اليوم.. البرلمان يناقش تعديل قانون الإجراءات الجنائية    «المستشفيات التعليمية» توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنصورة الجديدة لتدريب طلاب الطب    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 2-10-2025 في البنوك    أسعار الخضروات اليوم الخميس 2-10-2025 في قنا    إيلون ماسك يقترب من عتبة أول تريليونير في العالم    محافظ أسيوط: ربط إلكتروني بين الوحدات المحلية وجهاز تنمية المشروعات لتيسير إجراءات تراخيص المحال ودعم الاستثمار    وزيرة التنمية المحلية فى جولة مفاجئة لمنظومة جمع قش الأرز بالدقهلية والقليوبية    خارجية الاحتلال تعلن بدء إجراءات ترحيل ركاب أسطول الصمود إلى أوروبا    من غزو العراق إلى غزة| كيف عاد توني بلير إلى قلب المشهد الفلسطيني؟ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق يظهر مجددًا عبر خطة أمريكية تثير الشكوك    لماذا يحدث الإغلاق الحكومي الأمريكي؟    رابطة الأندية توضح سبب عدم معاقبة جماهير الزمالك وحسين الشحات بعد القمة 131    راموس بعد إسقاط برشلونة: نحن الأبطال ويجب أن نثبت ذلك في الملعب    الزمالك يصرف جزءا من مستحقات اللاعبين اليوم    مصطفى عبده يكشف تفاصيل اجتماع الخطيب مع لاعبي الأهلي قبل القمة    إصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة ربع نقل بحدائق أكتوبر    النشرة المرورية.. كثافات متوسطة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة    موقع وزارة التربية والتعليم.. التقييمات الأسبوعية عبر هذا الرابط    وفاة الشيخ بشير أحمد صديق كبير القراء فى المسجد النبوى عن عمر ناهز 90 عاما    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 فى المنيا    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    الصحة تكشف 4 خطوات بسيطة للوقاية من الاكتئاب وتحسين المزاج اليومي    «الرعاية الصحية» توافق على إنشاء وحدتين لزراعة النخاع بمجمعي الأقصر الدولي والسويس الطبي    مصرع وإصابة 11 شخصا إثر حريق هائل يلتهم عقارًا في فيصل    موعد مباراة روما وليل في الدوري الأوروبي    مصرع شخص وإصابة 5 في حادث انقلاب ميكروباص بالشرقية    3 شهداء و13 مصابًا في قصف إسرائيلي على خيام النازحين بدير البلح    قصور الثقافة تعلن مد فترة استقبال الأعمال المشاركة بمسابقة النصوص الدرامية القصيرة جدا    وزير الخارجية يؤكد تضامن مصر الكامل مع السودان ودعم سيادته ووحدة أراضيه    كوبا تخطف نقطة من إيطاليا وصعود الأرجنتين فى كأس العالم للشباب.. فيديو    السودان: سنجري مراجعة تفصيلية لملف السد الإثيوبي    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    معركتك خسرانة.. كريم العدل يوجه انتقادات حادة لمخرج فيلم «اختيار مريم»: انتحار فني كامل    أودي تعتزم طرح أول سيارة إس.يو.في ذات 7 مقاعد العام المقبل    ترامب يقرر اعتبار أي هجوم على قطر هجومًا على أمريكا    احتجاجات شبابية تتصاعد في المغرب.. مقتل شخصين خلال هجوم على مركز أمني    سعر سبيكة الذهب اليوم الخميس 2-10-2025 بعد الارتفاع الكبير.. بكام سبيكة ال10 جرام؟    البابا تواضروس الثاني يترأس قداس تدشين كاتدرائية الأنبا أنطونيوس والأرشيدياكون حبيب جرجس بأسيوط الجديدة    شركة مايكروسوفت تطلق "وضع الوكيل الذكي" في 365 كوبايلوت    المسرح المتنقل يواصل فعالياته بقرية نزلة أسطال بالمنيا    بلاغ أم يقود لضبط مدرس متهم بالاعتداء على طفل فى الأهرام    عبدالله مجدي الهواري: «بحب الفن ونفسي أبقى حاجة بعيد عن اسم أمي وأبويا»    الدكتور محمود سعيد: معهد ناصر قلعة الطب في مصر وحصن أمان للمصريين    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    الحمل بيحب «الروايات المثيرة» والحوت «الخيالية».. ما نوع الأدب الذي يفضله برجك؟    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.رفيق حبيب في دراسة "العرب أم الإخوان.. من المستهدف؟"

