لا يرحم نظام الانقلاب أحدا حتى ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى مساعدة الجميع خاصة حكومة الانقلاب، لكن النظام الذي لا يعرف إلا الاستنزاف وفرض الضرائب والرسوم وجمع الأموال لا ينجو من كوارثه أحد حتى هؤلاء الذين كان من المفترض أن يقدم لهم الدعم والمساندة بدافع إنساني بعيدا عن السياسة ودهاليزها. ذوو الإعاقة يشتكون مر الشكوى من صعوبة استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، التي تزعم وزارة التضامن الاجتماعي بحكومة الانقلاب أنها تقدم مميزات خاصة لدعم ذوي الإعاقة، مثل الجمع بين معاشين والتعيين بنسبة 5% من عدد العاملين بالوظائف الحكومية والكشف المجاني في المستشفيات والحصول على سكن حكومي والإعفاء الجمركي على الأجهزة التعويضية والإعفاء من الرسوم الجمركية على سيارة معاقين معفاة من الجمارك والإعفاء من الضرائب، لدمج في المدارس كما تتيح بطاقة الخدمات المتكاملة، الدمج في المعاهد والجامعات. وبحسب "التضامن الاجتماعي" تشمل الإعاقات المستحقة لبطاقة الخدمات المتكاملة، إعاقات حركية، سمعية، بصرية، ذهنية، متعددة، قصار القامة وأيضا أمراض الدم المزمنة مثل الهيموفيليا وغيرها التى تهدد الحياة، وكذلك أنواع الاضطراب على أن يستقر الاضطراب أكثر من عام بعد العلاج المستمر، بما يؤثر على الوظائف الحياتية للمواطن واضطراب طيف التوحد، واضطراب فرط الحركة. ورغم الإعلان عن هذه المميزات إلا أن ذوي الإعاقة لا يحصلون على شيء على أرض الواقع؛ حيث ترفض مكاتب التأهيل إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة، وتقول إنها لم تتلقى أي معلومات بشأن إصدار هذه البطاقات. من جانبها زعمت نيفين القباج، وزيرة تضامن الانقلاب أن الوزارة أطلقت خطا ساخنا برقم 15044 لتحويل الشكاوى والتظلمات المتعلقة ببطاقة الخدمات المتكاملة. وقالت نيفين القباج في تصريحات صحفية، إنه "سيتم تحويل الشكاوى للمجالس الطبية لو كانت المشكلة طبية، وتحويلها لنا في الوزارة لو كانت وظيفية، أما لو كانت مشكلة خاصة باستخراج البطاقة، فيتم التوجه إلى الشركة أو مجمع الإصدارات وفق تعبيرها".
حياة متوقفة في المقابل كشف ذوو الهمم عن عدد كبير من الشكاوى بشأن صعوبة الدخول على الموقع الرسمي الخاص بالتسجيل، في الوقت الذي تشير فيه مكاتب التأهيل إلى عدم تلقيها أي معلومات بشأن بطاقات الخدمات. وقالت هناء محمود، إحدى ذوات الإعاقة بمحافظة الغربية، إنها "تقدمت منذ أكثر من عام للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة في المرحلة الأولى، وحتى الآن لم تحصل عليها، مؤكدة أنها مسجلة منذ عام 2020 و يقولوا لي غيري التقرير الطبي". وأضافت هناء في تصريحات صحفية أن الحياة لديها شبه متوقفة، بسبب عدم إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة، قائلة "ظروفي المادية الصعبة تحول دون الحصول على معاش والدي، فأنا مطلقة وعليّ ديون بسبب تزويج ابنتي ولدي ابنة أخرى بحاجة للتجهيز". وتابعت: "ضيق الحال يجعلني لا استطيع شراء الأدوية الخاصة بي، في ظل التزامات الأكل والمعيشة والإيجار، متبهدلين ولا عارفين نخرج نشتغل، وعرض عليّ أحدهم التسجيل مقابل 600 جنيه ولكني رفضت". وأشارت إلى أنها ليست الحالة الوحيدة التي تواجه أزمة الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة في محلة مرحوم بمحافظة الغربية، مطالبة وزيرة تضامن الانقلاب بالتدخل بسرعة لحل الأزمة.
مشكلات التسجيل في السياق ذاته، قال حمادة الأسمر، رئيس رابطة ذوي الإعاقة بالمطرية إن "هناك مشكلات في التسجيل على الموقع الرسمي، بسبب بطء التحميل، مشيرا إلى أنه عند الذهاب إلى مكاتب التأهيل خاصة بالمطرية يتفاجأون برد الموظفين يخبرونهم بأنه حتى الآن لم ترد أي تعليمات ويقولون لهم تعالوا بعد 10 أيام واسألوا" . وأضاف الأسمر في تصريحات صحفية ، على مدار عام كامل ونحن ننتظر فتح المرحلة الثانية، خاصة أن هذه البطاقة تشكل وسيلة للعيش لذوي الإعاقة، متابعا مش عارفين نعمل إيه وحياتنا متوقفة.
إذلال وإهانة بدوره، طالب عمرو نصار، مؤسس الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، وزيرتي الصحة والتضامن بحكومة الانقلاب، بأن يقتصر التقدم لمكاتب التأهيل بالمحافظات مباشرة بشكل ورقي لعمل بطاقة الخدمات المتكاملة، بدلا من النظام الإلكتروني. وأضاف نصار في تصريحات صحفية أن التسجيل الإلكتروني يشوبه كثير من المشكلات التي جعلت ذوي الإعاقة فريسة للاستغلال من قبل مافيا السبوبة، الذين يعلنون عن التسجيل على الموقع الإلكتروني مقابل دفع الأموال دون تقدير لظروفهم المادية. وتابع، أن مكاتب التأهيل تتحدث لذوي الإعاقة عن أنها لم تتلقَ أي قرارات أو تعليمات بشأن بدء المرحلة الثانية لذوي الإعاقة، بالإضافة إلى أن هناك أزمات تواجهنا في الدخول على مواقع التسجيل . ووصف نصار ما يحدث من مسئولي الانقلاب بأنه إذلال وإهانة لذوي الإعاقة وعدم مراعاة لظروفهم الصحية ووضعهم المادي الصعب.
سبوبة واعترفت مها شعبان، عضو مجلس نواب السيسي بأنها تلقت شكاوى من الكثير من ذوي الإعاقة حول صعوبة التسجيل على الموقع الخاص بكارت الخدمات المتكاملة، مشيرة إلى أنه ربما تكون هناك إجراءات لم تنتهِ بعد منها وزارة تضامن الانقلاب وفق تعبيرها . وأضافت مها شعبان في تصريحات صحفية ، اذا لم يتم حل هذه المشكلة خلال أسبوع، فانها سوف تتقدم بطلب إحاطة لوزيرة تضامن الانقلاب، نيفين القباج بشأن عدم قدرة ذوي الإعاقة على التسجيل بالموقع، وصعوبة الدخول عليه. وأعربت عن رفضها استبدال النظام الإلكتروني بالورقي، زاعمة أن ذلك لا يتناسب مع ظروف ذوي الإعاقة الصحية، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا. وأشارت مها شعبان إلى أن السبوبة والاستغلال موجودان في جميع الحالات والطريقة التقليدية لن تحلها بحسب تصريحاتها.