"التغيير قادم" باتت مفردة متكررة بشكل دوري سريع ومتتالي، قالها إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في 6 ديسمبر الجاري في حوار مع الإعلامي أحمد طه على شاشة "الجزيرة مباشر"، والخميس الماضي في حوار جديد نشرته وكالة "الأناضول" التركية، وهو برأي مراقبين يعبر عن أمرين؛ الأول: أمل ويقين بنصر الله القريب، والثاني: مؤشرات واستقراءات باتت واضحة بين يدي قيادة كبيرة في جماعة الإخوان. التغيير قادم وقال نائب مرشد الجماعة ل"الأناضول" إن "التغيير قادم بالمنطقة العربية والحراك لابد أن يكون جماعيا شعبيا وليس نخبويا"، مؤكدا أن الإخوان يسعون لتحالف ثوري بمشروع جديد. وبلغة الواثق اعتبر "منير" أن ما قاله السيسي في فرنسا: إن "محاربة الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المنتشرة في دول العالم من أهم أولوياته" مجرد "محاولة فقط لكسب الوقت لا أكثر، لأن التغيير قادم في المنطقة رغما عنه وعن مناصريه"، مؤكدا أن "الشعوب العربية ما زالت رغبتها في التغيير عارمة وما زالت تعلق آمالها، في غالبيتها، على "الإسلام السياسي". وعن أبرز مؤشرات ثقته قال "منير": "السيسي استنفد كل ما لديه من أسباب وبات مكشوفا تماما أمام شعب مصر وأمام العالم كله، فبعد فشل مشروعه الاستئصالي ضد الإخوان المسلمين، وبعد إخفاقه الشديد في تحقيق أي مصلحة معتبرة للشعب المصري وتراجع شعبيته، يحاول البحث عن دعم، ولو إعلامي، من أنظمة تتطابق أهدافها مع أهدافه في محاربة الإسلام السياسي". وأضاف: "عوامل الثورة ما زالت قائمة في مصر؛ بل زادت حدة عما كانت عليه أيام مبارك، وهو ما يمكن أن يفتح الطريق أمام عدم استقرار المنطقة". مع الشرعية وأكد نائب المرشد العام، على خطوط عامة لا بد أن تتوافر في أي تحالف قادم؛ تتمثل في عدم الاعتراف بالانقلاب، والحفاظ على سلمية الثورة، واحترام التنوع السياسي والإيديولوجي، واحترام الإرادة الشعبية". وشدد "منير" على أن السيسي حاول التواصل مع الإخوان، عبر وسيط، بين عامي 2015 م و2016 م لكنه كان يطلب اعترافا بشرعيته. لافتا إلى أن "الإخوان أعلنوا مرارا أنهم مستعدون لأي الحوار بعد الإفراج عن المعتقلين، ورد المظالم كلها، وعودة الجيش لدوره الطبيعي في حماية حدود الدولة وعدم تدخله في السياسة، ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب، وتمكين الشعب من اختيار من يحكمه بطريقة ديمقراطية". وأكد منير أن وجود التنظيم يمثل ضرورة لحماية فكرة الإخوان وإبقائها "حية متقدة"، مشددا على أنه "إذا تفكك التنظيم ستنتهي الفكرة أو ستبقى فقط خيالا يداعب العقول وأملا يراود النفوس ولن تجد لها صدى في المجتمع". درء المفاسد ونفى إبراهيم منير، مزاعم تعايش الإخوان مع فكرة المظلومية، موضحا أن ما يتردد بهذا الشأن "تصوير خاطئ لموقف مبدئي"، مبينا أن "الإخوان أحرص الناس على سلامة مجتمعاتهم وأفراده وأمن قومهم ، وهم يرفضون استخدام العنف في العمل الوطني ، والعدوان دائما يأتي من الأنظمة". وعن العنف والتغيير، قال: "لا يمكن للإخوان ،فقهيا، علاج المفسدة بمفسدة أكبر، لذلك يتحملون صنوف الأذى بكل صبر وثبات، ليس حبا في المظلومية ولا تلذذا بالظلم وإنما استشعارا منهم بالمسئولية وبخطورة ما يمكن أن يؤدي اليه استخدام القوة والعنف، وهذا أمر يحمد للجماعة". ونفى عقد الإخوان صفقات مع الأنظمة المصرية السابقة رغم عدائها للجماعة، وقال: "لم تكن صفقات علي الإطلاق، إنما مواءمات سياسية مبنية على ما هو متاح من أدوات للمشاركة المجتمعية والسياسية". حقائق ومنطلقات وبمشاركة 70 شخصية دعوية، استعادت جماعة الإخوان زخمها على الساحة الدولية بعدما عقدت مؤتمرا افتراضيا بعنوان " الإخوان المسلمون حقائق ومنطلقات" لتوضيح ما غاب لدى المتابعين للجماعة وتحركاتها فكريا وحركيا. وقال د.ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي في كلمته، إن "للإخوان و مؤسسها حسن البنا (1906: 1949)، إسهامات وافرة بالتعريف العملي للفكر الإسلامي الراقي لا سيما في مفهوم الحرية الشاملة داخل وخارج حدود الأمة". مضيفا أن "الإخوان" من أعظم الأمثلة في التضحية وتوفير قناعات شعبية بضرورة انتزاع الحرية من المحتلين المستعمرين ومن المستبدين المحليين". وأشار د.علي القره داغي، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين إلى أنه تمت "شيطنة الخلافة العثمانية وحملوها كل شيء رغم أنها استطاعت حماية بلاد المسلمين، وتقدمت في مجالات وتأخرت بسبب المؤامرات الكبرى من كل جانب". مشيرا إلى ظهور حركة حسن البنا ودورها في التصدي لمشروع تجزئة الدين". ومن جانبه، قال "عزام الأيوبي"، أمين عام الجماعة الإسلامية بلبنان، إن الإخوان من القوى التي تقر بالتعددية السياسية، نافيا أن يكون هذا القبول مرحليا. واعتبر علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام الأسبق للإخوان في سوريا، إن "الجماعة تحمل مشروعا نهضويا شاملا، ورغم التضييق والبطش لا تزال محافظة على نقاء فكرها ولا تزال تمتد أفقا وعمقا وتشكل تيار إسلاميا وسيطا". أما نائب رئيس الحركة الإسلامية من الداخل الفلسطيني في الأرض المحتلة، كمال الخطيب، فقال إن "الجماعة لها دور منذ نشأتها في دعم القضية الفلسطينية، وتستحق أن تذكر في كتب التاريخ المنصفة". مؤكدا أن الإخوان هم "النواة في مواجهة المشروع الصهيوني". وأشار محي الدين غازي، أمين الجماعة الإسلامية بالهند، إلى أن "الإخوان أحد أجمل الظواهر الإنسانية في العصر الحديث، ويبدو هذا في التضحيات والأنشطة والدفاع عن الدعوة رغم الضغوط والحظر والعقوبات والشيطنة".