تعيش دول من العالم حربًا من نوعٍ جديدٍ، إذ فجّر وباء كورونا حرب تصريحاتٍ واتهاماتٍ بعمليات قرصنةٍ وسطوٍ على معدات ومواد طبية، أبطالها ليسوا عصابات إجرامية بل إنهم دول وحكومات، في مشهد يعيد الذاكرة إلى سنوات من حوادث القرصنة بمنطقة القرن الإفريقي وخليج عدن. وزير التجارة في تونس كان قد أعلن، في تصريحات إعلامية محلية، عن عملية سرقة في عرض البحر تعرضت لها باخرة شحن محملة بمادة الكحول الطبي، كانت متوجهة إلى تونس من الصين، وتم تحويل وجهتها إلى إيطاليا. واعتبر الوزير محمد المسيليني، في تصريحات إعلامية محلية، أن جميع الدول الأوروبية تعيش حالة من الهستيريا، ولذلك حدثت سرقة معدات خوفًا من هذا الفيروس. حرب بين فرنسا وأمريكا ولم يكتف فيروس كورونا بحربه مع البشرية التي تتفنن في أشكال مقاومته، بل بات يعيش على افتعال الأزمات بين الدول. وهو ما فعله الفيروس في أزمة الكمامات الصينية، التي تتسابق عليها كل من فرنسا والولايات المتحدة. وقال جان روتنر، رئيس منطقة جراند إيست الفرنسية التي تأثرت كثيرا بالوباء، إن أقنعة طلبت فرنسا شراءها من الصين، يقوم الأمريكيون بشرائها على مدارج المطارات الصينية. وأضاف في حديثه لإذاعة "آر تي إل": "الأمريكيون يدفعون نقدا ثلاث أو أربع مرات ثمن الأقنعة الواقية التي طلبناها، وبالتالي علينا أن نحارب بقوة". قرصنة إيطاليا وتعرضت إيطاليا بدورها إلى "عملية سرقة من جارتها التشيك"، بحسب وسائل إعلام إيطالية، والتي أعلنت "استيلاء سلطات براغ على الآلاف من الكمامات الطبية كانت مرسلة من الصين إلى إيطاليا"، في حين أكدت التشيك أنها "صادرت الأقنعة في إطار عملية ضد مهربين". وبحسب ما نشرته صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، فقد قامت التشيك بمصادرة الآلاف من الأقنعة الطبية الموجهة من الصين نحو إيطاليا تحت غطاء عملية أمنية ناجحة لشرطة براغ في إحباط عملية تهريب لمئات الآلاف من الأقنعة الطبية خارج البلاد. وأقرت سلطات التشيك على لسان وزير داخليتها، يان هاماتشيك، بمصادرتها 680 ألف قناع واق، وأجهزة تنفس في مستودع شركة خاصة في لوفوسيتشي بشمال براغ، وبعد تحقيقات تبين أن جزءا قليلا من هذه المصادرة هي هبة صينية لإيطاليا، معربا عن أسفه للحادثة، وأن بلاده تجري مشاورات مع الصينوإيطاليا. سطو ألماني وفيما يواصل وباء كورونا حصد الأرواح، خاصة في أوروبا، لم تسلم ألمانيا بدورها من عملية السرقة والسطو على معدات طبية وشبه طبية، نقلا عن وسائل إعلام ألمانية. وأعلن موقع "شبيغل أون لاين" عن "اختفاء ستة ملايين كمامة طبية للحماية من عدوى كورونا في أحد مطارات كينيا، كانت في طريقها إلى ألمانيا"، فيما أكدت وزارة الدفاع فتحها تحقيقا في الأمر. ولم يستبعد الموقع الألماني فرضية سرقة الشحنة الطبية من قبل لصوص في المطار، ومن ثم بيعها في الأسواق الكينية، في ظل ارتفاع موجة الطلب العالمي على الكمامات بعد انتشار وباء كورونا. كورونا ينعش تركيا يأتى هذا فى الوقت الذى تتبارى مصانع النسيج ومشاغل الخياطة في تركيا على إنتاج الكمامات الواقية من فيروس "كورونا" لتصديرها نحو الخارج، في وقت تحولت فيه البلاد إلى قبلة لرجال الأعمال والمستوردين الباحثين عن هذا المنتج من حول العالم. وخصص العديد من المصنعين وأصحاب مشاغل النسيج خطوط الإنتاج فيها لتلبية الطلب المرتفع على هذه الكمامات، وأوقفوا العمل في إنتاج المنسوجات الأخرى، نظرًا للعائد الضخم الذي تدره تجارة الكمامات قياسا بغيرها، والذي يتراوح بين أربعين وخمسين ضعفا. وتحتل طلبات الكمامات والأقنعة الواقية من الفيروسات حيزا كبيرا في المتاجر الإلكترونية، وتعطي المساحات الأولى في تطبيقات "أليش فريش" الخاصة بالتسوق في تركيا، كما يستخدم الوسطاء وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن زبائن محتملين للكمامات. الكمامة ب5000 دولار مع مخاوف انتشار فيروس كورونا الجديد، زاد الإقبال على الكمامات الواقية. ولم يتوان البعض في استغلال هذا الوضع في إيطاليا لتحقيق أرباح خرافية، وبات الحصول على الكمامات شبه مستحيل، نظرا لأسعارها الباهظة. لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، تهافت الإيطاليون على شراء الكمامات الواقية، الأمر الذي أدى إلى نفاد هذه المنتجات من صيدليات كثيرة. وجاء في موقع "فوكوس" الألماني أن تجارا مجرمين في إيطاليا استغلوا مخاوف الناس من فيروس كورونا ليصل ثمن الكمامة الواحدة إلى خمسة آلاف يورو (5513 دولارا). سبوبة على الماشي وتدخل الجيش المصري لجنى الأرباح فى ظل نقص الكمامات والمطهرات، حيث قررت وزارة الإنتاج الحربي، بدايةً من اليوم، تصنيع كميات من المواد المطهرة والمعقمة والكمامات. صلاح جمبلاط، رئيس القطاعات الفنية بالهيئة القومية للإنتاج الحربي، تحدث أنه خلال ال48 ساعة الماضية، تم إنشاء خط إنتاج لتصنيع الماسك "3 إم" المعتمد عالميًا والمقاوم للفيروسات، بطاقة إنتاجية بلغت 40 ألف ماسك في اليوم، موضحًا أنه جارٍ رفع الطاقة الإنتاجية خلال أيام إلى 100 ألف ماسك يوميًا. وأضافر جمبلاط- في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة- أن هناك 3 من شركات الإنتاج الحربي (مصانع 18، 45، 81 الحربية) تصنع المطهرات بأنواعها، مثل الكحول الإيثيلي بتركيز 70% والمتوفر بسعر التكلفة، بعبوات تبدأ من 175 مللي حتى 4 لترات (بطاقة إنتاجية تبلغ 10 طن/اليوم)، والجيل المعقم للأيدي، إلى جانب المطهرات العادية، مثل الكلور والمطهر الطبي، بالإضافة إلى إنتاج الفورمالدهايد الذي يُستخدم في تطهير المزارع والأرضيات والأسطح (بطاقة إنتاجية تبلغ 100 طن/اليوم).