خلصت دراسة مختصرة بعنوان "وساطة «بايدن» لإتمام صفقة «تيران وصنافير».. قراءة في التحركات الأمريكية" إلى أن "صفقة التنازل عن "تيران وصنافير" محطة مهمة للغاية على طريق التطبيع السعودي مع العدو الصهيوني". وأوضحت الدراسة التي نشرها موقع "الشارع السياسي" أن "استيلاء الرياض على الجزيرتن يفرض عليها تحقيق "تفاهمات" سياسية وأمنية وحتى تجارية مع الاحتلال، وهو ما يمكن أن يفضي إلى إبرام اتفاقات أمنية وسياسية مع الاحتلال قد تمثل خطوة نحو التطبيع الكامل والاعتراف بالعدو الصهيوني". وأكدت الدراسة أن "اعتراف حكومة بلاد الحرمين بالاحتلال، سوف يمثل أعظم انتصار للاحتلال، وقد يفتح الباب على مصراعيه نحو دخول عشرات من الدول العربية والإسلامية إلى حظيرة التطبيع". وفي الوقت ذاته أكدت الدراسة أن "مصر وفلسطين هما أكبر الخاسرين من هذه الصفقة المشبوهة، فهرولة البلاد العربية والإسلامية نحو حظيرة التطبيع دون تسوية القضية الفلسطينيية يعني انتصارا هائلا للاحتلال دون أن يطلق رصاصة واحدة ودون أن يخوض أي حروب؛ بينما تمثل هذه الخيانات بابا من أبواب الجحيم وسوف يرفع منسوب الغضب الشعبي ويهدد بانفجار البلاد العربية من الدخل". الوساطة الامريكية وعن دور الوساطة التي اضطلعت به إدارة الرئيس الأمريكي جوبايدن، بين مصر والمملكة العربية السعودية وحكومة الاحتلال بشأن مفاوضات نقل ملكية جزيرتي "تيران وصنافير" في البحر الأحمر من السيادة المصرية إلى السعودية فإنها تدور حول عدة بنود: .. أولا، القضية الرئيسية في المفاوضات التي تجريها واشنطن مع القاهرةوالرياض، هي القوة متعددة الجنسيات للمراقبين، وأن السعودية وافقت على إبقاء الجزر منزوعة السلاح والالتزام بالحفاظ على حرية الملاحة الكاملة لجميع السفن، لكنها أرادت إنهاء وجود المراقبين متعددي الجنسيات في الجزر". لكن المسئولين في حكومة الاحتلال اشترطوا وضع ترتيبات أمنية بديلة تحقق نفس النتائج. .. ثانيا، تشترط تل أبيب أن تبادر الرياض بخطوات معينة كجزء من جهود أوسع للتوصل إلى اتفاق بشأن عدة قضايا، مثل السماح لشركات الطيران "الإسرائيلية" بعبور المزيد من الأجواء السعودية، الأمر الذي سيختصر الرحلات الجوية إلى الهند وتايلاند والصين بشكل كبير". .. ثالثا، تشترط حكومة الاحتلال أيضا على السعوديين "السماح برحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى السعودية، للمسلمين في إسرائيل الذين يريدون الذهاب لأداء فريضة الحج إلى مدينتي مكة والمدينة المنورة". مغزى التوقيت وعن توقيت هذه الوساطة الأمريكية لإتمام صفقة "تيران وصنافير"، أشارت الدراسة إلى تحركين متوازيين للإدارة الأمريكية: .. الأول، هو الاجتماع الإقليمي المرتقب الذي تشارك فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال جولة بايدن في المنطقة نهاية يونيو 2022م، والمرجح انعقاده في "إسرائيل" بحضور زعماء المنطقة، حسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين لموقع «أكسيوس» الأمريكي، وستكون هذه أول رحلة يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه. وكان رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت قد دعا بايدن لزيارة إسرائيل في مكالمة هاتفية نهاية أبريل2022، وهي الدعوة التي قبلها البيت الأبيض.
.. الثاني، هو مساعي واشنطن نحو ترميم علاقتها المتوترة مع حلفائها في الخليج في أعقاب فوز بايدن بالرئاسة، وغضبه من الدعم الخليجي السخي لمنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب. وكان بايدن قد تعهد من قبل ب«نبذ» السعودية، وهي التصريحات التي أثرت على العلاقات المتوترة بين الدولتين بسبب عدد من القضايا، بما في ذلك سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان ومقتل الكاتب جمال خاشقجي، الذي حمّلت المخابرات الأمريكية مسؤولية قتله لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالرغم من نفي المملكة.
الانقلاب وصفقة القرن وخلصت الدراسة إلى أنه في ضوء صفقة تيران وصنافير فإن "انقلاب السيسي على الرئيس مرسي والتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" هي خطوات مرسومة ضمن صفقة القرن الأمريكية، من أجل تصميم المنطقة وتشكيل تحالف الشرق الأوسط الكبير الذي يضمن لإسرائيل مكان الريادة والقيادة فيه تحت الرعاية الأمريكية. وأعاد التأكيد على أن الكيان الصهيوني"المستفيد الأكبر من تفريط السيسي في السيادة المصرية على جزيرتي "تيران وصنافير"؛ فالأثر القانوني الذي يفرضه القانون الدولي بناء على هذه الصفقة يحقق للكيان الصهيوني انتصارا سياسيا وعسكريا واستراتيجيا مذهلا دون خوض حروب أو إطلاق رصاصة واحدة. وأوضحت أنه بتبعية الجزيرتين -وخاصة تيران- للجانب المصري تعني أن المياه البحرية إقليمية مصرية، أي تابعة لمصر وليست مياهًا دولية، وهذا هو الممر الوحيد الذي يمكن أن تدخل منه السفن من البحر الأحمر إلى خليج العقبة. وتبعية الجزيرتين لمصر تقتضي وتفرض سيطرة مصر على هذا المضيق، وسلطتها القانونية في السماح وعدم السماح بالمرور فيه لأي سفن أجنبية.. وهذا ما يضع قيدًا على حرية الملاحة "الإسرائيلية" من خلال خليج العقبة. أما إذا قيل بأن الجزيرتين تابعتان للسعودية، فإن الممر يصيردوليًا، ليس لمصر أي سيطرة قانونية دولية عليه؛ ولا للسعودية. 8 كيلومترات وأوضحت أنه يترتب على اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، تنازل مصر أيضاً عن سيادتها الكاملة على مضيق تيران، والذي يصل عرضه إلى 8 كيلومترات، كان تحت السيادة المصرية الكاملة. وتحوُّل السيادة على الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية سوف يعطيها مسافة كيلومترين اثنين يعتبران مياهاً إقليمية سعودية، بينما سيصبح لمصر كيلومتران اثنان هما فقط حدود مياهها الإقليمية، بينما ستصبح مسافة ال4 كيلومترات المتبقية مياهاً دولية لا سيادة عليها سواءً لمصر أو السعودية، وهو الأمر الذي ترغب فيه "إسرائيل" بشدة، ويصبّ في صالح مشروعات اقتصادية تخطط لها إسرائيل منذ فترة طويلة، منها حفْر قناة تربط خليج العقبة بالبحر المتوسط عن طريق ميناء إيلات المطل على الخليج؛ وهو ما يمثل أكبر تهديد لقناة السويس كأهم مجرى ملاحي للتجارة العالمية يربط الشرق بالغرب. وهذا تهديد مباشر وخطير للأمن القومي المصري ويمثل طعنة لمصر في الصميم.