* بعد استيراد الغاز الإسرائيلي.. مصر رهينة تل أبيب * إهدار خطط الرئيس مرسي لتوفير الطاقة من ليبيا وقطر والعراق واستبدالهم بإسرائيل * إسرائيل استولت على حقول غاز مصرية قيمتها 700 مليار دولار * تل أبيب تخطط لتصدير الغاز لمصر من خلال عكس مسار خط الغاز الحالي الممتد من العريش إلى عسقلان * نصيب مصر من حقول شرق المتوسط يعادل 146 ضعف ما تنتجه مصر من طاقة وتكفى لإنتاج 3.4 مليون ميجاوات * الرئيس مرسى كان يخطط لبناء مفاعلات نووية للطاقة وتطوير توربينات السد العالي وبناء مدينة للطاقة الشمسية * اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل سببت خسائر لمصر مقدارها 45 مليار دولار * مصر لا تعترف بصفقات وتعاقدات واتفاقيات الانقلابيين أول عقد لبيع الغاز الإسرائيلي إلى مصر يكشف حقائق ومخاطر كبيرة على الأمن القومي والاقتصاد المصري وثروات مصر الطبيعية، ويفتح ملفا مؤلما ومقلقا، بما يوجب دق ناقوس الخطر، فلم تكتف إسرائيل بسرقة حقول الغاز المصرية بل تعقد صفقات الآن لتبيعه لمصر بسعر الأسواق العالمية أضعاف أضعاف الثمن الذي كانت تدفعه لمبارك الذي كان يبيعه لها بأقل من سعر استخراجه، وتسمح هذه الصفقة لإسرائيل عبر شركاتها بالتغلغل في الأراضي المصرية من خلال عملية مد أنابيب نقل الغاز.
وحذر خبراء اقتصاديون ل"الحرية والعدالة" إلى أن هذه الاتفاقية يعني ربط الاقتصاد المصري بالإسرائيلي وتحكم إسرائيل ومنظمات صهيونية بالاقتصاد والسلع الاستراتيجية وفق خطة محكمة لتدمير مصر وثرواتها الطبيعية، مؤكدين أن هناك دراسات تؤكد أن إسرائيل استولت على حقول مصر للغاز في شرق المتوسط. وحذروا من خطورة اتجاه السيسي لحضن إسرائيل في حين يهدر مشروعات الرئيس للطاقة بقطر وليبيا والعراق. مؤكدين أن مصر لن تعترف بتعاقدات الانقلابيين.
حقول غاز مصر المنهوبة رصدت تقارير مصرية أن إسرائيل نهبت حقول غاز مصرية في "المياه الاقتصادية" لمصر في البحر المتوسط يقدر إنتاجها ب 200 مليار دولار، حيث يمتد حقل "لفياثان" الذي اكتشفته إسرائيل في 2010 و"أفروديت" الذي اكتشفته قبرص في 2011، يمتدان لمياه مصر الإقليمية ويذخران باحتياطيات قيمتها قرابة 200 بليون دولار، على بُعد 190 كيلومترًا شمال دمياط، و235 كيلومترًا من حيفا و180 كيلومترًا من ميناء ليماسول القبرصي. وتقدر دراسات أن إسرائيل استولت على حقول غاز مصرية بما قيمتها 700 مليار دولار. وأن نصيب مصر من حقول شرق المتوسط يعادل 146 ضعف ما تنتجه مصر من طاقة وتكفي لإنتاج 3.4 مليون ميجاوات.
أول عقد بيع الغاز الإسرائيلي لمصر وكانت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية قد كشفت أن الشركات المالكة لحق استغلال حقل تمار الإسرائيلي للغاز الطبيعي، وقعت مذكرة تفاهم لبيع الغاز الطبيعي لشركة "يونيو فينوسا" الإسبانية، وهو أول عقد لبيع الغاز الإسرائيلي لمصر. والذي تم توقيعه مساء الاثنين 5 مايو 2014. موضحة أن الشركة الإسبانية تملك مع شركة "إيني" الإيطالية مصنعًا لتصدير الغاز المسال في دمياط، مشيرة إلى توقيع مصر عقد مماثل مع شركة بوتاس الأردنية منذ عدة أشهر. والتفاهم الذي تم توقيعه يعني التوقيع على اتفاقية رسمية بين الطرفين خلال 6 أشهر من الآن، تقضي بأن تزود إسرائيل 4.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا لمصر لمدة 15 سنة، بما يعني خُمس إنتاج الحقل الإسرائيلي.
