وقّعت وزارة الري والموارد المائية في حكومة الانقلاب بروتوكول تعاون فني في مجال الموارد المائية مع وزارة الري في دولة جنوب السودان، يتضمن إعداد دراسات جدوى لإنشاء سد "واو" متعدد الأغراض على نهر سيوي أحد فروع نهر الجور الرئيسي بحوض بحر الغزال. يهدف السد إلى توليد 10.4 ميجاوات وتوفير مياه الشرب لحوالي 500 ألف نسمة والاستفادة من المياه في الري التكميلي لمساحة من 30 إلى 40 ألف فدان. كما تم التعاقد مع وزارة الكهرباء والطاقة بحكومة الانقلاب لإسناد أعمال التصميمات الخاصة بالمحطة الكهربائية وملحقاتها ودراسة الجدوى الاقتصادية. ولا يُعد سد "واو" الأول الذي تشارك سلطات الانقلاب في بنائه، فقد أنشأت سد خزان جبل الأولياء قبل السد العالي وأهدته للسودان عام 1977، كما أنشأت سد "أوين" في أوغندا بتكلفة مليون جنيه إسترليني، كما نفذ تحالف من الشركات المصرية سد "روفينجي" في تنزانيا بإشراف من الهيئة الهندسية للجيش. وقال الدكتور محمد حافظ خبير هندسة السدود، إن :"بناء أي سدود على النيل الأبيض بأحجام صغيرة بسعة من 5 إلى 10 مليارات متر مكعب يُعد أمرا جيدا لمصر، مضيفا أن هناك مناطق كثيرة على النيل الأبيض تختلف تبوغرافيتها عن النيل الأزرق، وتضم مساحات كبيرة من المستنقعات تتسبب في إهدار كميات كبيرة من المياه عن طريق البخر". وأضاف حافظ في حواره مع برنامج "من الآخر" على تليفزيون وطن أن :"بناء سدود في تلك المناطق وتجفيف المستنقعات والاستفادة من هذه المياه بتركيزها في مكان واحد ثم توجيهها في اتجاه مجرى النيل يفيد الدولة المصرية". وأوضح أن دولة جنوب السودان تعتزم بناء سدين على النيل الأبيض الأول سد قزم الذي تبنيه مصر وينتج حوالي 11 ميجاوات وهي تكفي قرية صغيرة كما يستخدم لري حوالي 40 ألف فدان بنظام الري التكميلي، والسد الثاني بتمويل صيني وقالت السلطات إنها تحلم ببنائه منذ 10 سنوات، فإذا كانت سعته بين 5 إلى 10 مليارات فهذا أمر جيد إما إذا كانت سعته أكبر من 13 مليار متر مكعب فهذا يعني كارثة جديدة لمصر". وأشار إلى أنه: "من الواجب على مصر باعتبارها أكبر المستفيدين من مياه النيل مساعدة الدول الأفريقية على مواجهة أخطار الفيضانات ببناء سدود وخزانات في هذه الدول، لكن مشاركة مصر في بناء سد تنزانيا لن يفيد بل سيتسبب في خسائر كبيرة لأنه خارج حوض النيل كما أن تنزانيا وقعت على اتفاقية عنتيبي". ولفت إلى أن المخاوف من انهيار سد النهضة على مصر لا أساس لها من الصحة بل على العكس انهيار السد سيكون فائدة كبيرة لمصر، موضحا أن انهيار السد لن يحدث إلا إذا كان ممتلئا وفي هذه الحالة ستكون بحيرة ناصر في حالة جفاف تماما، وبالتالي سيعاد ملئها مرة ثانية والخاسر الوحيد في هذه الحالة السودان وقد يتم محوها من على الخريطة". ونوّه بأنه بعد اكتمال سد النهضة ستزداد المشاكل بين مصر والسودان بسبب انخفاض كمية المياه القادمة من إثيوبيا، والتي ستستولي عليها السودان، مضيفا أن السودان أبلغت الوفد المصري أنها منحت مصر سلفة من مياه النيل تقدر ب200 مليار متر مكعب منذ بناء السد العالي؛ لأنها لا تستخدم كامل حصتها في مياه النيل". وتابع:"مصر أخطأت خطأ تاريخيا في مايو 2020 عندما كان السد لا يخزن خلفه أي كميات من المياه، وكانت هذه فرصة تاريخية لمصر لضرب سد النهضة وقد صرح دونالد ترامب أنه كان يتوقع من مصر ضرب السد، لكن بعد إجراء الملء الأول أصبح ضرب السد خطرا على سد الرصيرص". وحول تصريحات الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية بشأن عدم قدرة مصر على ضرب السد لعدم امتلاكها السلاح اللازم أوضح حافظ أن: "مصر تمتلك القنبلة نصر 9000 وهي كافية لتحويل السد إلى تراب، وأيضا تمتلك صواريخ عدة يمكنها إحداث شروخ عميقة في جسم السد ومن ثم تؤدي إلى انهياره بفعل ضغط المياه خلفه".