• استهدف الربيع العربي لأنه موجة تحرر تغير خريطة العالم بحكم الجغرافيا وتهدد المصالح الغربية
• التحرر العربي مستهدف لأنه بداية التحرر والوحدة والنهضة الإسلامية ونهاية الهيمنة الغربية على العالم

• استهداف العرب وكل قوة ناعمة والثورة المصرية والسورية لأن تحرر محور القاهرة دمشق يجعل التحرر العربي حتميا
• وظيفة الاحتلال الإسرائيلي منع تحرر المنطقة العربية ومنع توحدها.. وبالتالي يمنع تقدمها ونهضتها
• في قلب المركز العربي استهدفت جماعة الإخوان المسلمين لأنها نواة صلبة في أغلب الدول العربية والإسلامية
• لم يتفق الغرب وروسيا على أمر مثلما كان اتفاقهما على إجهاض الثورة السورية ثم إجهاض الثورة المصرية
• وسائل الإعلام العلمانية تحاول شيطنة فكرة الوحدة العربية والإسلامية لأنها خطر على كل عمليات العلمنة والتغريب

• الاحتلال الإسرائيلي ينتهي بمجرد تحقق الوحدة العربية وبعدها الوحدة الإسلامية حتى دون أي حرب أو قتال
• الدول الغربية تعادي كل الحركات الإسلامية التي تتبنى مشروعا حضاريا يحرر الأمة الإسلامية ويحقق نهضتها

أعدها للنشر: الحرية والعدالة
أكد المفكر والباحث السياسي د. رفيق حبيب أن الربيع العربي استهدف لأنه عربي، فالمنطقة العربية كلها مستهدفة، لأن تحررها يعني نهاية الهيمنة الغربية على العالم. ولأن الربيع العربي أصبح موجة تحرر، ولم يتمكن الغرب من جعله ربيعا على النموذج الغربي، لذا أصبح الربيع العربي يمثل تهديدا لمصالح الغرب، بقدر ما أصبح موجة تحرر حضاري.

وخلص في دراسة جديدة له عنوانها "العرب أم الإخوان .. من المستهدف؟" إلى أنه لم تستهدف جماعة الإخوان المسلمين، إلا لأنها ظهرت بوصفها الكيان الأكثر تنظيما وانتشارا، والذي يمكن أن يمثل نواة صلبة لتحرر عربي، فالمستهدف هو العربي لأن التحرر العربي هو بداية التحرر والوحدة والنهضة الإسلامية. لذا أصبح الربيع العربي رهنا بيقظة الشعوب العربية، لتدرك المعركة التي تواجهها. فلم يعد مسار الربيع العربي يقتصر على معركة التحرر من الحاكم المستبد، بل أصبح يشمل معركة التحرر من الاستعمار، تلك المعركة التي لم تنتهي منذ قرنين من الزمان.
لافتا إلى أنه إذا كانت الثورة المضادة قد وظفت كل أذرع الاستعمار المحلي، فإن الثورة أصبحت بالتالي ضد كل منظومة الاستبداد والاستعمار، سواءً المحلي أو الخارجي. فالمنطقة العربية تعاني من منظومة استبدادية شاملة، أهدرت حريتها، ومنعت وحدتها ونهضتها.وبقدر ما يشكل الربيع العربي، في موجته الثورية بعد الانقلاب العسكري، وعيا عربيا وإسلاميا جديدا، بقدر ما يحقق انتصارا على قوى الاستعمار والثورة المضادة.

ففعل التحرر يرتبط أساسا بحسب "حبيب" بوعي جماهيري، يدرك حقيقة المعركة، ويشكل وعيا شعبيا مطالبا بالحرية. وإذا كان الربيع العربي قد بدأ بمطالب الحرية والكرامة، فقد أصبحت الحرية هي المعركة المركزية، التي تتبعها وتتشابك معها، كل معارك التحرر من الاستعمار، وكل معارك الوحدة والنهوض.ليصبح الربيع العربي، هو معركة تحرير العربي، من كل اشكال الاستعمار المحلي والخارجي.
وكشف "حبيب" أن معركة الربيع العربي، هي معركة الجغرافيا والتاريخ، ومعركة نهوض المنطقة البينية، التي تعاني من الهيمنة الخارجية، والتي يعد تحررها بداية لمرحلة تاريخية جديدة. ومعركة الربيع العربي، هي معركة تحرير منطقة وسط العالم، التي يسيطر عليها، كل من يرغب في الهيمنة على العالم.

