أبهر إمام أحد المساجد بكندا آلاف الكنديين المشاركين في وقفة كبيرة ضد العنصرية في أمريكا، في أعقاب مقتل الأمريكي من أصول إفريقية "جورج فلويد"، مؤكدا أن عبارة «لا أستطيع أن أتنفس» التي رددها فلويد قبل مقتله على يد أحد عناصر الشرطة الأمريكية، والتي باتت عنوانا للحراك الجماهيري الواسع على مستوى العالم، أصولها تعود إلى أدبيات الدعوة الإسلامية منذ قرون طويلة. وقال الإمام المُسلم، في مقطع تداوله آلاف النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن مظاهرة في إطار حراك "حياة السود مهمة" بكندا: إن الصحابي "بلال بن رباح" كان أول من قال "لا أستطيع التنفس"، بسبب دفاعه عن الحق في حرية الاعتقاد والحق في الحرية عموما ضد جميع أشكال العبودية. ووصف الإمام الصحابي "بلال" بالناشط المسلم الأسود، الذي وقف من أجل الحق، وتعرض للتعذيب بسبب لون بشرته ودينه. وهو ما قوبل بتصفيق حاد من المشاركين. وأضاف الإمام المسلم "نحن نرفض الظلم بكل أشكاله"، مستدلا بواقعة جرت بين الصحابيين بلال وأبي ذر الغفاري؛ إذا عاير أبو ذر بلالا بلون بشرة أمه؛ قائلا "يا ابن السوداء"؛ فغضب بلال، وانطلق يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغم محاولات أبي ذر الاعتذار لبلال، إلا أنه أصر على تقديم شكواه إلى النبي محمد الذي عاتب أبا ذر قائلا: «إنك امرؤ فيك جاهلية». وهو ما قوبل بحماس شديد من المشاركين، وزاد حماس الجماهير عندما أكد الإمام المسلم أن النبي محمد يؤكد أن ربكم واحد وأباكم واحد، ألا لا لفضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى. وهو ما قوبل بترحيب حار من جانب آلاف المشاركين ومنظمي الفعالية. https://www.youtube.com/results?search_query=canadian+Imam نظام الإسلام المتكامل ضد العنصرية وردًّا على سؤال حول حل مشكلة العنصرية من المنظور الإسلامي، أوضح فصل الشيخ أحمد ديدات- عليه رحمة الله- هذا الموضوع مستدلا بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، موضحا أن الآية القرآنية توجهت بالخطاب لكل الناس "يا أيها الناس"، والهدف هو التعارف وليس التمايز والعنصرية لكي يقضي بعضكم على بعض. ويشير الشيخ أحمد ديدات إلى أن التقوى هي المعيار العادل والوحيد الذي وضعه الله تعالى للتفاضل بين الناس. ففي الإسلام، لا يقيم الله تعالى وزنا للعرق أو اللغة أو اللون. لافتا إلى أن الإسلام ككل الديانات السماوية السابقة يؤكد على سمو الله وتساوي البشر، لكنه لم يكتف بذلك بل وضع نظاما عمليا لحل مشكلة العنصرية وتأكيد المساواة والإخاء بين البشر. ويتمثل هذا النظام في مجموعة إجراءات، منها الأمر بصلاة الجماعة خمس مرات في اليوم والليلة حيث يجتمع المسلمون في الصلاة، القدم في القدم والكتف في الكتف، لا فرق بين عربي وأعجمي أو أبيض وأسود أو غني وفقير. ولا يجوز للمسلم العربي أو الأبيض أو الغني ممارسة العنصرية بأن يجعل بينه وبين أخيه المسلم الأعجمي أو الأسود أو الفقير فُرُجا لشيطان العنصرية. ويوضح أن الهدف من صلاة الجمعة كل أسبوع وصلاة العيد هو تكاتف الناس وتعارفهم في محبة، بلا اعتبار للفقر أو الغني أو لون البشرة، وعلى مستوى عالمي هناك فريضة الحج كل عام حيث يرتدي الناس جميعا لباسا واحدا، هذا إفريقي وهذا هندي وهذا تركي وهذا ألماني، فالجميع أمام الله سواء. ويؤكد ديدات أن هذا النظام العملي المتكامل هو الذي يقضي على الفوارق العنصرية بين الناس؛ ولهذه الأسباب فإن المجتمعات الإسلامية هي الأقل عنصرية بين جميع المجتمعات؛ والفضل في ذلك يعود للنظام الكامل الذي وضعه الإسلام.