المصريون بالخارج يواصلون الإقبال على لجان التصويت في انتخابات النواب 2025    محمد عبد اللطيف يكلف التربية والتعليم بتولي إدارة مدرسة سيدز الدولية    الوطنية للانتخابات: استئناف التصويت لليوم الثانى ب105 مقرات انتخابية حتى الآن    جامعة القاهرة تطلق أول دليل مؤسسي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي    الرئاسة في أسبوع.. السيسي يفتتح محطات بحرية.. يشارك في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة.. يوجه تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات.. ويستقبل رئيس كوريا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فليخسأ المتقولون !?    أسعار الخضراوات والفاكهة في سوق الجملة اليوم السبت    أسعار الحديد اليوم السبت في محافظة الغربية    الدولار يسجل 47.50 جنيه في 5 بنوك صباح اليوم السبت    سعر الدولار اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 أمام الجنية المصري    معهد بحوث الصحة الحيوانية ينفذ حملات لحماية الثروة الداجنة من أمراض الشتاء    سعر كرتونة البيض في بورصة الدواجن والأسواق اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 فى المنيا    أيمن عاشور يعقد اجتماعًا مع مجموعة خبراء تطوير التعليم العالى    رئيس الوزراء يصل إلى مقر انعقاد قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج    أوكرانيا تدرس خطواتها في ظل ضغط ترامب للقبول بخطة السلام مع روسيا    وزير الخارجية يتلقى مع مستشار الأمن القومي البريطاني    الدفاع الروسية: تدمير 69 مسيرة أوكرانية خلال ال 24 الساعة الماضية    اليوم.. مؤتمر صحفي لأحمد عبد الرؤوف وعمر جابر قبل لقاء الزمالك وزيسكو    مواعيد مباريات اليوم السبت 22- 11- 2025 والقنوات الناقلة    سيناء تستقبل أول أفواج رحلات «شباب مصر» لتعزيز الانتماء ودعم الوعي التنموي    الأهلي وشبيبة القبائل.. مواجهة القوة والطموح بافتتاح مجموعات دوري الأبطال    ليفربول يستضيف نوتنجهام فورست في الدوري الإنجليزي    شيكو بانزا يظهر فى مران الزمالك الأخير استعدادا ل زيسكو بعد وفاة شقيقه    حركة سير هادئة وانتشار أمني لتأمين الطرق في القاهرة والجيزة    بدء محاكمة رمضان صبحي في قضية التزوير    إصابة 4 أشخاص في تصادم بين سيارة نقل أموال وملاكي بالشيخ زايد    موعد تطبيق منظومة السيارات الجديدة بديلة التوك توك فى الجيزة    إصابة 28 عاملًا وعاملة في إنقلاب سيارة ربع نقل ببني سويف    النشرة المرورية.. انتظام حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    فوز «كلب ساكن» بجائزة أفضل فيلم في مسابقة آفاق السينما العربية    نقابة الموسيقيين تقرر وقف مطرب المهرجانات كابونجا عن الغناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    الصحة: اعتماد 4 وحدات رعاية أولية جديدة وفق معايير «GAHAR»    «الصحة»: اعتماد 4 وحدات رعاية أولية جديدة وفق معايير «GAHAR»    مخاطر صحية.. 4 أسباب لعدم تأجيل تطعيمات طفلك    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    «قنديل» يتفقد مستشفى الشروق المركزي ومركز طب أسرة "63 مترا" ويوجه بإجراءات عاجلة    سعر الجنيه الإسترلينى اليوم السبت فى البنوك 22-11-2025    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    فرنسا لمواطنيها: جهزوا الطعام والماء لحرب محتملة مع روسيا    عمرو أديب: هو إحنا مانعرفش نعمل انتخابات بما يرضى الله.. اجعلوها شريفة عفيفة    حين صدحت مصر بصوتها.. حكاية «دولة التلاوة» كما رواها الناس    الاتحاد الأوروبى يدعو طرفى القتال فى السودان لاستئناف المفاوضات    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    مفاجآت جديدة في قضية سارة خليفة: تنظيم دولي مش جريمة فردية    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.رفيق حبيب في دراسة "العرب أم الإخوان.. من المستهدف؟"

• استهدف الربيع العربي لأنه موجة تحرر تغير خريطة العالم بحكم الجغرافيا وتهدد المصالح الغربية
• التحرر العربي مستهدف لأنه بداية التحرر والوحدة والنهضة الإسلامية ونهاية الهيمنة الغربية على العالم