استهداف المنطقة العربية "قلب العالم"
واستهل "حبيب" الدراسة بتساؤل مركزي لماذا يستهدف الربيع العربي؟ مجيبا لأنه عربي. مؤكدا أنها تلك هي المشكلة، فموضع المنطقة العربية له خصوصية، بحكم التاريخ والجغرافيا، لهذا يستهدف الربيع العربي، بصورة لم تواجه أي ربيع ديمقراطي آخر. فأي تحول في المنطقة العربية، ينتج عنه تحولات عالمية كبرى، لذا يحارب الربيع العربي.فالمنطقة العربية، بحكم الجغرافيا، هي المنطقة البينية، التي تفصل بين القوى الاستعمارية الأسيوية، والقوى الاستعمارية الغربية. وكل قوى استعمارية تتمدد، تحاول فرض سيطرتها على المنطقة العربية. ولم تقم إمبراطوريات في التاريخ، سواءً أسيوية أو غربية، إلا ومدت استعمارها للمنطقة العربية.
والمنطقة العربية، هي حجر الزاوية للعالم الإسلامي، فكل تحول فيها يمتد لكل أرجاء العالم الإسلامي، ولا يمكن السيطرة على البلاد الإسلامية، بدون السيطرة على العالم العربي. ولا يمكن منع الدول الإسلامية من تحقيق الاستقلال الحقيقي، إلا بمنع الدول العربية من تحقيق الاستقلال.
وأوضح "حبيب" أنه لم يزرع الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، إلا كي يكون شرطي المنطقة، الذي تدافع عنه القوى الغربية، كما تدافع عنه القوى الأسيوية مثل روسيا. فالاحتلال الإسرائيلي، زرع في قلب المنطقة العربية، ليحول دون ترابط المركز العربي، والذي يمتد من القاهرة إلى الحجاز ثم دمشق.ووظيفة الاحتلال الإسرائيلي، أن يمنع تحرر المنطقة العربية، ويمنع توحدها، وبالتالي يمنع تقدمها ونهضتها. فالاحتلال الإسرائيلي، هو القوة العسكرية، التي تعمل من أجل استمرار النفوذ الغربي على المنطقة العربية، لحماية النفوذ الغربي في العالم.
فالبلاد العربية والإسلامية، تمثل جغرافيا منطقة الوسط عالميا، حيث تعد قلب العالم، ولا يمكن لأي قوة أن تدعي أنها تحكم العالم أو تهيمن عليه، دون أن تفرض سيطرتها على البلاد العربية والإسلامية، وخاصة منطقة المركز، التي تعد مصر محورها.

تغير خريطة العالم
ويرى "حبيب" أن الربيع العربي جاء مرتديا ثياب التحول الديمقراطي، ولكن الغرب خاصة لم ينظر له على أنه تحول ديمقراطي، بل نظر له على أنه تحرر عربي. لهذا أستهدف الربيع العربي، لأنه موجة تحرر واستقلال عربية، مما يعني أنها موجة تغير خريطة العالم، بحكم الجغرافيا. وفي قلب المركز العربي، استهدفت جماعة الإخوان المسلمين، لأنها شكلت نواة صلبة في أغلب الدول العربية، وكذلك الإسلامية. وجماعة الإخوان المسلمين، بدأت من مصر، وأصبحت تمثل عنوانا للتحول الذي يبدأ من مصر، وينتشر بعد ذلك في العالم العربي، ثم الإسلامي.فلم تستهدف جماعة الإخوان المسلمين في حد ذاتها، بل أستهدف العرب أساسا، وكل قوة ناعمة تضاف للقوة العربية تستهدف، لهذا ظل الأزهر مستهدفا ومازال، ولهذا استهدف الربيع العربي، ولهذا أيضا استهدفت الثورة في سوريا وفي مصر خاصة، فإذا تحرر محور القاهرة دمشق، فإن التحرر العربي يصبح حتميا.

