عادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية للحديث عن قضية جزيرتي تيران وصنافير ، بعد ساعات من إقرار قائد النظام العسكري عبد الفتاح السيسي بالتفريط فيهيما لصالح المملكة العربية السعودية ، في اتفاقية يرفضها الشعب المصري كونها تمس السيادة الوطنية المصرية. وتحت عنوان "بشكل نهائي.. الجزر الإسرائيلية التابعة لمصر تُنقل للسعودية.. بضاعتنا ردت إلينا "، قال "روعي كايس" محرر الشئون العربية بالصحيفة ، أنه بتوقيع السيسي للاتفاقية مساء السبت الماضي "هكذا يتوقع أن تصل القضية التي هزّت مصر العام الماضي إلى نهايتها ، كانت الجزيرتان في الماضي تحت سيطرة إسرائيل وعادتا إليها في إطار معاهدة السلام مع مصر". وأشار الكاتب الصهيوني إلى أن "البرلمان المصري صوت الشهر الجاري بغالبية الأصوات لصالح المعاهدة المثيرة للجدل بعد عدة جلسات عاصفة ، وفي المقابل أصدرت المحكمة الدستورية العليا في مصر قرارًا مؤقتًا الأربعاء الماضي بوقف تنفيذ كل الأحكام الصادرة من القضاء الإداري وقضاء الأمور المستعجلة بشأن اتفاقية تيران وصنافير ، وبذلك مهدت المحكمة الدستورية الطريق أمام السيسي للموافقة على الاتفاقية بشكل نهائي". وتطرق الصحفي الصهيوني للجدل الذي ساد مجلس نواب العسكر حول التوقيع على الاتفاقية، والانقسام بين أعضاء رأوا أن الجزر سعودية ويجب إعادة الحق لأصحابه ، وبين من هتفوا "مصرية". وتابع "كايس" تقريره قائلًا: "مع أول حديث عن الاتفاقية بين مصر والسعودية في أبريل 2016، انطلقت تظاهرات غير مسبوقة في حجمها ضد القرار، وبدأ النظام في اعتقال المتظاهرين ، لكن أهم ما في الأمر أن بضاعتنا ردت إلينا". واختتم تقريره قائلًا: "لقد نجح نتنياهو بالفعل فى إعادة جزء ثمين من ممتلكاتنا الواقعة تحت السيادة المصرية ، الأموال والجهود الدبلوماسية لم تذهب مع الرياح". وكانت جريدة الشعب ، قد نشرت فى يناير الماضي ، تقريرًا مطولًا عن أهمية خروج مضيق تيران من السيادة المصرية بالنسبة إلى الكيان الصهيوني ، حصرت فيه تحويل وسائل الإعلام العبرية ، أنظارها وأنظار مستوطني أراضينا المحتله على 1948 ، إلى قضية جزيرتي تيران وصنافير ، حيث أكدت العديد من الصحف أن الاتفاق الذي وقعته القاهرة مع الرياض ، يُعد من افضل المكاسب التى ستحصل عليها تل أبيب ، مؤكدين إن البروتوكول العسكري الملحق في اتفاق الاستسلام بين المصري والكيان الصهيوني "كامب ديفيد" ، تم تنقيحه مؤخرًا ليتضمن مسألة تحويل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية ، كما وافقت حكومة الاحتلال أيضًا على مشروع تشييد جسر رابط بين مصر والسعودية. ومن ناحيته ، أقر "موشي يعلون" ، وزير الحرب الصهيوني الأسبق ، وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وعضو الكنيست الصهيوني ، بأن حكومة الاحتلال صادقت على القرار المصري بالإقرار بسعودية الجزيرتين الواقعتين على مضيق تيران الاستراتيجي في إبريل الماضي ، وبموجب هذا التغيير ، سيتم إعادة ترسيم الحدود