الكتاتنى: الاستعلاء جعل "الإخوان" يرون أنفسهم الأفضل ناجح إبراهيم: قيادات الجماعة "فشلة" لا يريدون الاعتراف بخطاياهم عبدالمنعم: الإخوان يعتبرون أنفسهم جماعة ربانية وبالتالى الخطأ غير وارد "إخوانى منشق": "عدم الاعتراف بأخطائهم يصب فى صالح قيادات الجماعة ممن صنعوا أزمة رابعة والنهضة" إنكار الإخوان المسلمين للاعتراف بأخطائهم بعد مرور أكثر من 5 سنوات عقب الإطاحة بهم من الحكم فى ثورة 30 يونيو، لا يزال سيد الموقف بين قيادات الإخوان وأنصارها. وعلى الرغم من أخطاء الجماعة الفادحة فى حق الوطن والشعب، وكذلك أنصارها إلا أنها لا تزال تعيش على "المظلومية"، وفى السطور التالية تواصلت "المصريون" مع بعض المنشقين عن الجماعة، وخبراء الإسلام السياسى الذين تعاملوا مع الإخوان وقياداتها عن قرب، حيث كشفوا عن الأسباب الحقيقية وراء إنكارهم الواقع السياسى الجديد ورفضهم الاعتراف بخطاياهم والمنهجية التى يتبعونها فى تبرير أخطائهم. يقول طارق أبو السعد، القيادى الإخوانى المنشق عن الجماعة، خبير الشئون الإسلامية، إن التفكير النفسى والفكرى للجماعة منذ أن اقتنعوا بأنه تم اختيارهم من قبل الله، جعل أخطائهم كثيرة وكبيرة، إلا أن اعترافهم بها لن يحدث لأن منهاجهم فى الحياة، أنهم لا يخطئوا وإن حدث خطأ سيكون الأمر موجه إلى الدين وبالتالى الإسلام. وأضاف "أبو السعد" فى تصريح ل"المصريون": "جماعة الإخوان تمتلك كمًا هائلًا من الغرور وإنكار الأخطاء، والشعور بأن هناك مؤامرة تحاك من الجميع ضدهم مما جعلهم لا يحسنون ما يفعلون أو يعالجون أخطائهم بطريقة سريعة". وأوضح القيادى الإخوانى المنشق، أن مؤسسات الجماعة تدير نفسها وتقنع الآخرين بأنها تخدم الإسلام، وقياداتها يرون بأنهم فوق الدولة والوطن وأن أفرادها فوق عامة الشعب، لافتًا إلى أن الأمر فى ذلك سيعود إلى حسن البنا مؤسس الجماعة الذى أقنعهم بتحويل علامات الفشل إلى نجاح وبالتالى كلما فشلوا ظنوا أنهم أكثر نجاحًا. واستكمل: "أفراد وقيادات الجماعة ينكرون الواقع بل يقومون بتحويله من هزيمة إلى نصر ويقولون إنه ليس هزيمة بل محنة واختبار من الله، وعلى الرغم من هذا لا يجدون فى أنفسهم الحاجة إلى الاعتذار". وتابع خبير الحركات الإسلامية: "جماعة الإخوان لم تكن قادرة على التكيف مع الواقع الذى نعيشه لأن طريقة تربيتهم منعتهم من هذا الأمر، والدليل على ذلك عدم اعترافهم بشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسى وكل ما يتحدثون عنه والورقة التى يلعبون بها هى ما يُسمى شرعية "مرسي". وفى نهاية حديثه، أكد أن كل ما يحدث داخل الجماعة من قرارات معادية للدولة وعدم الاعتراف بأخطائهم فى حق المجتمع المصرى يصب فى صالح قيادات الجماعة، وعلى رأسهم مكتب الإرشاد العالمى والمصري، بقيادة بديع والشاطر ومحمود عزت وغيرهما ممن صنعوا أزمتى رابعة والنهضة، فهم أقنعوا الأفراد بعدم وجود أخطاء وطالما هم فى المسئولية سيظلون غير معترفين وعند مغادرتهم مناصبهم سيعترفون بكل أعمالهم. ويضيف إسلام الكتاتنى، الخبير فى الحركات الإسلامية، إن القيادات الإخوانيه لا تتسم بالذكاء السياسى وتفتقر رؤية شاملة للأحداث والمواقف، حيث إن الشعب المصرى لامس الكثير من هذه الأحداث فى 30 يونيو أبرزها رفض المعزول محمد