حذر أطباء من دخول سلالة كورونا الهندية إلى مصر فى ظل انهيار المنظومة الصحية وإهمال نظام الانقلاب فى مكافحة فيروس كورونا المستجد. وقالوا إن المنحى الوبائي فى مصر شهد زيادة تدريجية وتصاعدا مستمرا في أعداد إصابات كورونا منذ مطلع مارس الماضي حتى الآن، بينما تتذبذب أعداد الوفيات بين 45 و60 حالة يوميا وفق الأرقام الرسمية المشكوك في صحتها؛ مؤكدين أن الأرقام الحقيقية تصل إلى مابين عشرة إلى عشرين ضعف الأرقام المعلنة. وأكد الأطباء أن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين في المنحنى الوبائي لفيروس كورونا المستجد بسبب الاحتفال بالأعياد والمناسبات التي سيترتب عليها زيادة أعداد الإصابات بشكل أكبر بكثير من الفترة الحالية. وكان فراس الهواري وزير الصحة الأردني، قد أعلن أن بلاده سجلت 3 إصابات بالمتحور الهندي في الأردن من فيروس كورونا المستجد لأشخاص لم يسافروا خارج البلاد ما يؤكد أن ظهور الحالات المتحورة ليست بالضرورة أن تكون قد أتت من الخارج وإنما نتيجة التكاثر النوعي. وقال الوزير في تصريحات صحفية، إن المصابين بالسلالة الهندية بحالة صحية جيدة، مشيرا إلى أنه تم تسجيل حالتين في عمّان وواحدة في الزرقاء. يشار إلى أن المتحور الهندي لفيروس كورونا، الذي رُصد حتى اليوم في 17 بلدا على الأقل، بينها فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، هو أشد عدوى وقد يؤدي إلى خفض فاعلية لقاحات كورونا. إزاء هذه التطورات زعم محمد عوض تاج الدين مستشار السيسي لشؤون الصحة، أن دولة العسكر بدأت في تنفيذ الإجراءات الاحترازية لتجنب وصول السلالة الجديدة من فيروس كورونا في الهند إلى مصر. وأشار تاج الدين فى تصريحات صحفية، إلى أن السلالة الهندية أكثر انتشارا وخطورة وعدوانية، مؤكدا أن مقاومة الأجسام المضادة لها أقل وفق تعبيره. حركة الطيران فى المقابل توقع الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة وصول سلالة الهند المُتحورة إلى مصر، مشيرا إلى أن حركة الطيران مع الهند مازالت مفتوحة ولم تغلق. وحذر حتة فى تصريحات صحفية، من أن المواطنين الهنود منتشرون في كل دول العالم ولا سيما العمالة المتواجدة فى دول الخليج، وهي دول مجاورة لمصر وحركة الطيران معها مفتوحة، وبالتالي يمكن أن تنتقل العدوى إلى مصر عبر هذا الطريق. وشدد على ضرورة إجراء فحوصات لكل القادمين من الخارج، خاصة أن هذه الفترة أخطر والوضع فيها أصعب من الفترة والموجة الماضية، لافتا إلى أنه في السابق كان يوجد سلالة واحدة في كل مكان، بينما حاليًا توجد سلالات مختلفة، ولحماية البلاد منها لابد من غلق مداخل المطارات والموانئ البحري والبرية. وأرجع حتة ارتفاع معدلات إصابات كورونا حاليا إلى التجمعات وعزومات رمضان، خاصة المقامة في الشوارع، والتي لا تتناسب مع حجم الخوف الذي يبديه الناس من ارتفاع الإصابات، موضحا أنه كان يتوقع أنه مع حلول شهر رمضان والعيد سيكون هناك موجة ثالثة لكورونا، ولاسيما أن ذلك يتزامن مع أعياد المسيحيين، وكل هذا أدى لارتفاع كبير في عدد الإصابات. وقال إن فيروس كورونا ينتشر عن طريق التلامس والجهاز التنفسي والسعال، لذلك من السهل جدًا نقل العدوى من مريض للمحيطين والمخالطين به، مؤكدًا أن الحل الوحيد لوقف زيادة الإصابات هو وقف التجمعات، ولا يوجد حل بديل آخر. وأوضح حتة أن فيروس كورونا يُشابه الإنفلونزا لذا يمكن للشخص المتعافي أن يصاب به عدة مرات في الموسم الواحد، لكن حدة المرض قد تنخفض في المرات التالية، نظرا لوجود أجسام مضادة. الموجة الثالثة وأرجع الدكتور هانى الناظر الرئيس الأسبق للمركز القومى للبحوث، زيادة معدلات إصابات ووفيات كورونا حاليا إلى أن مصر دخلت فى الموجة الثالثة منذ 10 أيام، مؤكدا أن الإصابات سوف تستمر فى الارتفاع خلال الأيام المقبلة. وقال الناظر فى تصريحات صحفية، أن مصر لم تدخل ذروة الموجة الثالثة من كورونا حتى الآن رغم الإصابات التى تتم يومًيا، مؤكدا أنه خلال الفترة المقبلة سنصل للذروة، وتحديدا فى الأسبوع الثالث أو الأخير من شهر مايو الجارى. ولفت إلى أن التغيرات فى الأحوال الجوية كانت سببا فى انتشار الفيروس، وأن الفترة الماضية وتحديدًا فصل الربيع، شهدت تقلبات جوية، محذرا من أن فيروس كورونا يتزايد انتشاره فى الخريف. وتوقع الناظر أنه بداية من 21 يوليو المقبل سيكون هناك انخفاض تدريجى فى الإصابات، مؤكدًا أن مصر الآن ماتزال فى بداية الموجة الثالثة. احذروا الأطفال وقال الدكتور أحمد الجزار، أستاذ الأمراض الصدرية، إن سلالة فيروس كورونا المنتشرة حاليا على مستوى العالم سريعة الانتشار، حيث إذا أصيب فرد في أسرة يمكن أن تصاب الأسرة بأكملها إذا لم يطبقوا الإجراءات الاحترازية بشكل كامل. وأشار "الجزار" فى تصريحات صحفية، إلى أن نسبة الإصابة بالعدوى بين الأطفال ارتفعت خلال الموجة الحالية عن الموجتين السابقتين، مؤكدا أنه تم رصد حالات إصابة بين أطفال أعمارهم 4 سنوات، وهذا لم يكن موجودا من قبل. وأضاف أن التحور الذي طرأ على فيروس كورونا جعله شديد الانتشار، منوها بأن المواطنين أصيبوا بحالة من التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية بسبب طول المدة.