قيمة العقد ب20 مليار دولار واقرأ أيضًا: د. سرحان سليمان: باتفاقية الغاز ستتحكم إسرائيل في مصادر الطاقة لمصر وقدرت إجمالي قيمة العقد ب20 مليار دولار، بواقع 1.3 مليار دولار تقريبًا في السنة الواحدة، موضحة أن نقل الغاز سيتم عبر أنبوب سيمتد من حقل تمار إلى شواطئ مصر التي تبعد عنه بحوالي 300 كيلومتر. وستتحمل الشركة المشترية تكاليف مد الأنبوب. والعقد المقبل الذي من المفترض توقيعه بين الجانب الإسرائيلي وشركة بريتش جاز البريطانية، التي تملك مصنعًا مشابهًا في شمال مصر أيضا، سيكون بمواصفات وبنود مشابهة لعقد الشركة الإسبانية، وتعمل الشركة البريطانية في مصر منذ 25 عامًا، وتنتج نحو ثلث الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي.
صفقة لمدة 15 سنة أيضا ذكرت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية، أنه تم توقيع الصفقة بين شركات حقل "تامار" الإسرائيلي للغاز الطبيعي، وبين شركة "يونيون فينوسا" الإسبانية لتصدير الغاز، وتنص الصفقة على بيع الغاز الطبيعي لمصر بمبلغ 1,3 مليار دولار في السنة وبمقدار 5,4 مليارات متر مكعب سنويًا ولمدة 15 سنة. بقيمة إجمالية 20 مليار دولار. تستورد ب6.5 بعد بيعه ب1.5 دولار وأصبحت مصر تستورد غاز إسرائيل ب 6.5 دولار بعدما كانت تبيعه لها ب 1.5 دولار، وكانت قد صرحت الشركات المالكة لحقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي (تمار) في 6 مايو الجاري إنهم وقعوا خطاب نوايا مع شركة يونيون فينوسا جاس (يو.اف.جي) الإسبانية لتصدير ما يصل إلى 2.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز على مدى 15 عاما إلى محطات للغاز الطبيعي المسال في مصر. وأشرت صحيفة " جويش بزنس نيوز" العبرية أن الاتفاق الذي جري توقيعه مع شركة يونيون فينوسا جاس إس إيه الإسبانية (المعروفة اختصارًا ب يو إف جي UFG) هدفه توصيل الغاز الإسرائيلي إلى مصانع الغاز التابعة ل يو إفي جي في مصر، لبيعه لاحقا إلى الحكومة المصرية. استيراد بسعر السوق وذكرت "جويش بزنس نيوز" أن سعر الغاز الطبيعي الذي سيتم بيعه سيكون مماثلا للسعر المتفق عليه في عقود بيع الغاز لدول أخرى أي سعر السوق بدون مجاملة مصر كما كان يفعل نظام مبارك أثناء بيعه غاز مصر لإسرائيل، وكشف الملحق الاقتصادي لصحيفة هآرتس "(ذا ماركير) أن سعر الغاز الذي ستقوم شركة "تمار" الإسرائيلية بتصديره لمصر سيصل إلى 6.50 دولار كحد أدنى لكل وحدة غاز ( ألف قدم مكعب).
كوارث نظام مبارك واقرأ أيضًا: أستاذ اقتصاد: استيراد غاز إسرائيل خطة تدمير شامل لمصر وكشفت دراسة أعدها سايمون هندرسون مدير برنامج سياسة الخليج والطاقة في (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) الذي تموله منظمة إيباك الصهيونية عن أن تل أبيب تخطط لتصدير الغاز لمصر من خلال عكس مسار خط الغاز الحالي الممتد من العريش إلى عسقلان والذي كان نظام مبارك يصدر منه الغاز المصري لإسرائيل بأقل من سعر استخراجه (1.5 دولار فيما الاستخراج يكلف 2.1 دولار وسعر السوق 8 دولارات). وكشف الموقع الاقتصادي لصحيفة هاآرتس أن الغاز لن يتم استخدامه في التصنيع داخل مصر بل سيمر بمرحلة إسالة (LNG) ليعاد نقله إلى أهداف مختلفة عبر العالم وبوجه عام ستحصل يونيون على نحو 70 مليار متر مكعب من الغاز أي ما يوازي 22.5% من إجمالي احتياط الغاز الموجود في تمار وفي مخازن الغاز القريبة.
يشار إلى أن "تمار" هي إحدى مخازن الغاز الكبرى التي تم اكتشافها على شواطئ إسرائيل، حيث تضم نحو 310 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بما في ذلك مخزن "تمار SW" القريب والذي يضخ منذ مارس 2013 الغاز للصناعات الإسرائيلية كذلك يضم المخزن 13 مليون برميل كوندنسيت، مادة خام لإنتاج البترول من نوع برنت.