أثارت تصريحات الدكتور شوقي علام، مفتي الانقلاب بجواز دفع الزكاة لصندوق "تحيا مصر" ردود أفعال غاضبة نظرا لما احتواه التصريح الرسمي من الموافقة على منح أموال المصريين في مصارف لا يعلمها أحد. "علام" خلال لقائه ببرنامج تلفزيوني على قناة "صدى البلد"قال: "صندوق تحيا مصر يؤدي دورا كبيرا في رفع الحاجات عن الناس، وتطوير البنية التحتية"، مؤكدة أنه "يجوز صرف الزكاة للجمعيات الخيرية المعتمدة شرعا، كونها تتحرى عن المصارف الستة للزكاة". حلم الصندوق و"صندوق تحيا مصر" أنشأه السيسي ويتبع له مباشرة، ويفرض على المصريين التبرع له أثناء قضاء مصالحهم بالمؤسسات الحكومية، ويستخدم أمواله بشكل غامض لا يخضع لأي رقابة أو سلطة. وفى 2020 وافق مجلس نواب الانقلاب على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (84) لسنة 2015 بإنشاء صندوق "تحيا مصر" بعد موافقة لجنة الخطة والموازنة بالمجلس على إدخال تعديلات جديدة على القانون. وينص التعديل على إعفاء عوائد ومنح صندوق "تحيا مصر" من جميع الضرائب والرسوم والجمارك، وتسجيل العقد بالشهر العقاري، والإعفاء من الضرائب العقارية وضرائب الدخل ورسم تنمية الدولة وغيرها من الرسوم والضرائب الحالية أو التي تفرض مستقبلا. ويزعم مشروع القانون أن الصندوق يختص بمعاونة أجهزة الدولة في "إقامة مشروعات خدمية وتنموية، وتطوير العشوائيات، والحد من ظاهرة أطفال الشوارع والمشردين، وإقامة المشروعات متناهية الصغر، ومشروعات البنية التحتية، ومشروعات صغيرة للشباب، وإقامة مشروعات تنموية تقوم عليها شركات جديدة مملوكة ملكية تامة للصندوق أو يساهم في رأس مالها". "تحيا مصر" باكورة أفكار المنقلب السيسي عقب توليه منصبه محتلا مصر على ظهر دبابة عام 2014، وكشف عنه في يوليو من العام ذاته، داعيا رجال الأعمال إلى ضخ 100 مليار جنيه داخل الصندوق، وهو ما يعادل وقتها أكثر من 14 مليار دولار. جبايات مقننة رجل الأعمال والنائب بمجلس شيوخ الانقلاب أحمد أبو هشيمة، الذي تبرع مؤخرا بمليوني جنيه مجددا، أشاد بالصندوق ودوره في تقديم الدعم المجتمعي. وأشار في مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الخاصة إلى استعداده للتبرع دائما للصندوق، لما يقوم به من جهد في حل العديد من الأزمات وتقديم الخدمات الاجتماعية، والتخفيف عن كاهل المواطنين، بحسب قوله. وتأتي موارد الصندوق من التبرعات والهبات والمنح النقدية، والعينية وأي موارد أخرى يصدر بها قرار من رئيس الجمهورية، وتتجدد حملات إطلاق التبرعات كل مناسبة وأزمة كجائحة كورونا، وقد جمع مبلغ 160 مليون جنيه (10 ملايين دولار) وفق رئيس الصندوق اللواء محمد أمين، حتى منتصف الشهر الجاري. ادفع لتعيش ومنذ ذلك الوقت، لا توجد شركة عاملة في البلاد أو رجل أعمال أو فنان أو رياضي وحتى مؤسسات الدولة كالقضاء بفروعه، ومشيخة الأزهر، والأوقاف، إلا وتقدموا بتبرعات مرة تلو الأخرى، كان آخرها تبرع شركة "إعمار مصر" مجددا بمبلغ 90 مليون جنيه، وكذلك المجلس الأعلى للنيابة الإدارية الذي تبرع بثلاثة ملايين. ومنذ ذلك التاريخ توالى إصدار القوانين والتعديلات الخاصة بالصندوق "السيادي" ففي نوفمبر 2014، أصدر الرئيس قرارا بقانون رقم 139 بإنشاء صندوق "تحيا مصر" الذي تكون له الشخصية الاعتبارية ويتبع رئيس مجلس الوزراء، ويكون مقره مدينة القاهرة، ويجوز له إنشاء فروع ومكاتب في المحافظات الأخرى. لكن في يوليو 2015، صدر قرار آخر بقانون رقم 84 لسنة 2015 بتعديل بعض أحكام القرار بقانون رقم 139 لسنه 2014 بإنشاء "تحيا مصر" بحيث يتمتع بالاستقلال المالي والإداري. ومطلع عام 2016، وافق مجلس نواب الانقلاب على القرار بقانون رقم 139 لسنة 2014 بإنشاء "تحيا مصر". وبموجب القرار الرئاسي الذي أقره مجلس نواب العسكر مطلع عام 2016، ألغيت الرقابة المالية على الصندوق ضمنيا بعيدا عن الموازنة العامة للدولة. صندوق سري محمد رزق، الخبير الاقتصادى قال: "صندوق تحيا مصر عبارة عن وعاء توضع فيه أملاك الدولة وحصيلة التبرعات بعيدا عن رقابة أجهزة الدولة المنوط بها مراقبة المال العام". واعتبر أن القرارات الأخيرة التي تتعلق بإعفاء هذا الصندوق من كافة الرسوم والضرائب مجرد إجراء لصبغ هذا الكيان بالشرعية. ووصف الصندوق بأنه كيان لقيط مبهم لا يعلم أحد حصيلة الأموال التي تدخل إليه أو تخرج منه، فضلا على مصدرها، مما يعد مرتعا كبيرا للفساد ووعاء يمكن إخفاء ممتلكات الدولة فيه. ولم يستبعد استغلال "تحيا مصر" كأداة لبيع ممتلكات الدولة، أو التنازل عنها للغير بعيدا عن القوانين ورقابة أجهزة الدولة المنوط بها رقابة أوجه صرف المال العام بالتواطؤ مع رجال أعمال وشركات قطاع خاص. ولا توجد أي أرقام تتعلق بحصيلة الصندوق منذ تدشينه قبل 7 سنوات. طاعة العبيد بدورهم، وصف ناشطون فتوى شوقي علام أنها "طاعة للمنقلب"، فكتب سر الشرق: "هذا عمل العبد للسيّد أطاعة التعليمات و الأوامر. هل يمكن العبد معصية سيده". وكتبت "زنازين مصر": "فتاوى معلبة ولعب فتاوية". كا علق الإعلامى أحمد منصور قائلا: "السيسى بعدما نهب عشرات المليارات من دول الخليج وبدد عشرات المليارات من مدخرات المصريين على مشروعات وهمية وضاعف ديون مصر يطلب من المصريين إيداع زكاة الفطر فى صندوق النهب المسمى "تحيا مصر " ويقتطع من رواتب الشعب ومعاشات المتقاعدين ينفذ مخطط منظم لإفقار الشعب وتدمير الدولة". فيما كتب أحد النشطاء: "ده صندوق تحيا مصر اللي المفروض يطلع زكاة للشعب". https://twitter.com/mostafazohdy80/status/1384270757342027786