• استهداف العرب وكل قوة ناعمة والثورة المصرية والسورية لأن تحرر محور القاهرة دمشق يجعل التحرر العربي حتميا
• وظيفة الاحتلال الإسرائيلي منع تحرر المنطقة العربية ومنع توحدها.. وبالتالي يمنع تقدمها ونهضتها
• في قلب المركز العربي استهدفت جماعة الإخوان المسلمين لأنها نواة صلبة في أغلب الدول العربية والإسلامية
• لم يتفق الغرب وروسيا على أمر مثلما كان اتفاقهما على إجهاض الثورة السورية ثم إجهاض الثورة المصرية
• وسائل الإعلام العلمانية تحاول شيطنة فكرة الوحدة العربية والإسلامية لأنها خطر على كل عمليات العلمنة والتغريب

• الاحتلال الإسرائيلي ينتهي بمجرد تحقق الوحدة العربية وبعدها الوحدة الإسلامية حتى دون أي حرب أو قتال
• الدول الغربية تعادي كل الحركات الإسلامية التي تتبنى مشروعا حضاريا يحرر الأمة الإسلامية ويحقق نهضتها

أعدها للنشر: الحرية والعدالة
أكد المفكر والباحث السياسي د. رفيق حبيب أن الربيع العربي استهدف لأنه عربي، فالمنطقة العربية كلها مستهدفة، لأن تحررها يعني نهاية الهيمنة الغربية على العالم. ولأن الربيع العربي أصبح موجة تحرر، ولم يتمكن الغرب من جعله ربيعا على النموذج الغربي، لذا أصبح الربيع العربي يمثل تهديدا لمصالح الغرب، بقدر ما أصبح موجة تحرر حضاري.

وخلص في دراسة جديدة له عنوانها "العرب أم الإخوان .. من المستهدف؟" إلى أنه لم تستهدف جماعة الإخوان المسلمين، إلا لأنها ظهرت بوصفها الكيان الأكثر تنظيما وانتشارا، والذي يمكن أن يمثل نواة صلبة لتحرر عربي، فالمستهدف هو العربي لأن التحرر العربي هو بداية التحرر والوحدة والنهضة الإسلامية. لذا أصبح الربيع العربي رهنا بيقظة الشعوب العربية، لتدرك المعركة التي تواجهها. فلم يعد مسار الربيع العربي يقتصر على معركة التحرر من الحاكم المستبد، بل أصبح يشمل معركة التحرر من الاستعمار، تلك المعركة التي لم تنتهي منذ قرنين من الزمان.
لافتا إلى أنه إذا كانت الثورة المضادة قد وظفت كل أذرع الاستعمار المحلي، فإن الثورة أصبحت بالتالي ضد كل منظومة الاستبداد والاستعمار، سواءً المحلي أو الخارجي. فالمنطقة العربية تعاني من منظومة استبدادية شاملة، أهدرت حريتها، ومنعت وحدتها ونهضتها.وبقدر ما يشكل الربيع العربي، في موجته الثورية بعد الانقلاب العسكري، وعيا عربيا وإسلاميا جديدا، بقدر ما يحقق انتصارا على قوى الاستعمار والثورة المضادة.

ففعل التحرر يرتبط أساسا بحسب "حبيب" بوعي جماهيري، يدرك حقيقة المعركة، ويشكل وعيا شعبيا مطالبا بالحرية. وإذا كان الربيع العربي قد بدأ بمطالب الحرية والكرامة، فقد أصبحت الحرية هي المعركة المركزية، التي تتبعها وتتشابك معها، كل معارك التحرر من الاستعمار، وكل معارك الوحدة والنهوض.ليصبح الربيع العربي، هو معركة تحرير العربي، من كل اشكال الاستعمار المحلي والخارجي.
وكشف "حبيب" أن معركة الربيع العربي، هي معركة الجغرافيا والتاريخ، ومعركة نهوض المنطقة البينية، التي تعاني من الهيمنة الخارجية، والتي يعد تحررها بداية لمرحلة تاريخية جديدة. ومعركة الربيع العربي، هي معركة تحرير منطقة وسط العالم، التي يسيطر عليها، كل من يرغب في الهيمنة على العالم.

