قالت وكالة "سبوتنيك" للأنباء: إن نوابا أمريكيين من الولايات المنتجة للنفط وجهوا انتقادات إلى السفير السعودي في اتصال هاتفي ساخن، وهددوا بإعادة التفكير في العلاقات الدبلوماسية مع المملكة، بحسب ما جاء في رواياتهم. وأضافت الوكالة في تقرير "ترجمته الحرية والعدالة" أن عضو مجلس الشيوخ في ألاسكا دان سوليفان، قال خلال جلسة الكونجرس: "إننا لن نعيد تقييم الأمور بشكل أساسي فحسب، بل سنتخذ إجراءات من شأنها أن تقوض العلاقة الطويلة الأجل التي أيدها كثيرون منا". وأوضحت أن سوليفان استعرض تفاصيل مكالمة أجراها هو والعديد من زملائه في مجلس الشيوخ الأمريكي مع السفير السعودي الأميرة ريما بنت بادنار آل سعود، في أواخر مارس. وأشار سوليفان في حديث مع قناة "سي إن إن" إلى أن الأميرة ريما حاولت توضيح وجهة نظر حكومتها، ولكن أعضاء مجلس الشيوخ الغاضبين قاطعوها. وتابع سوليفان قائلا: "قلت للسفير، مع كل الاحترام الواجب، لا أريد أن أسمع أي نقاطا من كلامك حتى تسمعين من الجميع، أعتقد أن هناك 11 أو 12 صوتا في المكالمة"، مضيفا أن أعضاء مجلس الشيوخ "لا يخدعون". وأردف: "لقد نظمت هذا الاجتماع حتى يتسنى لكي أن تسمعي الغضب من أصوات أعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا يدعمون تقليديا العلاقات الأمريكية السعودية". ووفقا لمصدر، لم يذكر اسمه، كان مشاركا في الاجتماع، قال السيناتور تيد كروز من تكساس إن ولايته "غاضبة"، مضيفا: "أن غضب أعضاء مجلس الشيوخ لم يكن كأي شيء سمعته من هذه المجموعة". انهيار سوق النفط وقد انكمش قطاع النفط بشكل كبير بسبب تفشي وباء كورونا الذي تسبب في انخفاض حاد في الطلب على النفط، وقد تفاقم هذا الانكماش بسبب النزاع حول خفض الإنتاج بين المملكة العربية السعودية وروسيا، وبعد انهيار الاتفاق في 1 أبريل، أغرق السعوديون السوق بالنفط الرخيص، ونتيجة لهذا فقد هبطت أسعار النفط في شهر مارس إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وبدأت الشركات الأمريكية في الاستغناء عن الموظفين لخفض التكاليف، وقامت شركة هاليبورتون العملاقة لحقل النفط في تكساس بتسريح 3500 عامل لمدة شهرين، بينما قامت شركات أباتشي، وتيناريس إس إيه، وفتس انترناشيونال بفصل أكثر من 400 موظف. وقدم عضو مجلس الشيوخ الجمهورى يوم الخميس تشريعا لإجلاء القوات الأمريكية من السعودية فى محاولة للضغط على المملكة كما وردت أنباء عن أن اقتراح بفرض رسوم على واردات البترول ووقف المساعدات العسكرية للسعودية. وكان لهبوط الأسعار تأثير كبير خصوصا على الخام الصخري؛ حيث السعر الأكثر نفوذا أعلى من سعر النفط التقليدي. ويتوقع المحللون أن تخسر صناعة النفط من 50 إلى 75 ألف فرصة عمل إذا ما استمرت الأسعار في الانخفاض في الوقت الذي تتجاوز فيه مطالبات العاطلين في الولاياتالمتحدة 16 مليون وظيفة. صفقة أوبك بلس ويعتمد الكثيرون الآن على التطورات الدبلوماسية، وكانت السعودية وروسيا ودول أخرى مصدرة للنفط قد وافقت مبدئيا مساء الخميس على خفض إنتاجها 10 ملايين برميل يوميا في مايو ويونيو. وسيشهد هذا الاتفاق انخفاض إجمالي الإنتاج اليومي إلى 8 ملايين برميل يوميا أقل من الوقت المسجل في عام 2018 لبقية العام، ثم إلى 6 ملايين برميل يوميا أقل من حجم الإنتاج القياسي من يناير 2021 إلى أبريل 2022. ولم يتم بعد الانتهاء من الاتفاقية؛ حيث رفضت المكسيك، وهي دولة مصدرة كبيرة للنفط، الخفض المقترح إلى 350 ألف برميل يوميا أقل من الرقم القياسي، وقالت إنها لن تتمكن من خفض الإنتاج إلا بمقدار 100 ألف برميل، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدخل وعرض تعويض حصة المكسيك ب 250 ألف برميل إضافي، وقد وافقت المكسيك على ذلك، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد قبلت الفكرة. ويشير الخبراء إلى أن التخفيضات التي من المقرر أن تصبح الأكبر في التاريخ لن تكون كافية لدعم الأسعار؛ نظرا للتوقعات بأن يصل تدمير الطلب على النفط إلى أي مكان يتراوح بين 20 إلى 30 مليون برميل يوميا، وهو ما يزيد كثيرا على ما هو مقترح حاليا. ومن المتوقع أن تبحث السعودية والمكسيك اليوم السبت إزالة العقبة الأخيرة، وسيتحدث أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى أيضا مع وزير الطاقة السعودى فى وقت لاحق اليوم. واختتم سوليفان حديثه لقناة سي إن إن قائلا: "سنرى ما يقوله". "ولكن في هذه المرحلة سوف تكون الأفعال أشد صوتا من الأقوال". رابط التقرير: https://sputniknews.com/world/202004111078915380-oil-anger-us-senators-threaten-saudi-arabia-with-diplomatic-retaliation-amid-price-war–report/