تشهد الأسواق المصرية ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الطماطم والخضروات والفواكه بمختلف محافظات الجمهورية، حيث وصل كيلو الطماطم إلى 20 جنيها في بعض المناطق ، فيما يبدو أنه تكرار لسيناريو ورق العنب الذي وصل سعره إلى 100 جنيه للكيلو، وهو ما أثار انتقادات المواطنين وأدى إلى إحجام المستهلكين عن الشراء، وصعوبات في الحصول على الخضروات والفواكه الطازجة بأسعار مناسبة، خاصة في شهر رمضان المبارك. وأرجع البعض ذلك إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن بين الأسواق الخاصة بالجملة وأسواق التجزئة بالمحافظات. وقالوا إن "أسعار مستلزمات الإنتاج وأسعار العمالة الزراعية ارتفعت حيث وصلت تكلفة الفدان الواحد إلى 100 ألف جنيه وينتج 25 طنا فقط من الطماطم".
العروة الشتوية حول أسباب ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة كشفت مصادر زراعية، أن ذلك يرجع إلى عدم كفاية محصول العروة الشتوية نتيجة انخفاض المساحات المنزرعة نهاية العام الماضي، والتي يتم حصادها خلال شهر مارس وأشارت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل بين الأسواق، خاصة الطماطم وورق العنب والفلفل الرومي والفاصوليا والملوخية والباذنجان والكوسة. وقالت المصادر إن "أسعار الخضر في أسواق التجزئة والباعة سجلت ارتفاعا ملحوظا عن نظيرتها في أسواق الجملة، حيث تراوح سعر كيلو الطماطم من 14 جنيها ل 20 جنيها والفلفل من 15 ل 30 جنيها للكيلو، والملوخية من 14 جنيها ل 17 جنيها، وتراوح سعر كيلو الكوسة من 5 إلى 8 جنيهات". وكشفت أن الجمعيات الزراعية لم يكن لديها كميات وفيرة من السماد هذا العام، وبالتالي لم تمد الفلاحين بما يحتاجون إليه من سماد لزراعة الكميات المعتاد عليها من الطماطم، ما نتج عنه قلة المعروض أمام الطلب خاصة مع دخول شهر رمضان وإقبال الجمهور على شراء الطماطم بكميات كبيرة.
مستلزمات الإنتاج وقال الدكتور الفونس جريس زاخر، الباحث بمعهد بحوث البساتين، إن ارتفاع أسعار الطماطم يرجع للأسباب التالية: – ارتفاع تكاليف العروة الشتوية والتي تزرع في الزراعات المحمية في الصوب البلاستيكية أو الأنفاق بسبب ارتفاع أسعار البلاستيك، وارتفاع مستلزمات الإنتاج الداخلة في إنتاج محصول الطماطم ، وصلت تكلفة الفدان إلى 50 ألف جينه مما أدى إلى إحجام المزراعين عن زراعة الطماطم. – التغيرات المناخية التي حدثت خلال أشهر الشتاء من شهر يناير إلى مارس وتعرض البلاد لمنخفض جوي أكثر من مرة وانخفاض الحرارة إلى أقل من 10 درجات ليلا وحدوث صقيع في أغلب المحافظات مما أدى إلى تدهور المجموع الخضري والثمري في الأراضي المكشوفة.