استهداف المنطقة العربية "قلب العالم"
واستهل "حبيب" الدراسة بتساؤل مركزي لماذا يستهدف الربيع العربي؟ مجيبا لأنه عربي. مؤكدا أنها تلك هي المشكلة، فموضع المنطقة العربية له خصوصية، بحكم التاريخ والجغرافيا، لهذا يستهدف الربيع العربي، بصورة لم تواجه أي ربيع ديمقراطي آخر. فأي تحول في المنطقة العربية، ينتج عنه تحولات عالمية كبرى، لذا يحارب الربيع العربي.فالمنطقة العربية، بحكم الجغرافيا، هي المنطقة البينية، التي تفصل بين القوى الاستعمارية الأسيوية، والقوى الاستعمارية الغربية. وكل قوى استعمارية تتمدد، تحاول فرض سيطرتها على المنطقة العربية. ولم تقم إمبراطوريات في التاريخ، سواءً أسيوية أو غربية، إلا ومدت استعمارها للمنطقة العربية.
والمنطقة العربية، هي حجر الزاوية للعالم الإسلامي، فكل تحول فيها يمتد لكل أرجاء العالم الإسلامي، ولا يمكن السيطرة على البلاد الإسلامية، بدون السيطرة على العالم العربي. ولا يمكن منع الدول الإسلامية من تحقيق الاستقلال الحقيقي، إلا بمنع الدول العربية من تحقيق الاستقلال.
وأوضح "حبيب" أنه لم يزرع الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، إلا كي يكون شرطي المنطقة، الذي تدافع عنه القوى الغربية، كما تدافع عنه القوى الأسيوية مثل روسيا. فالاحتلال الإسرائيلي، زرع في قلب المنطقة العربية، ليحول دون ترابط المركز العربي، والذي يمتد من القاهرة إلى الحجاز ثم دمشق.ووظيفة الاحتلال الإسرائيلي، أن يمنع تحرر المنطقة العربية، ويمنع توحدها، وبالتالي يمنع تقدمها ونهضتها. فالاحتلال الإسرائيلي، هو القوة العسكرية، التي تعمل من أجل استمرار النفوذ الغربي على المنطقة العربية، لحماية النفوذ الغربي في العالم.
فالبلاد العربية والإسلامية، تمثل جغرافيا منطقة الوسط عالميا، حيث تعد قلب العالم، ولا يمكن لأي قوة أن تدعي أنها تحكم العالم أو تهيمن عليه، دون أن تفرض سيطرتها على البلاد العربية والإسلامية، وخاصة منطقة المركز، التي تعد مصر محورها.

تغير خريطة العالم
ويرى "حبيب" أن الربيع العربي جاء مرتديا ثياب التحول الديمقراطي، ولكن الغرب خاصة لم ينظر له على أنه تحول ديمقراطي، بل نظر له على أنه تحرر عربي. لهذا أستهدف الربيع العربي، لأنه موجة تحرر واستقلال عربية، مما يعني أنها موجة تغير خريطة العالم، بحكم الجغرافيا. وفي قلب المركز العربي، استهدفت جماعة الإخوان المسلمين، لأنها شكلت نواة صلبة في أغلب الدول العربية، وكذلك الإسلامية. وجماعة الإخوان المسلمين، بدأت من مصر، وأصبحت تمثل عنوانا للتحول الذي يبدأ من مصر، وينتشر بعد ذلك في العالم العربي، ثم الإسلامي.فلم تستهدف جماعة الإخوان المسلمين في حد ذاتها، بل أستهدف العرب أساسا، وكل قوة ناعمة تضاف للقوة العربية تستهدف، لهذا ظل الأزهر مستهدفا ومازال، ولهذا استهدف الربيع العربي، ولهذا أيضا استهدفت الثورة في سوريا وفي مصر خاصة، فإذا تحرر محور القاهرة دمشق، فإن التحرر العربي يصبح حتميا.

