هزيمة كبيرة وقاسية وجهها رجائي عطية، رجل القانون المقرب من أجهزة الدولة والمقرب من سلطات مبارك وصاحب منهج تقديم الخدمات في برامجه الانتخابية، للناصري سامح عاشور الذي خلع ثوب الناصرية منذ الانقلاب العسكري في 2013، ولبس ثياب العسكرية، معاديا كل قيم الحرية ومصالح المحامين، ومطبقًا سياسات السيسي القسرية ضد شباب المحامين وقياداتهم. وساد جدل صاخب داخل الأوساط السياسية المصرية بعد الإعلان عن فوز المحامي الشهير رجائي عطية بمنصب نقيب المحامين، وإطاحته بالنقيب الناصري سامح عاشور. فالنقيب السابق تمت مهاجمته بضراوة، وتم اتهامه بالوقوف في خندق الانقلاب، بل تخليه عن عدد كبير من المحامين تم الزج بهم في غياهب السجون والمعتقلات المصرية. أما النقيب الحالي، رجائي عطية، فكان هو الآخر هدفا لهجوم ضارٍ، وتم اتهامه بما ظهر وما بطن من التهم، أشهرها موقفه المؤيد لسعودية جزيرتي تيران وصنافير، وتقديمه 20 حجةً تدعي ملكية السعودية للجزيرتين، وهو الأمر الذي اعتبره البعض نقطة سوداء في تاريخ عطية. الفقيه الدستوري نور فرحات كان ممن ذكّروا بتأييد رجائي عطية لسعودية جزيرتي تيران وصنافير، وكتب متسائلا مستنكرا: "هل سيرفع علم السعودية أعلى نقابة المحامين؟ وهل ستحصل النقابة لأعضائها على تأشيرات مجانية لزيارة الجزيرتين السعوديتين”؟. هل ولّى زمن الناصريين؟ أعلنت الجمعية العمومية لنقابة المحامين عن فوز رجائي عطية بمنصب نقيب المحامين، وكتب الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد قائلا: "هل يجوز القول إن إحدى دلالات فوز رجائي عطية الساحق على سامح عاشور هي الغضب على الناصريين سواء قدامى أو جدد أو منتسبين؟”. ما كتبه حماد أثار جدلا بين متابعيه الذين انقسموا في تعليقاتهم، حيث قال قائل منهم: "من الأساس عاشور خلع قميص عبد الناصر عندما وجد أنه لن يضيف له أي منفعة أو مصلحة شخصية ومن زمن بعيد. هو فى رأيي انتهازي يمكنه أن يلبس أى قميص لأى أحد عندما تكون هناك مصلحة ويمكنه أيضا خلعه بكل سهولة". أما د. مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقد علق بقوله: "كنت بعيدا عن متابعة أجواء الحملات الانتخابية في نقابة المحامين، وأدهشني دخول رجائي عطية المعركة على مقعد النقيب متأخرا بعض الشيء، ولا يبدو لي أن سقوط سامح عاشور هذه المرة هو بسبب ناصريته، لأن انطباعي هو أنه لم يدخل الانتخابات ببرنامج ناصري، ولأنه مع غياب السياسة في المجتمع، أصبح الأمر الحاسم في الانتخابات النقابية هو قدرة المرشح على تقديم الخدمات، وبطبيعة الحال فإن المرشحين الأقدر على الوعد بتقديم الخدمات هم الأكثر قبولا من أجهزة الدولة. ويبدو أيضا أن الآلة الانتخابية لسامح عاشور فقدت فعاليتها، وربما لم تعد مناسبة لأجيال شابة من المحامين. وعلى أي الأحوال رجائي عطية شخصية محترمة ولها قبول واسع في المجتمع، وهو، شئنا أم أبينا، جاء باختيار المحامين، إذا صحت توقعات الصحف الحكومية، ومع تأييده لتسليم الجزيرتين للسعودية، فلا أظن أنه كان صانع القرار”. من جهته قال د. أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة: إن الذي هزم سامح ليس رجائي عطية بل هو سامح عاشور. وتابع نور: "هذه هي خطاياه السبع: 1- الغرور 2-حب السلطة و المال 3-أحاط نفسه بالفسدة و المنافقين.. مصر تتطهر من يناير وكل ما له صلة ب25 يناير، وكل من ابتزها بيناير #رجائى_عطية نقيبا لمحامي مصر. 4-تعالى على المحاماة كمهنة وعلى المحامين 5-اهتم بالمباني ونسي البشر 6-أسقط الدور الوطني للنقابة 7-فصّل قانونا كي يبقي”. وأنهى متسائلا: “فهل يعي خلفه الدرس؟”.