واصلت إثيوبيا سياسة التعنت والتحدى لنظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي فى أزمة سد النهضة التى تهدد المصريين بحرمانهم من حقوقهم التاريخية فى مياه النيل وتبوير أراضيهم الزراعية مما ينذر بمجاعة غير مسبوقة، وقررت إثيوبيا بشكل مفاجئ حظر الطيران في مجالها الجوي فوق سد النهضة لأسباب أمنية. وقال العقيد ويسنيليه هونيغناو مدير الطيران المدني الإثيوبي، إنه بعد مشاورات مع الأجهزة الأمنية ذات الصلة، تم إغلاق المجال الجوي في ولاية بنيشنقول-جوموز الإقليمية، شمال غرب إثيوبيا، حيث يتم بناء السد، أمام جميع الرحلات الجوية. وأكد مدير الطيران الإثيوبي أنه لن يتم السماح لطائرات الركاب أو البضائع بالتحليق فوق السد، لكن يمكن الحصول على تصريح عند تقديم طلب. الجامعة العربية كانت مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاثة "مصر والسودان وإثيوبيا"، قد توقفت منذ الثامن والعشرين من أغسطس الماضى، وأعقب ذلك حالة من الصمت طوال الأسابيع الماضية، وكانت آخر جولات مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، برعاية الاتحاد الإفريقي، وانتهت قبل شهر، بعد أسابيع من الاجتماعات اليومية والتي لم تنته سوى بمزيد من الفشل، وعدم التوصل لاتفاق ملزم لإثيوبيا ويرضي مصر والسودان واعترفت وزارة الموارد المائية والرى بحكومة الانقلاب بفشل المفاوضات كما فشلت الوساطة الأمريكية من قبل وساطة الاتحاد الإفريقي. فى المقابل يكتفى السيسي بمطالبة الجامعة العربية بتشكيل لجنة من دول عربية، للتعامل مع ملف سد النهضة الإثيوبي. وقال ماجد عبد الفتاح مندوب الجامعة بالأمم المتحدة إن اللجنة تضم في عضويتها السعودية والعراق والمغرب والأردن، وأجرت عددا من اللقاءات، قائلا إن المساعي المصرية السودانية فرضت الموضوع على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي. وأشار إلى أن الملف تحول إلى الاتحاد الإفريقي بعد موافقة مجلس الأمن، واعترف بأن المفاوضات التي تجرى تحت إشراف السودان الآن لم تسفر عن تقدم في النقاط العالقة كالملء والحصص وتسوية المنازعات والتوصل إلى اتفاق ملزم. قوة ضاربة إثيوبيا أعلنت بصراحة أنها لن توقع على أى اتفاق ملزم وانها ترفض تدخل دولتى المصب مصر والسودان فى مراقبة عملية تشغيل سد النهضة ولم تتوقف عند هذا الحد بل أعلنت أكثر من مرة أنها قادرة على الدفاع عن سد النهضة ودحر أى هجوم عليه وأن لديها من القوات والعتاد العسكرى ما يؤهلها لذلك، وفى هذا السياق قال الجنرال يلما مرديسا قائد القوات الجوية الإثيوبية، إن سلاح الجو قام بتحديث طائراته المقاتله، وأصبح قادرا على حماية السد من أي هجوم. وأضاف مرديسا، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، أن قواته تمتلك قوة ضاربة ومتطورة، وترصد المجال الجوي القريب من سد النهضة، ولا يسمح بالاقتراب من المجال الجوي للسد. وأكد أنه لا يمكن حتى لطائر أن يمر بدون إذن منا، لافتا إلى أن القوات الجوية أصبحت مجهزة بشكل أفضل من أي وقت مضى بأعضائها وأفرادها والتكنولوجيا الحديثة، ويتم تأمين سد النهضة على مدار اليوم. وكشف قائد القوات الجوية الإثيوبي، إن إثيوبيا تمتلك طائرات ومقاتلات لديها القدرة على الطيران لمسافات بعيدة وفي مدة زمنية أكبر من 4 ساعات، منوها إلى أن القوات الجوية تدرك أهمية حماية سد النهضة من أي هجوم، وستواصل مراقبة السد وحمايته توليد الطاقة كما ألقت سهلورق زودي رئيسة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية، للمرة الأولى كلمة افتتاحية فى الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والاتحاد، حول أزمة بناء سد النهضة ومسألة استكمال الإنشاءات فى ظل إستمرار الفيضان الحالى، مؤكدة خوفها من تأثير الأحداث السياسية على استكمال البناء والوصول إلى السعة المطلوبة، وشددت على إصرار الحكومة على استكمال المشروع، كاشفة عن مفاجأة تتضمن خطوة جديدة يشهدها السد الإثيوبي، من خلال البدء في توليد الطاقة الكهربية من المشروع. وطالبت رئيسة الجمهورية الإثيوبية خلال كلمتها، بالعمل المشترك مع المواطنين لضمان السلام الوطني، من أجل إنهاء مشروع النهضة الكبير، مؤكدة