واصلت قوات حكومة الوفاق الليبية تكبيد مليشيات الانقلابي خليفة حفتر خسائر فادحة في محاور القتال بمحيط العاصمة طرابلس، بالتزامن مع استمرار هروب المليشيات الأجنبية التي جلبها حفتر في وقت سابق للقتال بجانبه في حربه ضد طرابلس. هزائم حفتر وقالت “عملية بركان الغضب”، عبر صفحتها علي موقع “فيسبوك”، إن “أبطال لواء المحجوب التابع لقوات المنطقة العسكرية الوسطى تقدموا بقوة في محور الرملة ومحيط مطار طرابلس”، لافتا إلى أنه تمت السيطرة على سيارتين مسلحتين”، مشيرا إلى أنه جرى تدمير 6 سيارات مسلحة أخرى، إلى جانب انتشال عدد من جثث عناصر حفتر، بعد هروب المليشيات التابعة له في هذه المحاور. يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه وكالة ديمير أورين “DHA” التركية، عن تخلي سوريين تابعين لبشار الأسد عن عقودهم التي وقعوها للقتال مع مليشيات خليفة حفتر في سوريا، ونقلت الوكالة التركية، عن مصادر محلية، أن الشبان السوريين كانت مهمتهم تأمين الحماية لمليشيا حفتر بحسب عقد الاتفاق، مشيرة إلى أن الشبان السوريين تراجعوا عن الاتفاق عندما أدركوا أن آخرين جاءوا إلى منطقة التجمع في حمص كُلفوا بمهمة القتال في ليبيا. وأشارت إلى أن روسيا أرسلت 150 شخصا من موالي النظام السوري من منطقتي زاكية وكسوة قرب العاصمة دمشق، إلى ليبيا، مقابل راتب شهري بين 1000 و1500 دولار شهريا، وتم إحضار المرتزقة السوريين الموالين للنظام إلى قاعدة حميميم الروسية قبل نقلهم للقتال في صفوف حفتر بليبيا. لافتة إلى أنه قبل نحو عشرة أيام، أرسلت روسيا نحو 600 مقاتل من مدينة حمص وسط سوريا، وعدة مئات من المرتزقة في مناطق مختلفة من سوريا في بداية مايو إلى ليبيا. وتزامن ذلك مع تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو، على خلفية إرسال روسيا مقاتلات حربية إلى ليبيا لدعم قوات حفتر. وذكرت صحيفة “لانووفا بوصولا كوتيديانا” الإيطالية، أن “الغموض لا يزال يكتنف عملية إرسال ثماني مقاتلات روسية لتعزيز قوات حفتر، والتي تراجعت في جبهات عدة بمحيط العاصمة طرابلس”، لافتة إلى أن الطائرات الروسية هبطت في قاعدة الخادم بالقرب من طبرق. الدور الروسي وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القاعدة استضافت منذ سنة 2016 أنواعا مختلفة من الطائرات بدعم وتمويل إماراتي، ثم نقلت جزئيا إلى قاعدة الجفرة في الأيام الأخيرة، وذلك حسبما تؤكده صور الأقمار الصناعية، مرجحة أن تكون الطائرات الروسية اتجهت إلى قاعدة حميميم لإخفاء هويتها العسكرية، قبل وصولها إلى ليبيا. وأوضحت الصحيفة أن “هناك ست مقاتلات من طراز ميغ-29 وطائرتين من طراز سو-24، وصلت إلى ليبيا قادمة من سوريا، ترافقها مقاتلتان روسيتان حديثتان للغاية من طراز سوخوي سو-35، قبل أن تعود هذه الطائرات إلى سوريا مرة أخرى”، وتطرقت الصحيفة إلى إعلان القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، بأن عدد الطائرات الروسية التي وصلت إلى ليبيا بلغ 14 طائرة. ونقلت الصحيفة عن الجنرال في الجيش الأمريكي قائد أفريكوم، ستيفن تاونسند بقوله إن “روسيا تحاول تغيير الوضع لصالحها في ليبيا”، لافتا إلى أن “موسكو تحاول توسيع نفوذها العسكري في إفريقيا، باستخدام المرتزقة الروس مثل “مجموعة فاغنر”، مشيرة إلى أن الجنرال في القوات الجوية الأمريكية جيفري هاريجان، رأي أنه “إذا استولت روسيا على القاعدة الليبية، فإن الخطوة المنطقية التالية، هي أنها ستنشر قدرات دفاع جوي دائمة بعيدة المدى”، وذلك في إشارة إلى إمكانية نشر بطاريات إس-400 على غرار ما حدث في سوريا.