تتعرض قدرة الجزائر على توحيد العالم العربي للتشكيك في الوقت الذي يدور فيه الحديث حول احتمال تأجيل القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر العاصمة في نوفمبر المقبل، وفقا لما ذكرته صحيفة القدس العربي. الحكومة الجزائرية مستاءة من حملة التأجيل، ولن ترضخ للضغوط، وبدلا من ذلك، تصر على أنها ستمضي قدما في اتخاذ الترتيبات اللازمة لعقد القمة بالتنسيق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية. وأكد وزير الخارجية رمطان لعمامرة للصحفيين أن الجزائر مستعدة لعقد القمة العربية، خلال حديثه على هامش الدورة العادية للبرلمان في الجزائر العاصمة. وأصدرت حكومة الانقلاب بيانات حول تأجيل القمة، وكررها دبلوماسيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، ووفقا لتقارير في العديد من الصحف والمواقع الإعلامية العربية، فإنها تدعي أن هناك صعوبات في تنظيم القمة، ويقترح البعض تأجيل القمة بسبب الاختلافات في جدول الأعمال وعدم رغبة الحكومات الإقليمية في لقاء الجزائريين بسبب الخلافات السياسية. ومن بين هذه الأخيرة علاقة الجزائر الجيدة مع إيران وعدم وقوفها إلى جانب دول الخليج ضد طهران، الرغبة في رؤية سوريا مرة أخرى في جامعة الدول العربية؛ وعلاقة الجزائر المتضررة مع المغرب، وثمة قضية جديدة هي علاقة الجزائر القوية مع إثيوبيا وميلها إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع أديس أبابا، وهو ما تعتقد حكومة السيسي أنه يضر بمصالحها الخاصة في النزاع مع إثيوبيا حول الوصول إلى المياه من نهر النيل. وظهرت تساؤلات حول عقد القمة العربية عقب زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للجزائر نهاية الشهر الماضي، ووفقا للجزائريين، كان أحمد حاضرا لمناقشة التنسيق الإفريقي، وتم الاتفاق على توسيع التعاون بين الجزائر وإثيوبيا من خلال تعزيز التجارة، خاصة في الصناعات الغذائية والأدوية والتدريب والتعليم العالي، فضلا عن التعاون في البحث العلمي. تم الإبلاغ عن الفتور في العلاقات الجزائرية المصرية لبعض الوقت، ومن المفترض أن تفضل الجزائر إثيوبيا على سد النهضة الكبير على النيل، بناء على اجتماع بين وزير الموارد المائية والسفير الإثيوبي في الجزائر في مايو، ومع ذلك، فإن اجتماعا من هذا النوع يتعلق بالبروتوكول أكثر من أي شيء آخر، ولا يمكن أن يؤدي إلى أي اتفاق رسمي، وفقا للتقاليد الدبلوماسية الجزائرية. رسميا، أكدت زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى القاهرة في يناير من جديد في إعلان مشترك أن الجزائر ومصر "اتفقتا على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة بما يلبي مصالح الدول الثلاث – مصر والسودان وإثيوبيا – بطريقة عادلة ومنصفة".
وكانت الجزائر قد سعت إلى التوسط في هذه القضية العام الماضي من خلال لعمامرة، الذي زار البلدان الثلاثة خلال الأزمة حول ملء الخزان، ومع ذلك، تعطلت جهوده بسبب تعقيدات القضية وإصرار كل حكومة على التمسك بموقفها. ويرى ناصر حمدوش من حركة مجتمع السلم أن تأجيل القمة العربية هو شكل من أشكال "الابتزاز" ضد الجزائر، وقال النائب السابق لصحيفة القدس العربي "لا تزال هناك حملة لابتزاز الجزائر حول مواقفها المبدئية تجاه بعض القضايا الخلافية مع بعض الدول العربية، مثل قضية التطبيع مع إسرائيل، والموقف من المقاومة الفلسطينية، والخلاف مع المغرب حول الصحراء الغربية". وأضاف "في الآونة الأخيرة، ظهر خلاف مع نظام السيسي بشأن العلاقة بين الجزائر وإثيوبيا، فضلا عن سعي الجزائر لإعادة توحيد الدول العربية، مثل محاولاتها إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وعدم قبول بعض الدول العربية بعلاقة الجزائر مع إيران، ونهج الجزائر لحل الأزمة الليبية".
Algeria unhappy with Egyptian statements about postponing Arab summit