مفاجأة الربيع العربي
ورصد "حبيب" أنه لم تتمكن الدول الغربية من الوقوف في وجه الربيع العربي عند بدايته، بسبب أنه كان مفاجأة غير متوقعة، كما أنه تحول إلى طوفان سريع الحركة، أحدث تغييرات متتالية سريعة. ولكن عندما وصل الربيع العربي إلى سوريا، كانت القوى الغربية ومعها روسيا، قد استعدت لإجهاض الربيع العربي.
لم يتفق الغرب وروسيا على أمر، مثلما كان اتفاقهما على إجهاض الثورة السورية، ثم إجهاض الثورة المصرية.ومهما كان ميزان القوى العالمية، فروسيا تحتاج للتمدد، كما يحتاج الغرب للتمدد أيضا. وكل صعود للمنطقة العربية، يتبعه صعود للمنطقة الإسلامية، مما يمنع كل الأطراف من التمدد.والقوى الغربية، لم تتمكن من احتواء الربيع العربي، وتحويله إلى ربيع ديمقراطي غربي، كما أن روسيا كان لديها مخاوف من نجاح الغرب في تحويل الربيع العربي لصالحها، ولكن مسار الربيع العربي سار في اتجاه مختلف، فقد تأكد أنه موجة تحرر عربي.
وبين "حبيب" حقيقة أنه قد استهدف الإخوان إذن، لأن مشروعهم يقوم على التحرر والاستقلال، مثل أي قوى أخرى تبني مشروعها على تحقيق التحرر. مما يعني، أن صعود قوى تؤمن بالتحرر والاستقلال الكامل بعد الربيع العربي، أفشل مخططات احتواء الربيع العربي.ولأن القوى التابعة للغرب، سواءً قوى الاستبداد أو القوى العلمانية، لم تحقق حضورا سياسيا في ظل الحرية، لذا أدرك الغرب أنه لن يتمكن من احتواء الربيع العربي. لذا بدأت الثورة المضادة، بهدف كسر موجة التحرر التي أعقبت الربيع العربي.
مضيفا فقد كان صعود الحركات السياسية الإسلامية، عاملا يمنع تغريب الربيع العربي، لذا أصبحت تلك الحركات مستهدفة، كما أصبحت كل القوى التي تواجه التغريب مستهدفة أيضا. ففشل تغريب الربيع العربي، يعني أنه أصبح موجة تحرر شامل.

ثورة الإنترنت
وتحت عنوان "ثورة الانترنت" قال "حبيب": تصور الغرب في البداية، أن موجات الربيع العربي، هي موجات شبابية، يقوم بها شباب الإنترنت، كما تصور أن الجيل الجديد من الشباب، المتأثر بالتكنولوجيا الحديثة، له توجه علماني وليبرالي. وكان ظهور وتصدر بعض الحركات الشبابية العلمانية، لمشهد الربيع العربي، أحد أسباب رهان الغرب، على أن الربيع العربي، سيكون ربيعا غربيا.

• فشلت محاولة علمنة الربيع العربي وفشلت كل محاولات احتوائه مما يعني تحوله لحركة تحرر حضاري
ويلاحظ أن العديد من وسائل الإعلام، حاولت الترويج لفكرة الثورة الشبابية، التي تستند على جيل جديد، جيل الإنترنت. وقد كانت تلك محاولة، لصبغ الربيع العربي بصورة عصرية غربية. وقد راهنت الدول الغربية، على دور بعض المجموعات الشبابية العلمانية أو الليبرالية، ولكن الواقع السياسي كشف عن مدى شعبية الحركات الإسلامية.
وعندما فشلت محاولة علمنة الربيع العربي، وفشلت كل محاولات احتوائه، ثبت أن حركة التحرر التي أعقبت الربيع العربي، سوف تشهد صعودا للموروث الحضاري، مما يعني أنها سوف تتحول إلى حركة تحرر حضاري.

المسألة الحضارية
ونبه "حبيب" إلى أن مشكلة الغرب الأساسية مع المنطقة العربية، أنه يخشى من وجود منافس حضاري في تلك المنطقة البينية، أي منطقة وسط العالم. فالدرس التاريخي، علم الغرب أن وجود منافس حضاري مستقل في المنطقة العربية، يعني استقلال العالم الإسلامي كله حضاريا، مما يمنع أي قوة من فرض نفوذها على العالم. ودرس التاريخ يؤكد أن أي قوة تريد الهيمنة على العالم، عليها أن تهيمن على المنطقة العربية أولا، ثم المنطقة الإسلامية. وكل استقلال حضاري في المنطقة العربية، يعني استقلالا سياسيا كاملا، مما يمنع فرض الهيمنة الغربية على المنطقة العربية.
والدولة العربية عندما صعدت ونهضت قديما، وحققت استقلالا حضاريا، تمددت في البلاد الإسلامية، وأصبحت تمثل منطقة مستقلة حضاريا، وحققت النهوض والتقدم. وفي مرحلة النهوض العربي والإسلامي، لم تتمكن أي قوى من بسط نفوذها على العالم، أو تمديد نفوذها في المنطقة البينية، أي وسط العالم.والدول الغربية، أدركت درس التاريخ، وتعرف أن تحرر المنطقة العربية هو بداية تحرر كل الدول الإسلامية. لذا نجد أن الدول الغربية، تتشدد من أي توجه تحرري في الدول العربية، أكثر من غيرها من الدول الإسلامية.

