ناقش الدكتور وصفى عاشور أبو زيد ، الأستاذ بفقه المقاصد وعضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، فكرة الانجرار إلى العنف ردا على جرائم الانقلاب اليومية وغير المسبوقة بحق أنصار الشرعية ورافضى الانقلاب. ووجه أبو زيد فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك رسالة إلى الذين يلحون على فكرة اللجوء إلى العنف ردا على مجازر وجرائم مليشيات الانقلاب قائلا لهم:« إلى الذين يستنكرون تأكيد معارضي الانقلاب مع كل حدث على عدم الانجرار إلى العنف، نقول لهم: "الساحة أمامكم، وافعلوا ما شئتم، واتركوا مجال القول إلى ميدان العمل، وكل ميسر لما خلق له!». إلا أن الباحث المتخصص فى فقه مقاصد الشرعية الإسلامية راح يعدد المكاسب التى تحققت ولا تزال تتحقق جراء السلمية وعدم الانجرار إلى العنف فأكد أن«عدم الاستجابة لمخططات الانقلابيين المجرمين بالانجرار إلى العنف حقق - وما يزال يحقق - نجاحات باهرة»، لافتا إلى ضرورة التفريق بين السلمية بمعناها "المستسلم" وبين عدم الانجرار إلى العنف!. ويضيف أبو زيد :«في البداية أقدم المجرمون القتلة على أكبر محرقة في تاريخ مصر ولم يجد نتيجة كان قد رسمها سلفا بإرعاب الشعب وإدخاله تحت الأرض! ثم لجأ إلى الاعتقالات بالجملة فلم يجد ما يتمناه. ثم لجأ إلى التعذيب بأشكاله المختلفة في السجون فلم يصل لغايته. ثم لجأ إلى اعتقال البنات الطاهرات والحكم عليهن بأحكام جنونية، فلم يجد إلا البأس الشديد. ثم لما فشل في هذا كله لجأ إلى أحكام الإعدام بالجملة» مؤكدا أن الانقلاب «لن يصل إلى ما يتمناه مهما فعل». ويرى أبو زيد ضرورة تطوير الأداء على الأرض فى إطار السلمية التى لا تعنى الاستسلام بأى حال قائلا:«عدم الانجرار إلى العنف، والاستمرار في الطريق المرسوم لمقاومة هذا الانقلاب الدموي ودحره، وعدم الاقتصار على أنشطة تضعفه فقط، بل يجب تطوير الحراك لعمل يكسره وينهيه .. كل هذا يزيدهم جنونا». وحول توقيت دحر الانقلاب، وطول الفترة التى يأخذها الانقلاب حتى يسقط يرى أبو زيد أن فى ذلك خيرا على الأصعدة جميعا حيث يختم تدوينته:«لو طال أمد الانقلاب نسبيا بحساباتنا البشرية، ففيه خير كثير على الأصعدة جميعا .. يكفينا منه التمييز الذي نراه، والتمحيص الذي نلمسه، وأن يتمحض أهل الحق لحقهم، وأهل الباطل لباطلهم؛ ليكون البناء - من بعدُ - على رؤية واضحة، وقواعد سليمة، وأساس متين».