قالت الكاتبة الصحفية الإسرائيلية "فيزيت ترابينا" إن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات يفتح فرصا غير مسبوقة في مجال الطاقة وقد يغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط من خلال ما يعرف بخط النفط "إيلات عسقلان"، وأشارت إلى أنه من الناحية التاريخية تم اتخاذ قرار خط أنابيب عسقلان عقب أزمة الطاقة التي عانت منها إسرائيل عام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر. ولفتت الكاتبة، في مقال لها بصحيفة ميكول ريشون في أكتوبر الماضي، إلى أن الواقع الجديد بعد التطبيع الخليجي (الإسرائيلي) يعيدنا لنظرية التهديدات لأن الاتفاق مع الإمارات بشكل خاص يفتح أمام إسرائيل شراكة إستراتيجية وسلسلة من الفرص غير المسبوقة بينها أن تقترح إسرائيل على الإمارات تعزيز بناء ممر بري لتدفق الغاز والزيت لأوروبا وأمريكا الشمالية باستخدام البنية التحتية للنقل لوكالة حماية البيئة من إيلات إلى عسقلان. وبحسب محللين فإن نفط الخليج يمر عبر مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس وهذا الاتفاق (الإسرائيلي) الإماراتي سوف يغير المسار ليمر عبر خطوط الأنابيب التي تقطع شبه الجزيرة العربية وصولا إلى إسرائيل مما قد يؤثر تأثيرا كبيرا على قناة السويس. من جانبها قللت هيئة قناة السويس من تأثير مشروع خط أنابيب عسقلان، وقالت الهيئة في بيان إن الحديث عن تأثير خط أنابيب إيلات عسقلان في حال إعادة تشغيله على حركة تجارة النفط المارة بقناة السويس تم تداوله بصورة خاطئة ومجتزئة. وأوضحت أنه من المتوقع ألا تتعدى نسبة ذلك التأثير 12 إلى 13% من حجم تجارة الخام المتجهة شمالا وليس من إجمالي حركة التجارة العابرة للقناة وربما يمثل نحو 0.06 بالمائة، فقط من إجمالي حركة التجارة المارة بقناة السويس لمختلف أنواع السفن. الاحتلال يستغل موقعه الجغرافي وقال الدكتور وائل كريم، الخبير في الاقتصاد الدولي، إن الهدف من اتفاقات التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج وغيرها من الدول هو موضعة إسرائيل في بوابة الشرق الأوسط قد تصبح هي المخرج الأساسي للتجارة من الشرق الأوسط إلى أوروبا والغرب ومحط استقبال للتجارة الأجنبية وتحويلها إلى الشرق الأوسط. وأضاف كريم أن دولة الاحتلال تحاول استغلال الموقع الجغرافي والطاقات الاقتصادية التي يمكن أن تنتج عن هذا الموقع، مضيفا أن تكلفة تكاليف عبور النفط من الخليج إلى أوروبا عبر قناة السويس ترفع سعر برميل النفط بشكل ملحوظ، وتحاول إسرائيل استغلال موقعها لإعادة بناء خط النفط إيلات عسقلان ومن عسقلان عبر الميناء إلى البحر المتوسط. وأوضح أن إسرائيل تعول على توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية وبالتالي تصبح الأراضي السعودية مفتوحة أمامها وبالتالي يمكنها استقطاب كمية كبيرة من المنتجات الخليجية لتصديرها إلى أوروبا، مؤكدا أن إسرائيل تحاول السيطرة على المنطقة وغزو الأسواق العربية من خلال التكنولوجيا والصناعات المتقدمة وفي مقدمتها الصناعات العسكرية والأمنية. وأشار كريم إلى أن خط إيلات عسقلان قديم بطول 254 كم ولم يستعمل إطلاقا نتيجة عدم فعاليته، وكان الهدف منه أن تصبح إيلات محطة لاستقبال السفن والبواخر ولا تمر بحمولتها من قناة السويس لكنه لم يكن مجديا من الناحية التجارية لذلك لم يفعل في السابق، والآن أعيد الحديث عنه بتوقيع اتفاق شراكة بين شركات إسرائيلية وإماراتية بهدف تقليل تكلفة النفط الخليجي وتحويله إلى نفط منافس للنفط الإيراني وغيرها من الدول وبالتالي دخلت السعودية إلى هذا الاتفاق ومن المتوقع توقيع السعودية اتفاق تطبيع مع إسرائيل لأن هذا الخط يدر أرباح كبيرة عليها لكن المستفيد الأكبر هي إسرائيل. ولفت إلى أن استغلال الدول الخليجية عن عبور قناة السويس هو له بعدين الأول إستراتيجي بتحويل خط التجارة من قناة السويس والثاني تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة لإسرائيل. أسباب إستراتيجية بدوره قال الدكتور نهاد إسماعيل، خبير الاقتصاد وشؤون الطاقة، إن خط إيلات عسقلان أنشأ في البداية عقب أزمة النفط التي ضربت الاحتلال عقب 1956 لنقل النفط من الخليج إلى إيران وتمتلك إيران 50 بالمائة منه، وقد طلبت إيران تعويضا بقيمة 3 مليارات دولار لتوقف المشروع عقب ثورة 1979. وأضاف إسماعيل أن إسرائيل تهدف إلى إعادة إحياء المشروع لأسباب إستراتيجية جذب النفط الخليجي وتقليل اعتماده على قناة السويس لأنه يختصر المسافة إلى البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المشروع منها أن الخط ليس جاهزا للعمل ويحتاج إلى شهور للصيانة والتحديث. وأوضح أن إسرائيل لديها هدفين الاختراق الاقتصادي والسياسي، وتهتم بالثروة النفطية ثالث أكبر منتج للنفط بمنظمة أوبك ويهمها توقيع اتفاق تعاون في مجال الطاقة مع الإمارات العربية المتحدة، لكن هناك معارضة داخلية في بعض الدول العربية لهذا التطبيع وهناك اشتراطات إسرائيلية ومعايير دولية يجب الالتزام بها، فلا تستطيع الإمارات إلغاء أي اتفاقيات مع مصر ويجب أن يتم ذلك من خلال اتفاق جميع الأطراف. وتابع:" المشكلة بالنسبة لمصر أنها ستخسر إيرادات من تحول النفط الخليجي إلى خط إيلات عسقلان، وهناك ضغوط أمريكية للإسراع بتنفيذ هذا المشروع لخدمة إسرائيل المستفيد الأكبر من المشروع، والخاسر سيكون قناة السويس وخط أنابيب سوميد الذي يمتد من العين السخنة في قناة السويس إلى سيدي كرير على البحر المتوسط وتشترك فيه مصر والسعودية والكويت والإمارات وقطر لكن تمتلك مصر 50 % من قيمته".