مفاجأة الربيع العربي
ورصد "حبيب" أنه لم تتمكن الدول الغربية من الوقوف في وجه الربيع العربي عند بدايته، بسبب أنه كان مفاجأة غير متوقعة، كما أنه تحول إلى طوفان سريع الحركة، أحدث تغييرات متتالية سريعة. ولكن عندما وصل الربيع العربي إلى سوريا، كانت القوى الغربية ومعها روسيا، قد استعدت لإجهاض الربيع العربي.
لم يتفق الغرب وروسيا على أمر، مثلما كان اتفاقهما على إجهاض الثورة السورية، ثم إجهاض الثورة المصرية.ومهما كان ميزان القوى العالمية، فروسيا تحتاج للتمدد، كما يحتاج الغرب للتمدد أيضا. وكل صعود للمنطقة العربية، يتبعه صعود للمنطقة الإسلامية، مما يمنع كل الأطراف من التمدد.والقوى الغربية، لم تتمكن من احتواء الربيع العربي، وتحويله إلى ربيع ديمقراطي غربي، كما أن روسيا كان لديها مخاوف من نجاح الغرب في تحويل الربيع العربي لصالحها، ولكن مسار الربيع العربي سار في اتجاه مختلف، فقد تأكد أنه موجة تحرر عربي.
وبين "حبيب" حقيقة أنه قد استهدف الإخوان إذن، لأن مشروعهم يقوم على التحرر والاستقلال، مثل أي قوى أخرى تبني مشروعها على تحقيق التحرر. مما يعني، أن صعود قوى تؤمن بالتحرر والاستقلال الكامل بعد الربيع العربي، أفشل مخططات احتواء الربيع العربي.ولأن القوى التابعة للغرب، سواءً قوى الاستبداد أو القوى العلمانية، لم تحقق حضورا سياسيا في ظل الحرية، لذا أدرك الغرب أنه لن يتمكن من احتواء الربيع العربي. لذا بدأت الثورة المضادة، بهدف كسر موجة التحرر التي أعقبت الربيع العربي.
مضيفا فقد كان صعود الحركات السياسية الإسلامية، عاملا يمنع تغريب الربيع العربي، لذا أصبحت تلك الحركات مستهدفة، كما أصبحت كل القوى التي تواجه التغريب مستهدفة أيضا. ففشل تغريب الربيع العربي، يعني أنه أصبح موجة تحرر شامل.

ثورة الإنترنت
وتحت عنوان "ثورة الانترنت" قال "حبيب": تصور الغرب في البداية، أن موجات الربيع العربي، هي موجات شبابية، يقوم بها شباب الإنترنت، كما تصور أن الجيل الجديد من الشباب، المتأثر بالتكنولوجيا الحديثة، له توجه علماني وليبرالي. وكان ظهور وتصدر بعض الحركات الشبابية العلمانية، لمشهد الربيع العربي، أحد أسباب رهان الغرب، على أن الربيع العربي، سيكون ربيعا غربيا.

• فشلت محاولة علمنة الربيع العربي وفشلت كل محاولات احتوائه مما يعني تحوله لحركة تحرر حضاري
ويلاحظ أن العديد من وسائل الإعلام، حاولت الترويج لفكرة الثورة الشبابية، التي تستند على جيل جديد، جيل الإنترنت. وقد كانت تلك محاولة، لصبغ الربيع العربي بصورة عصرية غربية. وقد راهنت الدول الغربية، على دور بعض المجموعات الشبابية العلمانية أو الليبرالية، ولكن الواقع السياسي كشف عن مدى شعبية الحركات الإسلامية.
وعندما فشلت محاولة علمنة الربيع العربي، وفشلت كل محاولات احتوائه، ثبت أن حركة التحرر التي أعقبت الربيع العربي، سوف تشهد صعودا للموروث الحضاري، مما يعني أنها سوف تتحول إلى حركة تحرر حضاري.

المسألة الحضارية
ونبه "حبيب" إلى أن مشكلة الغرب الأساسية مع المنطقة العربية، أنه يخشى من وجود منافس حضاري في تلك المنطقة البينية، أي منطقة وسط العالم. فالدرس التاريخي، علم الغرب أن وجود منافس حضاري مستقل في المنطقة العربية، يعني استقلال العالم الإسلامي كله حضاريا، مما يمنع أي قوة من فرض نفوذها على العالم. ودرس التاريخ يؤكد أن أي قوة تريد الهيمنة على العالم، عليها أن تهيمن على المنطقة العربية أولا، ثم المنطقة الإسلامية. وكل استقلال حضاري في المنطقة العربية، يعني استقلالا سياسيا كاملا، مما يمنع فرض الهيمنة الغربية على المنطقة العربية.
والدولة العربية عندما صعدت ونهضت قديما، وحققت استقلالا حضاريا، تمددت في البلاد الإسلامية، وأصبحت تمثل منطقة مستقلة حضاريا، وحققت النهوض والتقدم. وفي مرحلة النهوض العربي والإسلامي، لم تتمكن أي قوى من بسط نفوذها على العالم، أو تمديد نفوذها في المنطقة البينية، أي وسط العالم.والدول الغربية، أدركت درس التاريخ، وتعرف أن تحرر المنطقة العربية هو بداية تحرر كل الدول الإسلامية. لذا نجد أن الدول الغربية، تتشدد من أي توجه تحرري في الدول العربية، أكثر من غيرها من الدول الإسلامية.