مرسى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأضاف "الكتاتنى" فى تصريح ل"المصريون": "طريقة تفكير الجماعة ألقت بهم فى السجون وجعلت شعبيتهم ضعيفة فمنهم الخائف ومنهم غير الواثق فى قراراتهم، وذلك بسبب وجود قناعة نفسية لديهم بأنهم دائمًا على حق وهذا أمر موجود عند الإخوان". وتابع: "المجموعة المختلفة مع الجماعة والمنشقين عنها، حاليًا قاموا بمواجهة أخطائهم والاعتراف بها ولم يستمروا فى المضى وراء أفكار لم يجنوا من ورائها إلا الخيبة والفشل". وأكد الخبير فى الحركات الإسلامية، أن من أهم الأسباب التى تجعل الإخوان لا يعترفون بأخطائهم، الاستعلاء لأنهم يرون أن الجبهات والمعارضين لهم أقل منهم، وهم الأفضل دائمًا. واستكمل: "الجماعة فى الوقت الحالى وبعد فشلها فى تسيير أمور الدولة عايشين فى دور إحنا مظلومين، كل ذلك من أجل أن ينالوا الحشد الشعبى الداخلى والتعاطف الخارجى فى آن واحد للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر". ولفت "الكتاتنى"، إلى أنهم لم يتكيفوا مع الواقع الحالى ولم يعترفوا بأخطائهم بسبب أمراض نفسية، وما رأوه من دعم خارجى جعل نفوسهم تحدثهم بأنهم الأقدر على جميع مؤسسات الدولة بحس أوهامهم. وأشار، إلى أن الإخوان تنازلوا عن مطالبهم التى أصروا على تنفيذها خلال اعتصامى رابعة العدوة والنهضة وتمسكوا بها لفترة كبيرة بعد فض الاعتصامات وأبرزها شرعية المعزول مرسي، وهم يطالبون فى الوقت الراهن بالمصالحة وهو شىء متوقع ويثبت أن شباب الإخوان تم خداعهم فى الوقت الراهن من القيادات للضغط بهم على النظام للإفراج عنهم. وأضاف الخبير فى الحركات الإسلامية: "عدم اعتراف الإخوان بأخطائهم يصب فى مصلحة النظام لأنهم لو اعترفوا سيدخلون فى مصالحات حقيقية". واختتم قائلاً: "الجزء الأكبر من رفض الإخوان الاعتراف بأخطائهم أن القيادات لا تعترف بأنها فاشلة وأنها دائمًا على حق وكل ما يريدون تأكيده أن الظروف الأمنية والوضع الحالي، جعلهم مسجونين ومشردين، على الرغم من ذلك فإن لديهم القدرة بالتغلب على هذه الظروف، لكنهم سيستمرون فى طريقهم وهذا الرفض إلى أن يتغير النظام الحالى لأن قيادات الإخوان غبية ولن تتغير الدنيا معها". من جانبه كشف الدكتور ناجح إبراهيم، الكاتب والمفكر الإسلامى، عن أسباب رفض جماعة الاخوان المسلمين، الاعتراف بأخطائهم، مؤكدًا أن عدم قدرتهم على الانتقال من مرحلة الجماعة إلى مرحلة الدولة وفقهها، هى السبب لأنهم لا يستوعبون أن كلاهما يختلف عن الآخر جذرياً. وأضاف "إبراهيم" فى تصريح ل"المصريون": "الجماعة لا تستطيع ابتلاع الدولة ولكن العكس ممكن، وإذا حدثت الأولى حدث انسداد معوى ثم الوفاة، وهذا ما وقع، لافتًا إلى أن إصرار الجماعة على الترشح للرئاسة ومخالفة وعودها بذلك وتفويت فرص كثيرة لترك الحكم بطريقة سلمية مثل فرصة الانتخابات الرئاسية المبكرة، دون دماء". وتابع: "الخلط المعيب بين الشريعة والشرعية، وترسيخ المبدأ الخاطئ، الشرعية أو الدماء، فضاعت الشرعية وسالت الدماء معاً، وعدم الاستنان بسنة الحسن بن على التى كانت أنسب ما تكون لحقن الدماء وتحقيق كل المصالح ودرء كل المفاسد". ولفت المفكر الإسلامي، إلى أن تكرار كل الأخطاء التى وقعت فيها الجماعة بعد ثورة 23 يوليو، وذلك لأن أحداً لم يقم بمراجعة تلك الأخطاء وتصويبها وتعليمها للأجيال