أن الحكومة تُركز حاليًا فقط على استكمال الأعمال المتبقية من سد النهضة، ولذلك سيتم تشغيل توربينين من سد النهضة هذا العام للبدء في توليد الطاقة الكهربائية. وزعمت سهلورق زودي، أن موقف إثيوبيا بشأن سد النهضة يستند إلى مبدأ المنفعة المتبادلة، وإنه لا عودة بأي ضغط أو التفاف، وسيتم نقل الحقيقة إلى المجتمع الدولي من خلال الدبلوماسية السلمية، وأشارت الى أن الحكومة لديها حالة من الخوف والكثير من الأحداث السياسية والأحداث العنيفة بالولايات وتأثيرها على عملية استكمال سد النهضة، ولذلك يتم العمل على ضمان عدم وجود جماعات مسلحة غير شرعية في البلاد. دعم أمريكي حول أسباب فشل مفاوضات سد النهضة طوال السنوات الماضية، قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، أن السبب في تعثر المفاوضات هو إصرار إثيوبيا على أن تكون المتحكم الوحيد في مياه نهر النيل، خاصة أن لديها المنبع الذي يصلنا منه المياه. وأكدت منى عمر، فى تصريحات صحفية ان قضية سد النهضة أصبحت قضية قومية في إثيوبيا، لافتة إلى أن هناك عددا من المشكلات الداخلية هناك ومن مصلحتهم أن يجمعوا الشعب على قضية واحدة. وأشارت إلى أن هناك دعما أمريكيا لإثيوبيا لبناء سد النهضة بشكل لا مثيل له، رغم أن أمريكا أوقفت المعونة عن إثيوبيا، منوهة إلى أن إثيوبيا لها دور إقليمي في عدد من القضايا الإفريقية. حصة مصر وحذر محمد نصر الدين علام، وزير الري والموارد المائية الأسبق، إثيوبيا من المساس بحصة مصر المائية، مشددا على ضرورة عدم قيام أى دولة بأى مشروع أو تحرك مستقبلى منفرد على نهر النيل وروافده الاساسية. وطالب علام، خلال منشور له عبر صفحته على موقع فيس بوك، بمنع أى اتفاقية أو مطالبة بتقليل الحصص المائية التاريخية، وعدم الإضرار المتعمد بمصر خاصة فى مواسم الجفاف. وشدد على ضرورة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل السد الإثيوبى، بما يعظم من كهرباء السد ويقلل الإضرار على دولتى المصب. وأوضح علام أنه لا مانع من تشجيع قيام منظمة لحوض النيل الشرقى تضم إثيوبيا والسودان ومصر، وأيضا من الممكن أن تشمل جنوب السودان وأريتريا، بهدف تنمية هذه الشعوب وتعاونها. واقترح أن يكون هناك تعاون بين دول المنظمة فى مشاريع استقطاب الفواقد وزيادة إيراد النهر لصالح شعوبه، وإمكانية تطوير النقل النهرى، وتنمية الثروة السمكية، وتنمية وتطوير وانشاء المشاريع الكهرومائية. وأشار علام الى ضرورة إعطاء أولوية للاستثمار والتعاون التجارى والثقافى والتعليمي والاقتصادى والأمنى لدول المنظمة، وإمكانية الربط الكهربى والطاقة بين دول المنظمة. ضربة عسكرية وطالب الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، بتوجيه ضربة عسكرية ليس لسد النهضة مباشرة وإنما لأحد السدود الإثيوبية الأخرى. وقال نور الدين في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك": "الدبلوماسية مرونة والعسكرية صرامة… وإذا صحت فعلا أقوال وزير خارجية إثيوبيا بأنه هاجم مصر وقال إنها دولة فقيرة وأضعف من أن تحاربنا وأن مقاومة الإرهاب تتطلب تفرغها له داخليا…. فينبغي لمصر أن ترد عليه وبقسوة…. الحرب مع إثيوبيا ليست بالضرورة ضرب سد النهضة… هناك 14 سدا في إثيوبيا يمكن أن تكون أهدافا ليعرفوا من الدولة الفقيرة وكيف يكون الإنهاك الإقتصادي ؟. وأضاف: كنت الوحيد الذي عارض إعلان مبادئ الخرطوم وإعطاء الشرعية لسد النهضة المخالف وعدم الحصول على شرعية مماثلة لحصتنا المائية والحفاظ على تدفقات النيل الأزرق وتابع نورالدين : كل خبراء المياه الزملاء بما فيهم وزراء سابقون خافوا وتراجعوا ووافقوا وهادنوا،، وأنا لم أغير رأيي أبدا حتى بعد منعي من الكتابة والظهور في الفضائيات لأنها مصر.. وأنا الوحيد الذي طالبت بتدويل القضية من 7 سنوات. وأكد أن المفاوضات مع إثيوبيا بلا فائدة وتوريط لمصر وكسب للوقت وفرض للأمر الواقع ولغة لا تعرفها إثيوبيا، لم أرضخ أبدا لضغوط وتوصيات الزملاء من أجل الموائمة، وهاهم الآن يتبرأون من كل ما وافقوا عليه، المهم دلوقتي نلاقي حل وسريع"، في إشارة إلى فشل المفاوضات وإصرار إثيوبيا على استكمال البناء رغم الأضرار التي ستصيب مصر.