أزمة داخل جماعة الإخوان، الموجة الخامسة من الانشقاقات "كما يسمونها"، والتي بدأت بانشقاق شباب حزب الوسط بقيادة أبو العلا ماضي وعصام سلطان أوائل التسعينيات، تلتها جبهة الإصلاح الإخوانية عام 2000 ومنها مختار نوح وخالد داوود، أعقبتها موجة تزعمها الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مجلس شورى الجماعة، وأخيرًا موجة جديدة يتزعمها شباب الجماعة الذين انشقوا منها عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة. وأكد إسلام الكتاتني، القيادي الإخواني المنشق، ومؤسس حركة "بنحب البلد دي"، أنه انضم إلى التنظيم لمدة 10 سنوات، تلتها عملية انشقاقات بسبب أزمات، منها أمن الدولة ومراجعات فكرية كثيرة، مضيفا أنه انضم إلى التنظيم عام 2000، واستمر به لمدة عشر سنوات، مشيرًا إلى أنه ترك التنظيم بسبب الصراع داخل مكتب الإرشاد، وكثرة تأييد منهج التوريث داخل الجماعة، وأنه بعد تولي مرسي الرئاسة كان أول من خرج ليقول "مرسي هو مسؤول ملف الرئاسة في مكتب الإرشاد"، مبرهنًا أن حديثه كان يهدف إلى أن مرسي لم يكن الرئيس الفعلي للبلاد. وحول المصير الذي يتوقعه المنشقون عن الجماعة، رأى الكتاتني أنه بات ينتظر الجماعة انقسام من أربع فئات، الأولى تنحرف فيها الجماعة أخلاقيا وتفقد الثقة في القيادة وفي التدين، والثانية أن تلجأ إلى العنف، أما الثالثة ستسعى لتصحيح مسارها، والأخيرة ستكون منطوية وتتجنب جميع السياسات. وأوضح الكتاتني، أن خطط الإخوان في هذه المرحلة عدم الوصول لمرحلة الاستقرار من خلال استخدام نسخ مزورة من الدستور ومحاولة تخريب اللجان وأعمال إرهابية لتخويف الناخبين، لافتا إلى أنه بالرغم من إعلانهم عدم المشاركة في الاستفتاء، إلا أنهم سيشاركون ب"لا"، مطالبًا الشعب النزول للاعتراف بشرعية الرئيس المؤقت وتفويت الفرصة على الجماعة في عرقلة خارطة الطريق. وأكد عمرو عمارة منسق ائتلاف شباب الإخوان المنشق، أن انشقاقه عن الجماعة جاء لأهداف شخصية، قائلا "المنشق عن الجماعة شخص من ثلاثة، إما إخواني منشق أو ناشط سياسي أو باحث في الشؤون الإسلامية"، موضحًا أنه لم يكن يصدق انتهاج الإخوان للعنف حينما كان عضوًا في التنظيم، مشيرا إلى أنه اكتشف استخدام الإخوان للعنف المفرط بدأ في أحداث الاتحادية الأولى، ثم أحداث المقطم وتلتها الحرس الجمهوري، مضيفا أن الدولة خسرت الكثير لعدم تعاونها مع الإخوان المنشقين لأنهم أكثر علمًا بما يحدث داخل أروقة الجماعة، وأن الحل الأمني لا يصلح لشيء من المواجهة على أرض الواقع. وأشار سامح عيد، الباحث في الشئون الإسلامية، وأحد المنشقين عن الجماعة، إلى أن هناك انفصالين للخروج من الجماعة، إما انفصال صاخب وهو يلجأ إلى فضح الجماعة وكشف أسرارها، والثاني هو انفصال ناعم بمعنى خروج بعض أعضاء الجماعة بسبب ضغوط عائلية أو من خلال مراجعة فكرية، مشيرًا إلى أن الانفصال الناتج عن المراجعة الفكرية هو السائد خلال الفترة الأخيرة، مضيفًا أن كثيرين من الإخوان يفضلون الانشقاق من الجماعة، بدلا من مواجهة السلطة الحاكمة لأن مواجهتها تكون قاسية ولا يتحملها أشخاص كثيرون بالجماعة، مؤكدا أن تكوين أي حزب من الإخوان المنشقين سيكون سلبيا بسبب خسارة الجماعة التأييد الشعبي في الفترة الأخيرة. "أنا كنت واثق ومتأكد إنهم هيفشلوا".. هكذا جاء تعليق مصطفى محمود، المتحدث باسم تحالف شباب الإخوان المنشقين، قائلا إن أسباب الانشقاق مختلفة من شخص للآخر، لأن انشقاقه كان لظروف إدارية بحتة، بينما هناك آخرون انشقوا بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة لعدم وجود قوة أو ظهير يستطيعون الاستناد عليه. وأضاف "محمود" أنه خرج من الجماعة فعليًا في أعقاب أحداث محمد محمود الأولى، وبعد انفصاله جلس مع رئيس الشعبة لعودته مرة أخرى إلى الجماعة، ومارسوا كثيرا من الضغوط عليه بواسطة أصدقائه لمحاولة العودة مرة أخرى، ما سماه "بالاغتيال المعنوي"، وأنه بعد الخروج من الجماعة أراد الابتعاد عن السياسة بدون الانتماء إلى أي حزب أو جماعة سياسية.