هاجم خبراء آثار وتخطيط عمراني حكومة الانقلاب احتجاجا على هدم المقابر التاريخية فيما يعرف لقرافة المماليك الأثرية. وقالوا إن حكومة الانقلاب تقوم بتدمير تراثنا ورغم ذلك يؤيدها بعض المطبلاتية والجهلة الذين لا يعرفون أهمية الحضارة المصرية. وأكد الخبراء أن العالم كله تخلى عن بناء الطرق السريعة السطحية والكباري العلوية داخل المدن، حفاظا على البيئة والهوية البصرية للمدن وتجانسها العمراني منتقدين ما يقوم به نظام الانقلاب من بناء كبارى داخل القاهرة. كانت الدكتورة جليلة القاضي أستاذ التخطيط العمراني في جامعات فرنسا، قد أطلقت حملة توقيعات لرفض للأعمال الجارية في مسار محور الفردوس. صحراء المماليك وقالت حملة التوقيعات في بيان لها إن الموقعين على البيان يعبرون عن صدمتهم في مواجهة ما يسمونه عمليات التجديد العمراني التي تتم في النطاق الشمالي لقرافة المماليك الأثرية. وأشار البيان إلى أن مشروع إنشاء محور علوي يقطع جبانة الغفير بشكل عرضي أدى إلى إزالة عشرات المدافن وتشويه منطقة ظلت محتفظة بتجانسها العمراني والمعماري لأكثر من مائة عام. كما أنه يقطع الهوية البصرية للمنطقة ويدمر وحدتها. وأضاف: هذه المنطقة هي جزء لا يتجزأ من التجمع الجنائزي الهائل الواقع شرق القاهرة ويعرف بصحراء المماليك، ويحتوي على مجموعات جنائزية فريدة لسلاطين وأمراء المماليك وأسرهم، تعتبر من أروع ما أنتجته العمارة المملوكية في العالم الإسلامي، كمجموعات قايتباي وبرقوق واينال وقرقماش، تجاورها قباب منفصلة في تناغم جميل خلدها كبار الفنانين الأجانب في لوحاتهم. وأكد البيان: أن أحواش الفترة الحديثة للعائلات الارستقراطية المصرية لا تقل روعة في عمارتها وحسن بنائها وتفردها، وإن لم تحظ بنفس أهمية آثار العصور الوسطى فإنها تحمل العديد من القيم التاريخية والمعمارية والرمزية والثقافية، فهي تضم رفات أعيان القطر المصري من رواد الحركة الوطنية ودعاة الاستقلال ومؤسسي مصر الحديثة. محور الفردوس فى المقابل زعم الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي عن أعمال هدم بمنطقة جبانة المماليك بما فيها من مقابر تاريخية وآثار إسلامية تعود لنحو 5 قرون، وذلك لإنشاء «محور الفردوس»، كلام عار تماما عن الصحة! وقال طلعت فى تصريحات صحفية إن محور الفردوس بعيد عن الآثار الإسلامية المسجلة بقرافة المماليك بحسب زعمه. وأضاف أنه لم يتم هدم أي أثر، وأن المقابر الموجودة بالصور المنشورة هي مبانٍ غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية وإنها مقابر حديثة وخاصة بأفراد وفق تعبيره. كما زعم طلعت أنه على الرغم من أن هذه المقابر غير مسجلة كأثر، فإن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وجه بتشكيل لجنة علمية فنية لمعاينة الشواهد والأحجار التي تشتمل على نقوش زخرفية أو كتابية ليتم دراستها وبحث إمكانية عرض جزء منها ببعض المتاحف كجزء من تراث مصر المتميز. دود الأرض وفى ردها على المزاعم الانقلابية قالت الدكتورة جليلة القاضي، أستاذ التخطيط العمراني في جامعات فرنسا: “لما ناس مش متخصصة تصدق الكذابين وتردد كلامهم زي الببغاوات ناهيك عن مطبلاتية العصر وكل العصور بتوع افرم افرم، ده مفهوم، دول دود الأرض محدش لازم يلتفت لهم. لكن لما أساتذة جامعة، معماريين ومخططين، كل ما يعلقوا على تدمير تراثنا يبان جهلهم، وتتساءل إزاي دول حصلوا مش على الدكتوراه لكن على البكالوريوس، أو حتى الثانوية العامة يبقى فعلا شئ مؤسف ويكسف. وأضافت: بعض ما قالوا إن ما يحدث عادي خالص لأن الخديو إسماعيل هدم أجزاء من القاهرة القديمة لإنشاء القاهرة الخديوية، وإن عبد الناصر عمل طريق صلاح سالم وهدم أجزاء من الجبانات، هقولهم كمان إن في كل دول العالم، عمليات تحديث المدن أدت لضياع ثروات معمارية، قبل ما ينشأ الوعي بالتراث وضرورة الحفاظ عليه، ودي كانت رحلة طويلة. بدأت في عصر النهضة وأدت إلى الحفاظ على مراحل، الأول الأقدم، حتى الأحدث، الأول الآثار فقط وتوسع المفهوم ليشمل مدن كاملة وبنايات عادية لكنها تحمل قيمة تجعل منها استثناء أو لوجودها في حرم الآثار. وتابعت د.جليلة: أذكرهم أن وثيقة اليونسكو للحفاظ على التراث الإنساني صدرت عام 72 من القرن الماضي، وأن القاهرة التاريخية أصبحت ممتلكا عالميا عام 79 يعني، كل ده حصل بعد عصر إسماعيل بقرن كامل وبعد طريق صلاح سالم بثلاثين سنة، نما خلالها الوعي بالتراث القومي والعالمي، واللي كان مسموح به في الماضي اصبح مممنوع ومجرم بقوانين. بس في البلاد اللي القوانين فيها حبر على ورق، مفيش احترام لا لقانون ولا عرف. واختتمت: النقطة الثانية اللي بيتسموا أساتذة بيجهلوها، إن العالم كله تخلى عن بناء الطرق السريعة السطحية، والكباري العلوية داخل المدن، حفاظا على البيئة والهوية البصرية للمدن وتجانسها العمراني، وإنه بيتجه أكثر فاكثر إلى تقليص الأسفلت لصالح المناطق الخضراء وبيلغي السيارة لصالح المشاة والدراجات وبيرجع التروماي وإحنا بنشيله.