نشرت وكالة “سبوتنيك” الروسية تقريرًا حول الضغوط التي تمارسها المملكة العربية السعودية على الفلسطينيين للقبول بصفقة القرن، التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتصفية القضية الفلسطينية. وقال التقرير، الذي ترجمته “الحرية والعدالة”، إن المملكة العربية السعودية، التي كانت معادية لإسرائيل لعقود، غيرت سياستها- كما يعتقد مسئول تربطه علاقات وثيقة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان- على الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية الكاملة ليست ممكنة بعد، إلا أنه يعتقد أنها مسألة وقت فقط إلى أن يجمد الجليد بين الدولتين. وأضاف التقرير أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد في منتصف فبراير، إن بلاده مستعدة لتطوير علاقاتها مع إسرائيل ما إن تتوصل الدولة العبرية إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وأوضح التقرير أنه في حين اعترضت السعودية رسميا على إنشاء دولة الاحتلال في عام 1948، ورفضت إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية، فقد زعمت التقارير أنها تطور علاقاتها مع تل أبيب، على الرغم من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لم يتم حله منذ عقود. التهديد الإيراني وأشار التقرير إلى أنه في يناير، على سبيل المثال، أعطت وزارة الداخلية بحكومة الاحتلال الضوء الأخضر للإسرائيليين لزيارة المملكة العربية السعودية ل”أغراض دينية وتجارية”، وهي خطوة غير مسبوقة سارعت الرياض إلى التنديد بها، حيث أصدر الأمير فيصل بيانا قال فيه إن بلاده ليست مستعدة لقبول الإسرائيليين بعد. وفي وقت لاحق، أشارت وسائل الإعلام الصهيونية إلى أن السعوديين على استعداد لشراء أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية من القبة الحديدية، والتي تهدف إلى حماية المملكة من إيران وحلفائها الحوثيين في اليمن. وعلى غرار دولة الاحتلال، تنظر المملكة إلى البرنامج النووي الإيراني بعين الريبة، خوفا من أن طهران تطور أسلحة دمار شامل تستخدم يوما ما ضد المملكة العربية السعودية، وترفض الجمهورية الإسلامية هذه الادعاءات، قائلة إن البرنامج مخصص للأغراض السلمية فقط. كان هذا التصور المشترك ل”التهديد الإيراني” هو الذي دفع القادة السعوديين إلى البدء في الميل نحو إسرائيل، لكنه لم يكن العامل الوحيد. ويقول مسئول سعودي، وافق على التحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الرياض أصبحت تعترف ب”الدور الإيجابي الذي لعبته إسرائيل في المنطقة”، وبدأت تدرك أن “التعاون يحتاج إلى استبدال الصدام المستمر” النموذجي في الشرق الأوسط. القضية الفلسطينية وبحسب التقرير فإن التعاون بين إسرائيل والعرب لم يكن سهلا، والواقع أنه من بين 13 دولة عربية وقعت دولتان فقط معاهدتي سلام مع إسرائيل: مصر في عام 1979 والأردن في عام 1994. ويتردد آخرون في أن يحذوا حذوهم ما دامت القضية الفلسطينية لم تحل، وعلى الرغم من أن اتفاقات أوسلو الموقعة في عام 1993 بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية نصت على المضي قدما في هذا الاتجاه، فإن دولة فلسطين التي تطالب بالضفة الغربيةوغزة لا تزال غير معترف بها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والعديد من البلدان الأوروبية، مع اقتراب محادثات السلام في أي مكان. ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول تغيير هذه المعادلة. وفي نهاية يناير، ووقوفا إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طرح خطته للسلام “صفقة القرن”، التي تهدف إلى وضع حد للصراع. وتفترض هذه المبادرة مسبقا اعتراف إسرائيل والولايات المتحدة بدولة فلسطين، بشرط أن يتخلى الفلسطينيون عن نضالهم المسلح وينزعوا سلاح حماس، وهى جماعة إسلامية تسيطر على قطاع غزة الذى صنفته إسرائيل كمنظمة إرهابية . وكجزء من الاتفاق، تعهدت واشنطن أيضا بضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد الفلسطيني ووعدت بالاستثمار في بنيتها التحتية، غير أن الفلسطينيين سيخسرون غور الأردن، الذي يقع في الضفة الغربية وموطن العديد من المستوطنات اليهودية، وقد أثار الاقتراح ضجة بين الفلسطينيين الذين رفضوا الاقتراح وقاموا باحتجاجات متعددة ضده. كما جرت مظاهرات مماثلة في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، وبعد وقت قصير من الإعلان خرج الآلاف إلى الشوارع فى المغرب والأردن ولبنان منددين بخطة السلام الأمريكية وأحرقوا أعلاما أمريكية وإسرائيلية . السعودية تدعم صفقة القرن وأعلنت الرياض دعمها لصفقة القرن، وأشاد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالاتفاق قائلا إنه يتضمن عناصر إيجابية للمفاوضات. وأكد مصدر مطلع في الرياض، مرتبط بأعلى المستويات في الحكومة، بما في ذلك ولي العهد نفسه، ارتياح السعوديين للخطة. وقال المصدر السعودي، إن المبادرة الأولى من هذا النوع عرضت على الفلسطينيين في عام 1947، عندما قررت الأممالمتحدة تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب مع تحول القدس إلى مدينة دولية- وهي خطة رفضتها القيادة الفلسطينية بسرعة- كما قُدم اقتراح آخر إليهم بعد سنوات، في عام 2008، عندما عرض رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت إخلاء المستوطنات الإسرائيلية الكبرى وتقسيم القدس. ولكن هذا العرض رُفض أيضا. وأضاف المصدر أن المشكلة هي أنه من الصعب إرضاء الفلسطينيين. كما أن لدينا ميلًا إلى الاعتقاد بأن بعض عناصر قيادتهم مهتمة بإبقاء الصراع على قيد الحياة لمواصلة الحصول على تبرعاتنا السخية. وأوضح أنه منذ عام 2000 وحتى عام 2018، منحت المملكة الفلسطينيين أكثر من 6 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية، كما ضخت بلدان خليجية أخرى مبالغ كبيرة من المال في مساعدة الفلسطينيين، ولكن الآن، للحصول على المال، سيحتاج الفلسطينيون إلى إظهار نوايا حقيقية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. العلاقات مع الرياض لن تأتي بسهولة وأشار المسئول إلى أن دولة الاحتلال سوف تحتاج إلى تقديم تنازلات جدية أيضا، “لإعطاء الفلسطينيين وسيلة للخروج دون فقدان كرامتهم”، ولكن هذا لا يعني أنه سيكون كافيا للرياض لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الدولة اليهودية. وكشف عن أن السبب الرئيسي لذلك هو الرأي العام السعودي الذي “غسل دماغه قناة الجزيرة”، وأنه لا يريد أن يرى تطبيع العلاقات مع تل أبيب. وكشف استطلاع حديث للرأي أجراه موقع تويتر، وأجاب عنه آلاف المستخدمين، أن 47 في المئة من السعوديين لا يؤيدون فكرة إقامة علاقات مع إسرائيل. ويعتقد 33 فى المائة فقط أنه يمكن إقامة علاقات . وقد يشكل العاهل السعودي الملك سلمان أيضا عقبة أمام إقامة العلاقات، بما أن القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص عزيزة على قلبه، لكن التهديد المحتمل لإيران والاهتمام المتزايد لقادة الأعمال في الخليج قد يغيران رأيه. وقبل ظهور COVID-19 الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأرواح، كانت الإمارات العربية المتحدة تخطط لفتح الأبواب أمام معرض دبي في أكتوبر 2020 للمشاركين الإسرائيليين، وقد غيّر تفشي الوباء تلك الخطط. رابط التقرير: https://sputniknews.com/analysis/202004191079017241-tired-of-israeli-palestinian-conflict-riyadh-to-press-sides-to-take-or-leave-trumps-peace-deal/