كما يلاحظ برأي "حبيب" أن الدول الغربية تفرض هيمنة شاملة على الدول التي تقع في قلب العالم العربي، خاصة مصر. فكلما اتجهنا نحو منطقة القلب العربي، نجد هيمنة غربية أكثر، خاصة داخل مثلث القاهرة الحجاز دمشق، والذي زرع الاحتلال الإسرائيلي داخله.وموقف الدول الغربية من القوى العلمانية، يختلف جذريا عن موقفها من القوى الإسلامية،لأنها تدرك أن أي نظام علماني، أو نظام يقوم على النموذج الغربي، لن يمثل تحررا حضاريا، وبالتالي لن يحقق الاستقلال الحقيقي للمنطقة.
وإذا كان استقلال وتحرر العرب هو المستهدف، فإن كل حركات التحرر الحضاري تصبح مستهدفة أيضا، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، وأغلب الحركات الإسلامية، عدا الحركات التي أصبحت أذرع للدولة العميقة المستبدة. وإذا غاب الإخوان المسلمون عن الساحة، فإن أي حركة إسلامية تقوم على التحرر الحضاري غير الإخوان، سوف تصبح مستهدفة. فالعربي الإسلامي، الذي يريد تحقيق التحرر الحضاري الكامل هو المستهدف، لأنه يعمل على تحقيق استقلال المنطقة عن الغرب، مما ينهي سيادة الغرب على العالم.

الخوف من الوحدة
وأشِار "حبيب" إلى أن دورس التاريخ علمت الغرب، أن تحرر المنطقة العربية يتبعه توحدها، ثم تحرر المنطقة الإسلامية، والذي يتبعه توحدها. والغرب يدرك أن الوحدة العربية، تجهض هيمنته على العالم، كما أنها تؤدي إلى الوحدة الإسلامية، والتي تنهي هيمنة أي قوى على المنطقة العربية والإسلامية كلها، أي كل منطقة وسط العالم.وإذا كانت وسائل الإعلام العلمانية في البلاد العربية والإسلامية، تحاول شيطنة فكرة الوحدة العربية والإسلامية، فذلك لأن تلك الوحدة، تمثل خطرا حقيقيا على كل عمليات العلمنة والتغريب، كما أن وحدة العرب والمسلمين، تمثل خطرا وجوديا على الهيمنة الغربية.
ومن يقرأ كتاب التاريخ يدرك، أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهي بمجرد تحقق الوحدة العربية وبعدها الوحدة الإسلامية، حتى بدون أي حرب أو قتال. فالاحتلال الإسرائيلي حدث، بسبب تفرق الدول العربية والإسلامية، وما زال قائما استنادا للفرقة العربية والإسلامية.وكل الحركات التي تعمل من أجل تحقيق الوحدة العربية، ثم الوحدة الإسلامية، تصبح مستهدفة من قبل القوى الغربية وحلفائها. وجماعة الإخوان المسلمين، والتي يقوم مشروعها على تحقيق الوحدة العربية ثم الوحدة الإسلامية، تستهدف بسبب مشروعها، لأنه يمثل خطرا على الهيمنة الغربية على المنطقة.
وتابع: لذا لم تكن الثورة المضادة العالمية على الربيع العربي، إلا تحركا من قوى الهيمنة العالمية، حتى تحمي هيمنتها على العالم، وتحمي العلمنة والتغريب، ضد كل القوى التي تعمل من أجل الاستقلال الحضاري، ومن أجل تحقيق الوحدة العربية والإسلامية.وليس غريبا، أن كل القوى المحلية التابعة للغرب، وكل الأنظمة المستبدة التابعة للغرب، كانت تحاول تشويه فكرة الوحدة العربية والوحدة الإسلامية، حتى تخوف عامة الناس من تلك الفكرة. فالشعوب العربية والإسلامية، تحمل موروثا ثقافيا يؤسس للوحدة العربية والإسلامية، لذا يتم تشويه هذا الموروث، خوفا من انتشار فكرة الوحدة العربية والإسلامية. ولا يمكن أن تتحقق وحدة إسلامية، قبل أن تتحقق وحدة عربية أولا. كما لا يمكن أن يتحقق الاستقلال الحضاري الكامل للدول الإسلامية، قبل أن يتحقق في المنطقة العربية أولا. لذا أصبح الربيع العربي، هو موجة تحرر حقيقية، يمكن أن تتمدد لتشمل العالم الإسلامي كله، ولهذا أستهدف.