3 عروات وقال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين إن "مصر من أكبر 5 دول إنتاجا للطماطم في العالم، ونزرع ما يقارب نصف مليون فدان طماطم كل عام في 3 عروات أساسية، العروة الصيفية، والعروة الشتوية، والعروة النيلية، موضحا أن هذه العروات الثلاث تنتج أكثر من 7 ملايين طن طماطم سنويا، نصدر منها نحو 3% بكميات تصل إلى 140 ألف طن كل عام، ورغم ذلك نعاني من ارتفاع أسعار الطماطم في أوقات معينة". وأضاف "أبوصدام" في تصريحات صحفية أن وجود الطماطم طازجة طوال العام يرجع لتداخل العروات ووجود عروات غير أساسية كالعروة الصيفية المبكرة والعروة الشتوية المتأخرة والعروة المحيرة ، وهذا ساهم في وجود أصناف كثيرة من الطماطم تناسب كل الأجواء والأراضي وطرق زراعة حديثة كالزراعة داخل البيوت المحمية والزراعات المزدوجة، مشيرا إلى أن هناك 9 أسباب وراء ارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق المحلية. وأوضح أن أسعار الطماطم ارتفعت بشكل لافت، ووصل سعر كيلو الطماطم عند باعة التجزئة من 15 إلى 20 جنيها ويباع قفص الطماطم زنة 20 كيلو بأسعار تتراوح بين 250 جنيها و350 جنيها في أسواق الجملة، لافتا إلى أن ذلك يرجع لعدة أسباب منها قلة المعروض من الطماطم بالأسواق لقلة الإنتاجية ، لأننا في فترة انتهاء العروة الشتوية وبداية العروة الصيفية المبكرة. وأشار "أبوصدام" إلى أن أسباب ارتفاع أسعار الطماطم يعود إلى محدودية المساحات المنتجة من الطماطم خلال الفترة الأخيرة بعد الخسائر المتلاحقة لمزارعي الطماطم في العروات السابقة، وزيادة تكلفة زراعتها في ظل زيادة الفاقد من الطماطم لأنها سريعة التلف، حيث يصل الفاقد لنحو 30% من الإنتاج. ولفت إلى أن أسباب زيادة أسعار الطماطم في الأسواق تعود أيضًا إلى زيادة الإقبال على شراء الطماطم لحلول شهر رمضان المبارك وكثرة الحلقات الوسيطة واستغلال بعض التجار للحالة الراهنة، كما أدت الأحداث العالمية الراهنة وارتفاع أسعار معظم المنتجات الغذائية البديلة للطماطم لارتفاع أسعارها بصورة لافتة. وطالب "أبوصدام" حكومة الانقلاب بوضع خطة زراعية لدعم مزارعي الطماطم مع تفعيل قانون الزراعات التعاقدية على الطماطم، لأنها أصبحت من المحاصيل الأساسية التي يؤثر ارتفاعها أكثر من اللازم على كل المصريين، كما يؤدي الانخفاض الشديد في أسعارها في بعض الأحيان لخسائر كبيرة للمزارعين. وشدد على ضرورة الاهتمام بتصنيع الطماطم (الصلصة) ، وأن تنشأ مصانع لتصنيع الصلصة حتى تباع للمصريين في أوقات فواصل العروات، بدلا من تداولها بإجمالي الإنتاج بصورتها الخام أو الطازجة التي تتسبب في زيادة الفاقد من المحصول دون عائد اقتصادي يكون بديلا لحل مشاكل الفاقد. وكشف "أبوصدام" أن مصر تستورد نحو 98% من تقاوي الطماطم، مشددا على ضرورة الإسراع في توفير تقاوي طماطم محلية لتقليل تكلفة زراعتها مع زيادة الاهتمام بتصنيع الطماطم لأغراض إنتاج الصلصة والطماطم المجففة وتخزينها لعرضها للمواطنين في أوقات ارتفاع الأسعار، مع زيادة التوعية بطرق التجفيف والحفظ للطماطم لكل المواطنين في أوقات توافرها لاستخدامها في أوقات الأزمات.
موجة الصقيع وقال حاتم نجيب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية إن موجة الصقيع التى حدثت فى شهر مارس الماضى تسببت فى تأخر نضج محاصيل العروة الصيفية لأكثر من أسبوعين وضعف الإنتاج ، وبالتالي ارتفعت الأسعار بشكل كبير. وأوضح "نجيب" في تصريحات صحفية أن الخضر والفاكهة سلع قابلة للتلف ويصعب تخزينها لفترة بغرض الاحتكار أو رفع السعر ، وبالتالي فإن أي ممارسات خاطئة لن تستمر طويلا ، متوقعا أن تعود الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية خلال أيام.