لتصبحا جزءًا من المياه السعودية ، بعد أن تم توقيع الاتفاق في القاهرة ، رغم أن مصر كانت تسيطر على الجزيرتين فعليًا منذ عام 1950 ، مشيرًا إلى أنه سيحصل النظام المصري ، مقابل التنازل عن هذا الموقع الاستراتيجي في البحر الأحمر ، حوالي 16 مليار دولار من المساعدات. وسلطت هذه التصريحات الضوء على أهمية تيران وصنافير للكيان الصهيوني الذي يحاول بسط سيطرته على ما يسمية ب"إسرائيل الكبري" من النيل للفرات ، فيقتطع منها جزءًا جزءًا ، فتيران وصنافير بالنسبة للكيان الصهيوني ، ليسا جزيرتين نائيتين فى البحر وحسب ، بل تعد "تيران" هى المتحكم الفعلى فى خليج العقبة وحركة الملاحة فيه. قالت صحيفة "هآرتس" العبرية, إن قرار مصر نقل السيادة على جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية , يعتبر "صفقة جيدة" لإسرائيل , وأعتبرت أن هذه الصفقة تتمثل في أنه سيترتب على الاتفاق المصري السعودي حول الجزيرتين, بعثرة أوراق منطقة الشرق الأوسط, بحيث يعاد تقسيم دولها من جديد لصالح إسرائيل بالأساس. وتابعت: "بالنظر إلى أن اتفاق مصر والسعودية حول جزيرتي تيران وصنافير يعد سابقة إيجابية في مسألة تبادل الأراضي , فإنه يمكن لإسرائيل محاكاة هذا الاتفاق في المستقبل" ، وأضافت: "إن نقل الجزيرتين من مصر إلى السعودية يفتح آفاقًا مستقبلية إيجابية لإسرائيل، ما يتطلب منها الابتعاد عن التفكير في الماضي, حيث خاضت خمس حروب مع مصر". وأشارت "هآرتس" ، إلى إن الاتفاق الجديد بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير يعد جيدًا جدًا لحكومة نتنياهو ، حيث لا يهم إذا كان ما حدث يعني عودتهما للسعودية أو تنازل مصر عنهما. وتشير الصحيفة إلى أن من ينظر للوراء سيذهب لأبعد من ذلك بكثير ، حيث الحروب المصرية الإسرائيلية الخمسة: حرب سيناء الأولى، والتي تندرج تحت عملية حوريف عام 1948، وتسلل جيش الاحتلال للعريش ، وحرب سيناء الثانية في عام 1956، والثالثة عام 1967، والرابعة حرب الاستنزاف 1969-1970، والخامسة حرب أكتوبر. وتوضح الصحيفة العبرية أنه على الرغم من التصنيف الخاص بحرية الملاحة في البحر الأحمر، والذي يعود لعامي 1956 و1967، فإن الحربين التاليتين لحرب 1967 حدثتا على خلفية رفض إسرائيل التخلي عن شريط من قاع البحر بين العريش وشرم الشيخ ، وحتى قبل ذلك اعترف الرئيس الأمريكي هاري ترومان أن مدينة إيلات أراضٍ إسرائيلية، خلال اجتماع فبراير 1945 بين سلفه وعبد العزيز آل سعود، والد العاهل الحالي سلمان بن عبد العزيز. وكشفت الصحيفة ، أن العاهل السعودي كان ضيفًا على المدمرة الأمريكية "يو إس إس كوينسي"، ووضع مع الرئيس الأمريكي الأسبق "فرانكلين روزفلت" أساس التحالف السعودي الأمريكي ، الذي نجا من العديد من الأزمات في العقود السبعة الماضية. من ناحيته ، قال موقع "والا" الإخباري العبري , إن عدم معارضة حكومة الاحتلال للاتفاق المصري السعودي حول جزيرتي "تيران وصنافير" , يعود بالأساس لرغبتها بالحفاظ على علاقاتها مع مصر.