في 2 أكتوبر قُتلت طالبة وأُصيب 15 آخرون عندما انهار سور بمدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات في كرداسة بالجيزة، مسجلا بذلك مأساة في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد. وبعد يومين فقط، انهار جزء من سقف في مدرسة قاسم أمين الإعدادية للبنات في الإسكندرية، حيث هربت الطالبات لحسن الحظ دون إصابات. وقالت مصادر في وزارة التربية والتعليم لمدى مصر إن "الوزارة فشلت في استكمال أعمال الصيانة والترميم المقررة للمباني المدرسية هذا العام، ما يلقي باللوم على عدم كفاية موارد الموازنة". وكانت حوالي 2,800 مدرسة حكومية على مستوى الجمهورية من إجمالي 49,000 مدرسة على قائمة المرافق التي تحتاج إلى صيانة والتي قدمت إلى وزير التربية والتعليم الأسبق طارق شوقي للعام الدراسي 2022/2023 وفقا لمصدر من هيئة الأبنية التعليمية بالوزارة تحدث إلى مدى مصر شريطة عدم الكشف عن هويته. لكن المصدر قال إنه "من بين هذه المدارس، تم ترميم 1350 مدرسة فقط، بتكلفة 800 مليون جنيه (حوالي 40.5 مليون دولار أمريكي) وادعى المصدر أن الوزارة أبلغت الهيئة – المسؤولة عن صيانة وسلامة المرافق التعليمية – بأن العمل في المدارس المتبقية البالغ عددها 1450 مدرسة قد توقف بسبب عدم كفاية الأموال. وبالنسبة للسنة المالية الحالية، خصصت لوزارة التعليم ميزانية قدرها 131 مليار جنيه (حوالي 6.6 مليار دولار) في أبريل، على الرغم من أن رئيس الميزانية في الوزارة قال في ذلك الوقت إنها "طلبت 162.35 مليار جنيه حوالي 8.2 مليار دولار". أما بالنسبة لمدرسة الجيزة التي توفي فيها طالب في اليوم الأول للعودة للفصل الدراسي الجديد، فقد قال مصدر في إدارة الشؤون القانونية بوزارة التربية والتعليم لمدى مصر ، طالبا عدم الكشف عن هويته إنها "لم تخضع للصيانة منذ سبع سنوات، كما أنها لم تدرج في قائمة المنشآت التعليمية التي تحتاج إلى صيانة وتجديد قبل بدء العام الدراسي". وأحال وزير التربية والتعليم المعين حديثا رضا حجازي مدير الوزارة في كرداسة ومدير المدرسة ومشرفي البناء إلى التحقيق في أعقاب الحادث "تمهيدا لاتخاذ إجراءات قانونية سريعة وحاسمة ضد جميع من تثبت مسؤوليتهم". وخلال التحقيق الأولي لوزارة التربية والتعليم، قال مصدر الشؤون القانونية في الوزارة، إن "رئيسة منطقة كرداسة نجوى عبد المعطي ألقت باللوم على هيئة الأبنية التعليمية، التي قالت إنها لم تتصل بها بخصوص ترميم مبنى المدرسة". وقال المصدر إن "مدرسة الجيزة طلبت نحو 80 ألف جنيه من رئيس المنطقة في أغسطس لتجديد واجهات المباني وشراء الطلاء للفصول الدراسية". لكن المصدر ادعى أنه كان ينبغي على مدير المدرسة إخطار هيئة المباني بالحاجة إلى الصيانة ، وأنهم فشلوا في القيام بذلك منذ آخر تجديد للمدرسة ، قبل سبع سنوات، ولم يتوصل التحقيق الذي تجريه النيابة العامة بعد إلى نتيجة. وقال المصدر نفسه إن "مدرسة المعتمدية، شأنها شأن العديد من المدارس في جميع أنحاء مصر، مكتظة للغاية، حيث يستوعب كل فصل من فصولها الدراسية البالغ عددها 23 فصلا دراسيا من 75 إلى 80 طالبا في وقت واحد". وفيما يتعلق بمدرسة قاسم أمين، قال مصدر هيئة الأبنية إنها "تصنف على أنها مبنى تراثي، مما يعني أنه من أجل إجراء ترميمها أو هدمها، يجب أولا منح الإذن من قبل المجلس الأعلى للآثار أو الهيئة الوطنية للتوافق العمراني ، اعتمادا على وضع المدرسة". وأضاف أنه تم إبلاغ الهيئتين بحالة مدرسة الإسكندرية، ومن المقرر أن يقوم فريق مشترك بتفتيشها الأسبوع المقبل تمهيدا لترميمها. في أعقاب انهيار الجدار في 2 أكتوبر، دعا وزير التعليم رضا حجازي هيئة الأبنية التعليمية إلى إعادة تفتيش جميع المدارس في جميع أنحاء البلاد، وفقا لبيان صادر عن الوزارة. وكلف حجازي الهيئة بمراجعة سجلات جميع المدارس التي يزيد عمرها عن 15 عاما، تمهيدا لصيانتها، كما أمر الوزير بتشكيل لجان في المحافظات لتفتيش المدارس وإعداد التقارير من أجل تنفيذ أعمال الترميم من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة إلى جانب هيئة الأبنية التعليمية، وفقا لما ذكره مصدر هيئة الأبنية لمدى مصر. وفي تصريح آخر، أعلن حجازي أنه سيتم دفع مبلغ 100 ألف جنيه كتعويض لأسرة الطالب المتوفى، و10 آلاف جنيه أخرى لكل طالب من الطلاب المصابين، بالإضافة إلى تغطية تكاليف علاجهم.