يأبى القائمون على الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إلا أن يؤكدوا باستمرار أنهم يكيلون بمكيالين، والمعايير عندهم ليس واحدة؛ والبرهان على ذلك هو موقف الفيفا الحاسم بحرمان المنتخب الروسي من كأس العالم المقبلة، وكذلك حذا حذوها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحرمان الأندية الروسية من المشاركة في بطولات الاتحاد على المستوى الأوربي. لكن الفيفا والاتحاد الأوروبي لا يزالان يسمحان لإسرائيل بالمشاركة في بطولات الفيفا ، ولأنديتها بالمشاركة في البطولات الأوروبية رغم أنها دولة محتلة غازية تحتل أراضي فلسطين منذ أكثر من 70 سنة، والقرارات الدولية تؤكد ذلك؛ لكن الفيفا والأوروبيين يغضون الطرف عن هذه المواقف المشينة وكأن جريمتهم هينة لا بأس بها. هذه المواقف المخزية من الفيفا دفعت المحلل الفني بقوات بي إن سبورت محمد أبو تريكة، لاعب المنتخب المصري والنادي الأهلى السابق إلى انتقاد هذه المواقف والمعايير المزدوجة؛ بشأن تجميد مشاركة منتخب روسيا في المنافسات الدولية والسماح للاحتلال الإسرائيلي بالمشاركة وكلاهما احتلال وغزو لأراضي الغير، وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) بيانًا مشتركًا مع الاتحاد الأوروبي أيضًا يوم الإثنين 28 فبراير 2022، أكدا من خلاله استبعاد كل المنتخبات والفرق الروسية من مسابقاتهما لأجل غير مسمى، حيث يتواجد منتخب روسيا ضمن الملحق الأوروبي المؤهل ل كأس العالم في قطر 2022، ولكن رفض المنتخب البولندي – منافسه – مواجهته في الملحق، وكذلك السويد. وكتب أبو تريكة عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة في كافة البطولات لابد وأن يكون معه منع مشاركة الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الصهيوني". وأضاف: "الكيان الصهيوني محتل ويقتل الأطفال والنساء في فلسطين منذ سنين، ولكنكم تكيلون بمكيالين". صحيفة "موندو ديبورتيفو" أكدت أن تلك العقوبات ضد روسيا، تأتي بسبب ما حدث خلال الأيام الماضية من الغزو ضد أوكرانيا، ولن يظهر أي ممثل ل روسيا في أي بطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم أو الأوروبي لحين إشعار آخر. الموقف المشين للفيفا لا يتوقف عند هذه الحد الذي يسمح لدولة غازية تحتل أرض غيرها وتقتل شعبها منذ عقود طويلة في المنافسات والبطولات الدولية؛ بإن إن رئيس الفيفا جياني إنفنتينو (رجل أعمال سويسري إيطالي) زار الكيان الصهيوني في أكتوبر 2021م، والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في مكتبه بالقدس المحتلة. وذكر بيان مكتب بينيت وقتها أن "رئيس فيفا طرح فكرة قيام إسرائيل باستضافة مباريات المونديال عالم 2030، إلى جانب دول أخرى في المنطقة وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة". وأضاف البيان أن اللقاء حضره مسؤولان في الإدارة الأميركية السابقة وهما وزير المالية السابق ستيفن منوشين، والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان. هذا وخلال حديثهما, طرح رئيس الفيفا فكرة قيام إسرائيل باستضافة مباريات المونديال في العالم 2030, إلى جانب دول أخرى في المنطقة وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعتزم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اختيار الملف الفائز باستضافة مونديال 2030 في عام 2024م. معنى ذلك أن الفيفا لا يكتفي بمشاركة إسرائيل في البطولات الدولية وهي دولة احتلال، بل يريد أن يكافئها بشرف تنظيم المونديال فوق أرض محتلة وشعب مقهور!! خلاصة الأمر، أن قرار الإتحاد الدولي "فيفا" بتعليق مشاركة المنتخب الروسي في المنافسات الدولية، وكذلك الاتحاد الأوروبي بحرمان الأندية الروسية من المشاركة في بطولاته هو قرار صحيح إنسانيا وقانونيا؛ لكن لماذا يسمحان حتى اليوم لإسرائيل وأنديتها بالمشاركة رغم أنها أيضا دولة احتلال؟!