كما يلاحظ برأي "حبيب" أن الدول الغربية تفرض هيمنة شاملة على الدول التي تقع في قلب العالم العربي، خاصة مصر. فكلما اتجهنا نحو منطقة القلب العربي، نجد هيمنة غربية أكثر، خاصة داخل مثلث القاهرة الحجاز دمشق، والذي زرع الاحتلال الإسرائيلي داخله.وموقف الدول الغربية من القوى العلمانية، يختلف جذريا عن موقفها من القوى الإسلامية،لأنها تدرك أن أي نظام علماني، أو نظام يقوم على النموذج الغربي، لن يمثل تحررا حضاريا، وبالتالي لن يحقق الاستقلال الحقيقي للمنطقة.
وإذا كان استقلال وتحرر العرب هو المستهدف، فإن كل حركات التحرر الحضاري تصبح مستهدفة أيضا، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، وأغلب الحركات الإسلامية، عدا الحركات التي أصبحت أذرع للدولة العميقة المستبدة. وإذا غاب الإخوان المسلمون عن الساحة، فإن أي حركة إسلامية تقوم على التحرر الحضاري غير الإخوان، سوف تصبح مستهدفة. فالعربي الإسلامي، الذي يريد تحقيق التحرر الحضاري الكامل هو المستهدف، لأنه يعمل على تحقيق استقلال المنطقة عن الغرب، مما ينهي سيادة الغرب على العالم.

الخوف من الوحدة
وأشِار "حبيب" إلى أن دورس التاريخ علمت الغرب، أن تحرر المنطقة العربية يتبعه توحدها، ثم تحرر المنطقة الإسلامية، والذي يتبعه توحدها. والغرب يدرك أن الوحدة العربية، تجهض هيمنته على العالم، كما أنها تؤدي إلى الوحدة الإسلامية، والتي تنهي هيمنة أي قوى على المنطقة العربية والإسلامية كلها، أي كل منطقة وسط العالم.وإذا كانت وسائل الإعلام العلمانية في البلاد العربية والإسلامية، تحاول شيطنة فكرة الوحدة العربية والإسلامية، فذلك لأن تلك الوحدة، تمثل خطرا حقيقيا على كل عمليات العلمنة والتغريب، كما أن وحدة العرب والمسلمين، تمثل خطرا وجوديا على الهيمنة الغربية.
ومن يقرأ كتاب التاريخ يدرك، أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهي بمجرد تحقق الوحدة العربية وبعدها الوحدة الإسلامية، حتى بدون أي حرب أو قتال. فالاحتلال الإسرائيلي حدث، بسبب تفرق الدول العربية والإسلامية، وما زال قائما استنادا للفرقة العربية والإسلامية.وكل الحركات التي تعمل من أجل تحقيق الوحدة العربية، ثم الوحدة الإسلامية، تصبح مستهدفة من قبل القوى الغربية وحلفائها. وجماعة الإخوان المسلمين، والتي يقوم مشروعها على تحقيق الوحدة العربية ثم الوحدة الإسلامية، تستهدف بسبب مشروعها، لأنه يمثل خطرا على الهيمنة الغربية على المنطقة.
وتابع: لذا لم تكن الثورة المضادة العالمية على الربيع العربي، إلا تحركا من قوى الهيمنة العالمية، حتى تحمي هيمنتها على العالم، وتحمي العلمنة والتغريب، ضد كل القوى التي تعمل من أجل الاستقلال الحضاري، ومن أجل تحقيق الوحدة العربية والإسلامية.وليس غريبا، أن كل القوى المحلية التابعة للغرب، وكل الأنظمة المستبدة التابعة للغرب، كانت تحاول تشويه فكرة الوحدة العربية والوحدة الإسلامية، حتى تخوف عامة الناس من تلك الفكرة. فالشعوب العربية والإسلامية، تحمل موروثا ثقافيا يؤسس للوحدة العربية والإسلامية، لذا يتم تشويه هذا الموروث، خوفا من انتشار فكرة الوحدة العربية والإسلامية. ولا يمكن أن تتحقق وحدة إسلامية، قبل أن تتحقق وحدة عربية أولا. كما لا يمكن أن يتحقق الاستقلال الحضاري الكامل للدول الإسلامية، قبل أن يتحقق في المنطقة العربية أولا. لذا أصبح الربيع العربي، هو موجة تحرر حقيقية، يمكن أن تتمدد لتشمل العالم الإسلامي كله، ولهذا أستهدف.

