في الوقت الذي تشرئب فيه ميكرفونات وفضائيات العالم بحجة حماية حقوق المرأة في افغانستان، جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم لئلا يروا عصابات الموت الطائفية في سوريا تقصف الأحياء المحاصرة في درعا بصواريخ وقذائف الدبابات، وسط حالة من الخوف والبكاء للأطفال والنساء، ويبدو أن العالم قرر أنه لا حق للمرأة السورية بالحياة، فالعالم الكاذب مشغول بحقوق المرأة في أفغانستان. وصعد جيش النظام السوري والميشيات الإيرانية الإرهابية الموالية له من قصفهم المدفعي والصاروخي على أحياء درعا البلد المحاصرة جنوبسوريا، بعد اجتماع اللجنة المركزية الممثلة لأبناء ومقاتلي درعا مع مسؤولين في نظام "بشار الأسد" الإرهابي، دون أن يفضي إلى أي نتيجة. وقصفت القوات النظام الإرهابية أحياء درعا البلد، ليل السبت والأحد، بما لا يقل عن 65 صاروخا، فيما أصيب عدد كبير من المدنيين دون قدرة الكادر الطبي على إسعافهم ليلا، جراء كثافة القصف. قصف شديد ونقل مراسلون عن مصادر محلية أن ثلاثة مدنيين قتلوا جراء قصف قوات النظام الإرهابي الأحياء المحاصرة في درعا، وذلك بعد أن جددت قوات النظام قصف أحياء المدينة، وقالت المصادر إن القصف استهدف بصاروخ أرض أرض الجامع العمري الذي انطلقت منه الثورة السورية عام 2011. وصرحت مصادر محلية بأن "القصف بدأ بعد تعرض وفد من عشائر محافظة درعا لمحاولة اغتيال من قبل الجيش السوري المتمركز على حاجز النخلة، بعد مغادرته للاجتماع مع اللجنة الأمنية الحكومية، دون التوصل إلى اتفاق. في المدينة". وكانت حكومة النظام الإرهابية قد استقدمت، نحو 23 حافلة لنقل الرافضين لشروطها، لكن المتحدث باسم لجنة التفاوض "عدنان المسالمة" قال: "أهالي درعا البلد طالبوا بالنزوح إلى الأردن. أو تركيا نتيجة الحصار والظروف التي باتت معلومة للجميع". وناشد الأهالي، في مقطع فيديو، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التدخل لوقف "عمليات الإبادة والتهجير" التي يقوم بها النظام السوري، دون تدخل روسي لمنعها. كما طلبوا منه فتح طريق آمن لهم للوصول إلى الأردن. وأضاف المصدر: "النظام يقول عبر أحد أعضاء اللجنة الأمنية إن تركيا وافقت على ذلك، وهذا التصريح كاذب. وتم الاتصال بالمعنيين في تركيا، وتم التأكيد على عدم وجود موافقة على الإطلاق، لذلك لا أحد يتحرك من مكانه نحو الأتوبيسات ولا يستمع للشائعات". ونددت الخارجية القطرية، أمس الأحد، بهجوم قوات النظام الإرهابي على محافظة درعا، واصفة الهجوم ب"الوحشي"، ووصفت الوزارة في بيان الهجوم بأنه "امتداد لسلسة الجرائم النكراء التي ظل يرتكبها النظام في حق الشعب السوري الشقيق خلال السنوات الماضية"، مشددة على أن "الجرائم المروعة التي مارسها النظام السوري في درعا أدت إلى نزوح عشرات الأسر، الأمر الذي يخالف القانون الإنساني الدولي".
لم يستوعب الدرس واتهمت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان نظام بشار الأسد بارتكاب "انتهاكات مروعة" في مدينة درعا جنوبيسوريا، معتبرة أن "هذا النظام لم يستوعب الدرس باعتقاده أن الانتقام يقضي على فكرة الثورة". جاء ذلك في منشور لكرمان على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك. وقالت كرمان: "الانتهاكات المروعة التي يمارسها نظام بشار الأسد في درعا وإصراره على إذلال أهلها يشيران أنه لم يستوعب الدرس جيدا". وأضافت: "يتصور الأسد أن الانتقام من درعا سوف يقضي على فكرة الثورة (..) هكذا يظن الطغاة وغالبا ما تخيب تلك الظنون". وأكملت: "المجد لأهالي ومناضلي درعا والخزي لنظام الأسد الفاشي وللمجتمع الدولي الصامت عن جرائمه ومجازره". وتؤكد مصادر أن رئيس جهاز المخابرات في حكومة الانقلاب بمصر عباس كامل يباشر توريد شحنات أسلحة نوعية لسوريا، يصاحبها عدد من المهندسين والخبراء المصريين الذين سيشرفون على أمكان نشر الأسلحة وتموضعها في الشمال السوري لتشكل ذراع قوية للسفاح السيسي على الحدود التركية.
مساعدة مصرية وفي نوفمبر 2016، أدلى السفاح السيسي على هامش زيارته للبرتغال، بتصريحات أكد فيها أن "الأولوية الأولى لنا أن ندعم الجيش الوطني في سوريا (قوات الأسد)". ويرى خبراء أن السفاح السيسي هو أحد الطغاة العرب القلائل الذين لم يخفوا دعمهم الواضح لدمشق، التي علقت الجامعة العربية عضويتها منذ عام 2011، وكانت عصابة الانقلاب بمصر قد أعادت العلاقات مع سوريا بعد الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي، الذي قام بقطعها، واتخذ موقفا متشددا من نظام بشار الإرهابي. يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد مولانا :" إن المجازر التي تحدث في سوريا، يصعب ردعها سوى بحدوث تغيير في مصر والجزيرة العربية، تلعب بعده تلك البلاد دورا في تغيير المعادلات الحالية. فأهلنا في سوريا لا يواجهون بشار الأسد فقط إنما الحلف الداعم له". ويقول دكتور نصر الحريري، الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية :" 45 الف سوري درعاوي معرضون للإبادة أو التهجير القسري كرمى لنظام الأسد العميل وإيران وروسيا .أين الدول التي اعترفت بالثورة السورية ،أين أصدقاء الشعب السوري؟ أين الأشقاء العرب؟ أين الجامعة العربية؟ أين الأممالمتحدة ومجلس الأمن؟ الجميع صامت على مقتلة درعا، بخلوا علينا حتى بالكلام".