مثل فرائسه من البشر، يواصل فيروس كورونا المستجد هجومه بشراسة على اقتصاديات المنطقة، موجهًا ضرباته إلى أسواق النفط والسياحة والتجارة، ما تسبب في خسائر فادحة تبدو مؤهلة للزيادة في حال استمرار الفيروس لفترة أطول . الفيروس الذي تنكّر له النظام في مصر على مدى أسابيع في محاولة تجاوز تداعياته السلبية على القطاع السياحي، قدمت الأرقام المعلنة آنفا ترجمة سريعة لهذه التداعيات على الاقتصاد المصري، لتكشف الحجوزات عن ضربة موجعة أصابت القطاع خلال بضعة أيام تراجعت فيها إلى نحو 70%، فيما تكبدت البورصة خسائر قياسية قدرت بنحو 50 مليار جنيه خلال يومين من التداول. أرقام تبدو هينة بالنظر إلى ما سببته فوضى كورونا في دول الخليج العربي التي هوت أسواقها بشكل جماعي، لتواصل رحلة سقوط مدوٍ بفعل انهيار أسعار النفط الخام واستمرار الفيروس في وضع الأسواق تحت الحجر الصحي، بعد تقليص رحلات السفر والتجارة وحظرها في بعض البلدان. فلم تمض ساعات على فشل اجتماع أوبك للدول المصدرة للنفط حتى بدأت حرب تكسير عظام جديدة بين أكبر دولتين منتجتين للنفط السعودية وروسيا، حرب بدأت عمليًا يوم السبت بعد أن فشلت الرياض في إقناع موسكو بالموافقة على إجراء خفض كبير في حصص الإنتاج النفطي لوقف تدهور أسعاره. يكفي أن تعرف أن عملاق النفط العالمي، شركة أرامكو السعودية، خسرت في اليومين الماضيين أكثر من 20 مليار دولار من قيمتها التي باتت في حدود تريليون و500 مليار دولار بعيدا عن مستوى تريليوني دولار، الذي أصر عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل إدراج الشركة في السوق. فوضى الأرقام تلك انعكست كذلك على كرة القدم التي باتت تلعب خلف الأبواب الموصدة، البداية كانت من الدوري الإيطالي قبل أن تمتد إلى كثير من أنحاء المعمورة، لنشهد اليوم سجالا نادرا بين مشجعي كرة القدم عن أولوية حضور الجماهير وفي أي المنافسات. لا يستطيع خبير إحصاء مليارات الدولارات التي خسرتها دول العالم خلال الأيام القليلة الماضية جراء انتشار الفيروس، فالأمر يحتاج إلى دراسات متأنية فيما تتعمق تلك الخسائر يوما بعد يوم، طالما لم تنته إلى دراسة الأوْلَى بالنظر في التنبؤ بنهاية تلك الموجة مع احتواء انتشار الوباء . أصاب فيروس كورونا الجديد قطاع السياحة المصري بضربة موجعة، بعد أن كشفت مصادر مطلعة عن تراجع الحجوزات الجديدة بأكثر من 70% في وقت كانت الحكومة تنتظر تعافيا للقطاع المأزوم منذ سنوات، كما هوت مؤشرات البورصات الخليجية بشكل جماعي لتواصل رحلة السقوط بفعل انهيار أسعار النفط الخام. إلى ذلك أعلنت شركة أرامكو السعودية عن تلقيها تكليفا من الحكومة اليوم برفع مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى إلى 13 مليون برميل يوميا من 12 مليونا يتم إنتاجها حاليا، وذلك بعد إعلان روسيا عن زيادة إنتاجها في أبريل المقبل، ما يعني مضي المملكة في واحدة من أشرس الحروب النفطية ضد موسكو في تنافس على أسواق دولية تشهد تراجعا في الطلب النفطي بسبب تفشي فيروس كورونا. قناة "مكملين" ناقشت، عبر برنامج "قصة اليوم"، تداعيات انتشار فيروس كورونا، وكيف بات العالم تحت الحجر الصحي خشية الفيروس القاتل. الدكتور نهاد إسماعيل، الكاتب والباحث الاقتصادي، قال إن تداعيات تفشي فيروس كورونا على مصر ستكون على مجال السياحة بشكل كبير، مضيفا أن خطوط الطيران العالمية خفضت رحلاتها بنسبة 25%. وأضاف إسماعيل أن تأخر العالم في احتواء كورونا سيفاقم أزمة الاقتصاد العالمي وسينهار، وقد تحدث موجة ركود اقتصادي كالتي حدثت في 2008 و2009 وستكون مصر أحد ضحايا هذه الأزمة. وأوضح أن أسواق الأسهم المالية خسرت حتى الآن أكثر من 3 تريليونات دولار، متوقعا ارتفاع الخسارة إلى 7 تريليونات دولار، وسوف تشمل هذه الخسارة الفادحة كل قطاعات المال والأعمال والمصارف والأسهم وكذلك القطاع السياحي والسفر. روسيا تكبد السعودية خسائر ضخمة في البترول روسيا تكبد السعودية خسائر ضخمة في البترول.. تعرف على تفاصيل حرب النفط مع د. نهاد إسماعيل الكاتب والباحث في شؤون النفط Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Wednesday, March 11, 2020 بدوره قال الدكتور غزوان المصري، الخبير الاقتصادي، إن تأثير وباء كورونا قد يكون قصير المدى، لكنه يتزامن مع مرور الاقتصاد العالمي بهشاشة وتراجع، مضيفا أن الخوف والهلع الذي ضرب دول العالم أخطر بكثير من تأثير كورونا. وأضاف المصري أنه خلال الشهرين الماضيين مات في الصين مليون و800 ألف شخص موتا عاديا، ومات من كورونا حوالي 300 شخص، وفي أمريكا توفي 8650 شخصا بسبب إنفلونزا الخنازير خلال الشهور الثلاثة الماضية، ولم ينتشر أي خبر عن ذلك، بينما تصدر خبر وفاة 22 شخصا بكورونا الأخبار العالمية. وأوضح المصري أن كورونا ألحق ضررا كبيرا بالاقتصاد العالمي، وقد ينتهي فيروس كورونا خلال أسابيع أو أشهر، لكنه سيترك أثرا بالغا من إفلاس البورصات والشركات ولفترة طويلة، مضيفا أن كورونا أول ما ضرب كانت السياحة وخطوط الطيران والنقل والمواصلات. وأشار إلى أن كورونا تسبب في إلغاء 625 معرضا حول العالم، وأُبطلت المؤتمرات، وضُربت البورصات العالمية، وانخفض سعر البترول لأول مرة منذ سنوات، مضيفا أن الصين مصدر الفيروس تشكل 15% من الناتج الإجمالي العالمي، وهي ثاني أكبر اقتصاد، وهي أكبر مصدر للعالم، وجزء لا يتجزأ من شبكات الإنتاج العالمية، ومزود رئيسي للعديد من المدخلات ومكونات الإنتاج المختلفة. الاتحاد الأوروبي يخسر أكثر من 15 مليار دولار.. في دقائق تعرف على حجم الخسائر الاقتصادية "الاتحاد الأوروبي يخسر أكثر من 15 مليار دولار".. في دقائق تعرف على حجم الخسائر الاقتصادية بسبب فيروس الكورونا حتى الآن#مكملين Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Wednesday, March 11, 2020