قال تقرير أعدته صحيفة "إسرائيل اليوم" اليومية الصهيونية إن "وحدة البحرية التابعة لحماس المعروفة باسم الكوماندوز، تحوز على مقاتلين مدربين مسلحين بأفضل المعدات التكنولوجية، وتعتبر أهم وحدة للنخبة في الجناح العسكري لحماس، وهدفها شن هجمات عالية الجودة في "إسرائيل" عن طريق البر والبحر، كونها من أكثر الوحدات سرية في كتائب عز الدين القسام". وكشفت الصحيفة أن حماس قامت بإنشاء مرافق التدريب ومستودعات الذخيرة والمعدات العسكرية التي استخدمها الكوماندوز البحري لحماس على طول الساحل في قطاع غزة. ويعتبر الاحتلال بحسب التقرير الذي ترجمه المحلل الفلسطيني عدنان أبوعامر، أن "كوماندوز حماس" البحري أول وحدة رئيسية ذات أهمية في تنظيم بناء القوة العسكرية للحركة، التي تستثمر موارد كبيرة في تحديد وتجنيد وتدريب الأفراد المعينين في وحداتها البحرية". وأشار التقرير إلى أن بناء الكوماندوز البحري لحماس بدأ قبل عقد من الزمان، عقب نهاية عملية الرصاص المصبوب في غزة إبان الحرب الأولى أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009، حيث لم تكن الساحة البحرية في قطاع غزة غريبة أبداً على عناصر حماس المسلحين الذين حاولوا تنفيذ هجمات عن طريق البحر. وأضاف أن قادة الذراع العسكري لحماس استوعبوا أن قوة النخبة البحرية، المدربة جيدا، والمسلحة بأفضل وسائل القتال المتقدمة، ستسهم بشكل كبير في ميزان الردع الذي تحاول حماس إنتاجه ضد الكيان الصهيوني، كما يمكن لهذه القوة البحرية أن تساعد في تهريب الأسلحة من البحر إلى قطاع غزة. عملية زيكيم ولفت التقرير إلى أن القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الجناح العسكري لحركة حماس والموارد المالية المخصصة لقوات الكوماندوز البحري التابعة له، أثبت نفسه بعد سنوات قليلة خلال عملية الجرف الصامد في صيف 2014، حيث تمكن الفلسطينيون المسلحون من التسلل إلى شاطئ زيكيم عن طريق الغوص، واستعدوا لهجوم متعدد الخسائر الصهيونية. التحقيق الذي أجري بعد اختراق شاطئ زيكيم، أظهر التقدم الهائل الذي أحرزه عناصر البحرية لحماس، والاستثمار المالي الضخم الموجه لهذه الوحدة بتوجيه مباشر من قادة حماس في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى، بحسب الصحيفة الصهيونية. وقالت إنه تم تعريف الكوماندوز البحري لحماس على أنه أول قوة للنخبة ذات أهمية في الذراع العسكري للحركة، وتم توجيه أفضل المجندين لحماس لهذه الوحدة، وتدريب العشرات من المقاتلين كل عام في الوحدة، مع تجزئة استخباراتية دقيقة، وخضع المجندون لدورات تدريبية قاسية في البر والبحر، وجربوا واستخدموا أفضل الأسلحة التي تم تهريبها لقطاع غزة، أو صنعت في مصانع حماس العسكرية في قطاع غزة. ولفتت إلى أن "مقاتلي حماس البحريين يعملون على إنشاء بنية تحتية في الساحة البحرية؛ بغرض إلحاق الضرر بالسفن البحرية والأهداف العسكرية "الإسرائيلية" على الساحل؛ وشن الهجمات على البنية التحتية الاستراتيجية "الإسرائيلية" في البحر المتوسط، وتلك المجاورة للشواطئ في جنوب "إسرائيل". وخلص التقرير إلى أنه في السنوات الأخيرة، تم إنشاء مرافق التدريب ومستودعات الذخيرة والمعدات العسكرية التي استخدمها الكوماندوز البحري لحماس على طول الساحل في قطاع غزة، كما تم استخدام مهارات كوماندوز البحرية التابعة لحماس للعمل في نظام الأنفاق المتفرعة تحت الأرض، التابع لحركة حماس والفصائل المسلحة في قطاع غزة. خبير صهيوني ومن جانب آخر، قال الخبير العسكري الصهيوني أمير بوخبوط، إن "الجيش الإسرائيلي يجري عمليات ملاحقة دائمة لغواصي حماس، وهم في طريقهم لتنفيذ هجمات بحرية، لأن حماس تسعى لشن الكثير من هذه العمليات منذ مارس 2010، حين وضعت معلومات استخبارية على مكتب رئيس جهاز الأمن العام-الشاباك يوفال ديسكين عن عودة نشطاء حماس من دورة غوص قتالية في إيران عبر سيناء، ومن هناك عبر الأنفاق لقطاع غزة". وأضاف في تحليل نشره موقع "ويللا" الإخباري الصهيوني، أن "المعطيات الأمنية المتوفرة في إسرائيل تشير لزيادة سفر مقاتلي الكوماندوز الفلسطينيين للتدريب البحري في لبنانوإيران، لأنها البذور الأولى لإنشاء قوة بحرية قوية تسمى "النخبة" للجناح العسكري في حماس، يتم تعريفها الآن على أنها أقوى وحدة بشرية تعمل في قطاع غزة، في ظل السرية التي تعمل بها على مستوى عالٍ جدًا". وحذر "بوخبوط" من أن جهاز الشاباك أوصى الجيش بملاحقة هؤلاء النشطاء فور انتقالهم من الأراضي المصرية إلى الفلسطينية، وكانت الرسالة التي بعث بها كبار مسؤولي الجهاز للجيش أنه "إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة الخطيرة على الأرض، فإن البحرية ستواجهها في البحر، وتلك قصة أخرى"، مع أن ظاهرة الضفادع البشرية التابعة لحماس أثارت انتباه هيئة الأركان العامة للجيش في مرحلة مبكرة". وخلص الخبير الصهيوني إلى أن "حماس" تعتقد أنها ستنجح في مفاجأة "إسرائيل" عبر الساحة البحرية بشكل رئيسي مع الغواصين أو السباحين المحترفين، أو المعدات المتطورة التي تطورها بالمعلومات والمواد الخام التي يتم تهريبها لغزة كأدوات لتعزيز السرعة في الغوص، حماس تصوب عاليا، وتريد ضرب منشأة حساسة في موقع استراتيجي، لهز الاحتلال لجذب انتباه الجمهور الفلسطيني.