الوحدة والنهضة

ورصد "حبيب" أنه من قرأ كتاب التاريخ، يدرك أن المنطقة العربية والإسلامية لها خصوصية حضارية خاصة بها، تجعل وحدتها سببا في نهضتها. مما يعني، أن الاستقلال الحضاري يؤدي إلى تحقيق الوحدة، وتحقيق الوحدة يؤدي إلى تحقيق النهضة.والدول الغربية لا تخشى فقط من تحقيق الوحدة العربية والإسلامية، بل تخشى أيضا من تحقيق النهوض الحضاري الإسلامي، لأنه يمثل نهوضا مستقلا حضاريا، مما يجعله منافسا حضاريا. ومع الوحدة والنهوض، لا مكان للهيمنة الخارجية.كما أن نهضة المنطقة العربية والإسلامية، تؤدي إلى بروز منافس اقتصادي قوي، كان للغرب خبرة سابقة معه.

• صعود الحركات السياسية الإسلامية يمنع تغريب الربيع العربي وعلمنته فأصبحت تلك الحركات مستهدفة
وكلما تعددت القوى الناهضة في العالم، تفشل الدول الغربية من الهيمنة على المقدرات الاقتصادية للعالم، مما يمنعها من استغلال ثروات العالم، لفرض هيمنتها الاقتصادية.
كاشفا أن تلك المتوالية التاريخية، التي تربط الاستقلال الحضاري بالوحدة، وتربط الوحدة بالنهضة، أصبحت مرتبطة أيضا بالربيع العربي، بوصفه بداية التحرر. فعندما أصبح الربيع العربي، بداية مرحلة التحرر، التي تنتهي بمرحلة النهوض، أصبح مستهدفا. ومشكلة جماعة الإخوان المسلمين، أنها تتبنى مشروع التحرر، الذي يقوم على الاستقلال الحضاري، ويستهدف تحقيق الوحدة، ومن ثم تحقيق النهضة. والدول الغربية، تعادي كل الحركات الإسلامية، التي تتبنى مشروعا حضاريا يحرر الأمة الإسلامية ويحقق نهضتها.

أذرع الاستعمار

وتحت عنوان "أذرع الاستعمار" كشف "حبيب" أنه لم يكن الاحتلال الإسرائيلي هو وحده من يحمي مصالح الغرب في المنطقة، فقد زرع الاستعمار الغربي العديد من الأذرع، التي تقوم بمهمة الاستعمار بالوكالة عنه. وعندما بات الربيع العربي يمثل تهديدا وجوديا للهيمنة الغربية، تم تحريك أذرع الاستعمار الغربي في المنطقة.فقد زرع الاستعمار الغربي، من خلال الغزو الثقافي، فجوة ثقافية في المنطقة العربية والإسلامية، وتم استخدام تلك الفجوة في تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية. وبعد الربيع العربي، أصبح الانقسام الحضاري، الذي صنعه الغرب، هو أداة تفجير النزاعات الداخلية في وجه الربيع العربي.

• الغرب وأذرعه حوّل الثورة السورية لمسار الحرب الأهلية وفجّر المنطقة من العراق إلى لبنان ومشكلة الأقليات
وتم تحريك كل أسباب الفرقة والنزاع الداخلي، لتحويل الثورة السورية لمسار الحرب الأهلية، وتفجير المنطقة المحيطة بها، من العراق إلى لبنان. كما تم تفجير مشكلة الأقليات، حتى تكون عائقا أمام حركة التحرر التي أعقبت الربيع العربي.وتحركت أذرع الغرب، المتمثلة في أنظمة الحكم المستبدة في المنطقة العربية، كما تحركت الدولة العميقة، التي تمثل طبقة الحكم المستبد في مصر، لتعمل معا من أجل إجهاض الربيع العربي. حيث وظف الغرب أدواته، من أجل إجهاض حركة التحرر العربية، بعد أن فشل في احتواء الربيع العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.