خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، أفيخاي أدرعي، بسلسلة تغريدات تؤكد أن حرب أكتوبر 1973م انتهت ب"نصر تل أبيب"، في الوقت الذي يحتفي فيه المصريون بالانتصارات التي حققوها في تلك الحرب. أدرعى يرى أن المصريين الذين يحتفلون بانتصارهم في حرب أكتوبر واقعون تحت حملات مكثفة من الزيف والتضليل الإعلامي التي تحول الهزائم إلى انتصارات "وهمية" لا وجود لها في الواقع. يقول أدرعي في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع تويتر، نشرها الثلاثاء 6 أكتوبر2020، حيث وصف حرب أكتوبر بأنها "حرب الغفران كما تسمّى بإسرائيل"، وقال إن الكيان الصهيوني حينها "بوغتت في أقدس أيامها، يوم الغفران"، وفق تعبيره، قائلاً إنها بدأت "بمفاجأة كبيرة وانتهت بنصر عسكري إسرائيلي". وأشار المتحدث الصهيوني إلى أن الجيشين المصري والسوري حققا ما وصفها ب"بعض الإنجازات الميدانية المُهمة في مراحل الحرب الأولى، حيث عبر الجيش المصري قناة السويس وانتشر على امتداد ضفتها الشرقية، بينما اخترقت القوات السورية الجولان ولكن بعد أيام قلبت إسرائيل الأمور رأساً على عقب". https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1313383313567035392?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1313393413916590082%7Ctwgr%5Eshare_3&ref_url=https%3A%2F%2Farabicpost.net%2Fd8a7d984d8a3d8aed8a8d8a7d8b1%2Fmiddle_east%2F2020%2F10%2F06%2Fd8a3d981d8aed8a7d98a-d8a3d8afd8b1d8b9d98a-d8a5d8b3d8b1d8a7d8a6d98ad984-d987d98a-d985d98ed986-d8a7d986d8aad8b5d8b1d8aa-d8a8d8add8b1d8a8%2F وللتدليل على صحة رواية الصهاينة للحرب يستدل على عدة حقائق تاريخية مهمة: أولاً، الجيش الصهيوني وصل "إلى الضفة الغربية من قناة السويس على بعد 100 كلم عن القاهرة، بينما كانت دمشق في مرمى المدفعية الصهيونية. ثانيًا، هزائم المصريين والسوريين دفعتهم إلى وقف إطلاق نار ووقعت اتفاقات لفض الاشتباك". ثالثًا، يؤكد أدرعي أن هذه الحرب وضعت "حداً للحروب بين إسرائيل ومصر وفتحت باب السلام في المنطقة"، وقال إن "من أعظم إنجازاتها التوقيع على معاهدة سلام تاريخية بين إسرائيل وأعظم دولة عربية"، مشيراً بذلك إلى مصر. صدق وهو الكذوب حقيقة الأمر أن أدرعي صدق فيما قال رغم أنه كذوب حتى النخاع؛ وأن ما حققته مصر في حرب أكتوبر هو نصف انتصار انتهى إلى هزيمة بعد قرار الرئيس الأسبق محمد أنور السادات بتطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر والذي أفضى إلى خسائر جسيمة في صفوف القوات المصرية في الأفراد والمعدات. ثم حدثت ثغرة الدفرسوار التي تمكن جيش الاحتلال من عبورقناة السويس من خلالها وحصار الجيش الثالث الميداني ومحافظة السويس لمدة مائة يوم. ولولا المقاومة الشعبية الباسلة لاحتل الصهاينة محافظة السويس وسيطروا على مقر الجيش الثالث الميداني ولكانت فضيحة مدوية لا يمكن سترها. نتائج كارثية انتهت حرب أكتوبر إلى دخول السادات في مفاوضات استسلام مع الأمريكان والكيان الصهيوني أفضت إلى اعترافه بالكيان الصهيوني مقابل الانسحاب من سيناء على مدار 16 سنة حيث استردت مصر طابا سنة 1989م. بعد قضية تحكم دولي استمرت سنوات. ومن خلال اتفاقية السلام مع الصهاينة تمكنت أمريكا من تحقيق اختراقات واسعة داخل صفوف المؤسسة العسكرية المصرية، حيث استطاعت تجنيد قادة كبار بالمؤسسة العسكرية من خلال المساعدات العسكرية السنوية التي تصل إلى نحو 1.3 مليار دولار. ولا يجري تصعيد أي قيادة بالمناصب الحساسة بالجيش سوى أولئك الذين يؤمنون بالكيان الصهيوني وأن صمان مصالحها هو جزء من الأمن القومي المصري. اليوم تشهد مصر احتلالا من نخبة عسكرية تتسم بأعلى درجات الظلم والطغيان ضد المصريين في ذات الوقت الذي تبدي فيه أعلى صور المذلة والخنوع أمام حكام الكيان الصهيوني وأمريكا. فهم أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين؛ حيث تحكم مصر مافيا عسكرية شديدة الولاء للكيان الصهيوني والخنوع لأمريكا، أجهضوا المسار الديمقراطي ويحاربون جميع صور الالتزام بالإسلام إلا ما كان في خدمتهم وخدمة المشروع الاستبدادي للجنرالات وخدمة المشروع الصهيوني. يهدمون المساجد، ويعتقلون الأئمة والعلماء والدعاة إلى الله، ويهدمون بيوت المصريين بلا وخز من ضمير أو خوف من الله. يفرضون الجباية والإتاوات الباهظة، وتسببوا في غلاء فاحش طال كل شيء حتى تحولت حياة المصريين إلى جحيم لا يطاق. ما يفعله السيسي اليوم ما كان للاحتلال الصهيوني أن يقدم عليه لو كانوا يحتلون مصر؛ فالسيسي وعصابته هم وكلاء الاحتلال في بلادنا ولا يمكن أن تسن القوانين والتشريعات التي تمس بأمن الكيان الصهيوني القومي حتى لو كان لمصلحة الأمن القومي المصري، ولا يمكن أن يصدر قرار مصري يضر بالكيان الصهيوني. الخلاصة أن الكيان الصهيوني خرج من سيناء نعم بعد مفاوضات كامب ديفيد، لكنها وضعت على رأس السلطة في مصر وكلاء لها يحققون لها جميع المصالح دون أن تخسر شيئا فهو احتلال غير مباشر، أو احتلال بالوكالة، فمتى تتحرر مصر من الاحتلال الصهيوني المتمثل في حكم السيسي ونخبته العسكرية الفاسدة؟