الأخرى، مشيرًا إلى أن تحول الجماعة عن مشروعاتها الدعوية والتربوية والاجتماعية المتفق عليها تقريباً وتحويلها طواعية إلى مشروع سياسى يريد ويسعى ويضحى من أجل السلطة بأعز أبنائه، حيث إنهم فى مشروع السلطة لهم آلاف الخصوم والأعداء الذين اجتمعوا عليهم ورموهم عن قوس واحدة. وأشار، إلى أن اعتصام رابعة بخطابه الحربى والتكفيرى، واحتلاله للشوارع وتمدده بالمظاهرات وإغلاقه لشوارع أساسية فى أماكن حساسة بالعاصمة وعدم تجاوبه مع كل محاولات الفض الطوعى السلمى، فضلاً عن طريقة فضه، كله كان مأساة أضرت بالوطن وبالإخوان، وكان يمكن تفادى ذلك كله لو تم تحكيم العقل أو تفعيل فقه المآلات والمصالح والمفاسد. واختتم "إبراهيم" قائلاً: "عدم فهم الحركة الإسلامية عامة للدولة المصرية العميقة عمق البحر، التى تظهر أحياناً بمظهر الصامت الضعيف وهى تنوى داخلها وثبة الأسد الجبار، وأنها تمتلك ظاهراً وباطناً، ولها صبر الجمل ووثبة النمر، مشيرًا إلى أن تغيير الهياكل السياسية والاجتماعية وقلبها رأساً على عقب فى عائلة كبيرة صعب جداً، فكيف بدولة كبيرة فى مصر يريد البعض تغييرها بين طرفة عين وانتباهها، وهذا مخالف لسنة التدرج التى سار عليها الكون كله". ويؤكد الدكتور عمرو عبدالمنعم، الباحث فى شئون الحركات المتطرفة، أن المشكلة عند جماعة الإخوان أنهم يعتبرون أنفسهم هم فقط على وجه الأرض من يطبقون القرآن والسنة وشرع الله، وهذا من باب الاستعلاء وهو ما جعل فكرة الاعتراف بالأخطاء أو المراجعة الذاتية غير موجودة على الإطلاق فى منهجهم ولا يوجد أى منهج بشرى لا يقع فى أخطاء أثناء تطبيقه. وأضاف "عبدالمنعم" فى تصريح ل"المصريون": "الإخوان يطلقون أحداث العنف باليمين وينكرونها بالشمال، مما جعلهم فى أحط المواقف السياسية داخل الوطن وخارجه وجعل من قياداتهم سكانًا للسجون وهاربين إلى الخارج". وأوضح أنهم لا يريدون أن يعترفوا بأن الجماعة اعتراها الجانب البشرى لأنهم يعتبرونها جماعة ربانية، ولو هى كذلك لا نستطيع أن نقول إنها فى محن دائمة وصلت إلى المائة عام. وأكد الباحث فى شئون الحركات المتطرفة، أن ما يقومون به فى الوقت الراهن هو إنكار للواقع ويعيشون فى دور المظلومية والمغلوبين على أمرهم فهم يعانون من خلل فى الفهم ولا يرون إلا ذاتهم فقط، لذا ينظر إليهم المجتمع داخليًا وخارجيًا بطريقة مختلفة عن السابقة. وتابع: "شرعية مرسى انتهت رسميًا بعد الأربع سنوات، التى انتهى فيها دستوريًا حكم مرسى حتى وإن تم القبض عليه بعدها أو قبلها لكن هم يتعاملون على أنها شرعية مطلقة فمن أين تستمد الجماعة شرعية مرسى بعد انتهاء مدة رئاسته بشكل دستوري، لكن هم لا يريدون أن يعترفوا بشرعية جديدة على الرغم من الحقيقة تقول إن شرعيتهم توقفت مع طلقات الرصاص فى رابعة العدوية". ولفت "عبدالمنعم" إلى أن رفض الجماعة الاعتراف بأخطائها، يصب فى مصلحة الكثير والكثير داخليًا وخارجيًا وأبرزهم الغرب وكل عدو للأمة وداعش والإرهاب والعنف والتطرف وكل من يريد أن ينال من هذا الوطن. واستكمل: "قيادات الجماعة منهم من فى السجون ومن هم موجودون فى الداخل ويختبئون وراء الساتر، عليهم الخروج والاعتراف بكل أخطاء وجدوها بين صفوف الجماعة حتى ينقذوا الشباب وعليهم أن يقدموا كشف حساب للمجتمع وأن يمارسوا عملية نقد ذاتي".