الوحدة والنهضة

ورصد "حبيب" أنه من قرأ كتاب التاريخ، يدرك أن المنطقة العربية والإسلامية لها خصوصية حضارية خاصة بها، تجعل وحدتها سببا في نهضتها. مما يعني، أن الاستقلال الحضاري يؤدي إلى تحقيق الوحدة، وتحقيق الوحدة يؤدي إلى تحقيق النهضة.والدول الغربية لا تخشى فقط من تحقيق الوحدة العربية والإسلامية، بل تخشى أيضا من تحقيق النهوض الحضاري الإسلامي، لأنه يمثل نهوضا مستقلا حضاريا، مما يجعله منافسا حضاريا. ومع الوحدة والنهوض، لا مكان للهيمنة الخارجية.كما أن نهضة المنطقة العربية والإسلامية، تؤدي إلى بروز منافس اقتصادي قوي، كان للغرب خبرة سابقة معه.

• صعود الحركات السياسية الإسلامية يمنع تغريب الربيع العربي وعلمنته فأصبحت تلك الحركات مستهدفة
وكلما تعددت القوى الناهضة في العالم، تفشل الدول الغربية من الهيمنة على المقدرات الاقتصادية للعالم، مما يمنعها من استغلال ثروات العالم، لفرض هيمنتها الاقتصادية.
كاشفا أن تلك المتوالية التاريخية، التي تربط الاستقلال الحضاري بالوحدة، وتربط الوحدة بالنهضة، أصبحت مرتبطة أيضا بالربيع العربي، بوصفه بداية التحرر. فعندما أصبح الربيع العربي، بداية مرحلة التحرر، التي تنتهي بمرحلة النهوض، أصبح مستهدفا. ومشكلة جماعة الإخوان المسلمين، أنها تتبنى مشروع التحرر، الذي يقوم على الاستقلال الحضاري، ويستهدف تحقيق الوحدة، ومن ثم تحقيق النهضة. والدول الغربية، تعادي كل الحركات الإسلامية، التي تتبنى مشروعا حضاريا يحرر الأمة الإسلامية ويحقق نهضتها.

أذرع الاستعمار

وتحت عنوان "أذرع الاستعمار" كشف "حبيب" أنه لم يكن الاحتلال الإسرائيلي هو وحده من يحمي مصالح الغرب في المنطقة، فقد زرع الاستعمار الغربي العديد من الأذرع، التي تقوم بمهمة الاستعمار بالوكالة عنه. وعندما بات الربيع العربي يمثل تهديدا وجوديا للهيمنة الغربية، تم تحريك أذرع الاستعمار الغربي في المنطقة.فقد زرع الاستعمار الغربي، من خلال الغزو الثقافي، فجوة ثقافية في المنطقة العربية والإسلامية، وتم استخدام تلك الفجوة في تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية. وبعد الربيع العربي، أصبح الانقسام الحضاري، الذي صنعه الغرب، هو أداة تفجير النزاعات الداخلية في وجه الربيع العربي.

• الغرب وأذرعه حوّل الثورة السورية لمسار الحرب الأهلية وفجّر المنطقة من العراق إلى لبنان ومشكلة الأقليات
وتم تحريك كل أسباب الفرقة والنزاع الداخلي، لتحويل الثورة السورية لمسار الحرب الأهلية، وتفجير المنطقة المحيطة بها، من العراق إلى لبنان. كما تم تفجير مشكلة الأقليات، حتى تكون عائقا أمام حركة التحرر التي أعقبت الربيع العربي.وتحركت أذرع الغرب، المتمثلة في أنظمة الحكم المستبدة في المنطقة العربية، كما تحركت الدولة العميقة، التي تمثل طبقة الحكم المستبد في مصر، لتعمل معا من أجل إجهاض الربيع العربي. حيث وظف الغرب أدواته، من أجل إجهاض حركة التحرر العربية، بعد أن فشل في احتواء الربيع العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.