل أن تقوضها الشركات المعتمدة على الوقود الأحفوري من مرحلة العلاقات العامة إلى طاولة التفاوض، مقابل أكبر صفعة على الوجه ، بالسماح لشركة مثل Coca Cola بمقعد في المفاوضات. وأشارت إلى أنه في ذات الوقت، فإن ممثلي الشعوب الأكثر ضعفا مثل الشباب والشعوب الأصلية يضطرون للقفز عبر الأطواق لكي يكونوا قادرين على الحضور شخصيا . https://www.rappler.com/voices/imho/opinion-greenwashing-down-drinks-denial/
مظاهرات بيئية وأعتادت منظمات البيئة التظاهر على هامش عقد مؤتمرات المناخ بدول ديمقراطية تسمح به، لكن موقع صحيفة فايننشال تايمز قال إن "نشطاء المناخ في مصر يخشون عواقب الاحتجاج على (COP27) مؤتمر المناخ، وأنه مع وعد الحكومة بالسماح بالمعارضة ، لكن بعض المجموعات البيئية لا تزال حذرة". وقالت الصحيفة إنه "على مدار العقد الماضي ، قامت مصر ، الدولة المضيفة ، بمنع الاحتجاج وتركت على عمل المجتمع المدني المستقل ، حيث أصبح الاستبداد بشكل متزايد، وقد أدى ذلك إلى الشك بين المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية حول ما إذا كانت ستتمكن من المشاركة في المناقشات ، ناهيك عن التأثير الفعال على الإجراءات. وأضافت أن النشطاء غير متأكدين مما إذا كانوا سيصلون إلى مصر، حيث يقاتل الكثيرون بعض الصراعات نفسها لتأمين التأشيرات والتمويل الكافي الذي كان لديهم في كثير من الأحيان قبل الأحداث الأوروبية وأمريكا الشمالية. وأبانت أن ذلك بسبب متطلبات الأوراق في السفارة المصرية والتكلفة العالية للسكن في شرم الشيخ، بعدما رفع مشغلو الفنادق الانتهازية أسعارا تصل إلى 10 مرات إلى ما بعد مستوياتهم المعتادة ، مما يهدد بالتنازل عن مؤتمر تم وصفه بمثابة نقطة مقابلة أكثر سهولة إلى COP26 في جلاسكو. ووصل عن أحد الناشطين الأردنيين قوله "تحتاج إلى الفوز في اليانصيب". وعن عمر الماووي ، منسق Stop Eacop ، وهي مجموعة بيئية في شرق إفريقيا ، وعضو في تحالف COP27 ، نقلت قوله "ما زلنا نبحث في الاحتمالات ولكن قد يتعين علينا أن نستقر على الإجراءات داخل مركز المؤتمرات الشرطي وليس بالخارج ، كما نحن قلقون بعض الشيء بشأن الأمن في الخارج، نأمل ألا يكون هناك رد فعل انتقامي بعد أن ترك النشطاء الدوليون التظاهر داخل المقر الشرطي وأن ينتهي الأمر بالمنظمات المحلية إلى استهدافها ". ولفتت إلى أن ذلك حدث فعليا برفض بعض منظمات حقوق الإنسان المصرية ، مثل اللجنة المصرية للحقوق والحريات (ECRF) وهي على بعد أقل من 60 ميلا من مركز المؤتمرات الشرطي.
وقال محمد عماشة طالب دكتوراة في جامعة ييل وابن الناشط الحقوقي د.أحمد عماشة منذ فترة طويلة "من المأساوي أن يكون نظام السيسي قادرا على غسل انتهاكاته البيئية وحقوق الإنسان التي وثقها الأممالمتحدة نفسها". وأضافت أنه والده سُجن دون تهمة في مصر لأكثر من عامين لأسباب مختلفة ، وليس كل شيء بيئي ، ويقوم النظام بقطع الحضور البيئي عن عمد من الواقع البيئي القاسي الذي يتحمله معظم المصريين على أساس يومي".
ذي إنترسبت وقال تقرير موقع "ذي إنترسبت" إن "السيسي يستغل قمة المناخ لتنظيف سمعة نظامه السيئة، واستضافة مصر للقمة صفقة مربحة بالنسبة إلى عبدالفتاح السيسي ونظامه".
وحذر التقرير حركة المناخ، ألا تنخرط في اللعبة المصرية، التي تروج الحفاظ على البيئة وتهتم بقضايا المناخ، لكنها في واقع الأمر تسجن الآلاف من الناشطين.
وسلط التقرير الضوء على ناشطي حقوق الإنسان والدفاع عن البيئة في مصر، أو الصحفيين والأكاديميين الذين ينتقدون سياسات النظام، ويتعرضون بسبب ذلك لألوان من التضييق، ويتم التجسس عليهم، ويحظر عليهم السفر، كجزء مما قالت عنه منظمة هيومن رايتس واتش إنه "مناخ عام من الرعب ، وقمع لا هوادة فيه للمجتمع المدني".
ووصف باحث محمد عارفين بجامعة كولومبيا للموقع أن ما يجري في البلاد بالقول إن "البلد بأسره مكمم الأفواه، ومئات المواقع الإلكترونية محظورة، ومجموعات الباحثين والنشطاء اضطرت بسبب هذه القيود الجديدة إلى الانضباط الذاتي والإحجام عن إجراء البحوث، حتى إن واحدة من أشهر المجموعات البيئية في مصر حلت وحدة الأبحاث فيها ، لأنه بات مستحيلا بالنسبة لها القيام بأي عمل في الميدان".
وأضاف "لا أدل على ذلك من أنه لم يبد ولا حتى واحد من النشطاء في مجال البيئة الذين تحدثوا مع هيومن رايتس واتش عن الرقابة والقمع استعدادا لاستخدام اسمه الحقيقي لأن الإجراءات الانتقامية بحق من يفعل ذلك شديدة جدا". ووفق "ذي إنترسبت" لا يمكن وصف استضافة القمة بأقل من كونها صفقة مربحة بالنسبة للسيسي، الرجل الذي يقال إن "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصفه ذات مرة بالقول إنه "دكتاتوري المفضل". ونظم نشطاء المناخ في ألمانيا، وكثيرون منهم مغتربون مصريون، تظاهرة احتجاجية صغيرة رفعوا فيها يافطات كتب على بعضها "لا لقمة كوب 27 حتى يتحرر من أسره علاء عبدالفتاح" وكتب على البعض الآخر "لا لغسيل آثام السجون المصرية باسم الحفاظ على البيئة" ولكننا لم نر شيئا يمكن أن يرقى إلى ما يمكن أن يعتبر ضغطا دوليا قد يؤرق الحكام في مصر. https://theintercept.com/2022/10/07/egypt-cop27-climate-prisoners-alaa/
بلوتيكال ريفيو
وفي تقرير لموقع (WorldPoliticsReview) اعتبرت مي السعدني محررة التقرير أنه COP27 ، غسيل بالأخضر لارتباطه المباشر بحقوق الإنسان في مصر. وأضافت أن سجل حقوق مصر يسخر من العدالة المناخية في COP27، وأن سجلات حقوق الإنسان والسجلات البيئية في مصر ستقوض مؤتمر التغير المناخي للأمم المتحدة COP27 بالإضافة إلى العدالة المناخية على نطاق أوسع. وأن المناخ المتقاطع بين المناخ وحقوق الإنسان يقولون إن "حقوق المناخ هي حقوق الإنسان ، لا يمكن للبلدان تحقيق العدالة المناخية دون تحقيق العدالة الاجتماعية أيضا".