أعلنت منظمة اليونسكو، اليوم، عن أنها تُجري مباحثات مع كبار مسئولي التعليم عبر العالم لمنع تفشي وباء كورونا في المدارس. وقالت المنظمة، في بيان لها، إنّ عواقب الأزمة تطول اليوم ما يقرب من 363 مليون طالب موزّعين بين مرحلة الحضانة والمرحلة الجامعيّة حول العالم، ومنهم 57.8 مليون طالب في مرحلة التعليم العالي. يأتي ذلك فيما تكابر حكومة الانقلاب وترفض تأجيل الدراسة وتعرض ملايين الطلاب لخطر الإصابة بفيروس كورونا. وبعد مرور 13 يوما على إعلان فرنسا إصابة مواطنين عائدين من مصر بفيروس كورونا المستجد، تبعتها في ذلك تايوان وكندا والولايات المتحدةالأمريكية قبل أن تنهال الإجراءات الاحترازية من دول عربية شقيقة تطلب من مواطنيها مغادرة الأراضي المصرية، وتخضع القادمين منها إلى الحجر الصحي، فكانت الرسالة واضحة بأن سياسة الإنكار الرسمي المصري لن تجدي نفعا في احتواء التداعيات المحتملة لاحتمال وصول الوباء إلى القاهرة. رسالة قرأها النظام جيدا وبات معها مجبرًا على احتواء هذه الصورة السلبية لدى الخارج لتتحول معها منصات وزارة الخارجية إلى نوافذ إلكترونية لإشهار بيانات وزارة الصحة حول مستجدات الوضع، وإعلان آخر الأرقام الواردة من مواقع الحجر الصحي في مصر . أرقام أكدت شكوك المصريين في المبالغات الحكومية بشأن خلو البلاد من أية إصابات واستعدادها الكامل لمواجهة الخطر، وإن كنا لا ندري حتى الآن عن أي استعداد يجري ببنية صحية لا تخفى مساوئها على أحد، لتظهر الأرقام أن الفيروس القاتل لم يعد مستوردا من الخارج. بمناسبة هذه النقلة باتت وزارة الصحة، كذلك في حاجة إلى التصالح أكثر مع الداخل مع خوف الناس، واحترام هذا الخوف الذي تجسد خلال الساعات الماضية في الجدل الكبير حول دعوات تعليق الدراسة كإجراء احترازي بدلا من الانشغال دائمًا بمخاطبة الخارج. هذا الجدل الذي اضطر معه وزير التعليم طارق شوقي إلى نفي شائعات تأجيل الدراسة والتشديد على أن الدولة ستتخذ القرار المناسب بعد مشورة جماعية من كل أجهزة الدولة. "محدش هينجح ويطلع للسنة الجاية غير لما ياخد جرعته كاملة"، جرعة المناهج يقصد الوزير لا جرعة الوقاية، لكن تعليمات الوزير الجريء كعادته لم تخل هذه المرة أيضا من سخرية بين أولياء الأمور والطلاب، فالرجل الذي يخاطب دائما مصريين يعيشون في كوكب اليابان يوجه اليوم نظراء المدارس بترك مسافة متر بين كل طالب وزميله في فصول قد تصل كثافة بعضها إلى 60 طالبا وكان هذا رده. وكما كان الزحام على كوبري أكتوبر سببا وجيها لإلغاء قمة الدوري بالنسبة لمرتضى منصور، فتأجيل الدوري برمته أو حظر حضور الجمهور أسهل من قرار تعليق الدراسة، وبلا حاجة حتى إلى صدور دعوات من أحد علّه يكون سببا في تخفيف الضغط على وزارة الداخلية حسبما تصفه دائما. إجراءات لم تحد من الجدل المتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي حول دعوات تأجيل الدراسة كإجراء احترازي في سبيل مواجهة انتشار الفيروس. قناة "مكملين" ناقشت عبر برنامج "قصة اليوم"، قصة سلطات الانقلاب مع فيروس كورونا من الاحتواء إلى المواجهة. الدكتورة نهال أبو سيف، الطبيب والاستشاري بجامعة برمنجهام في بريطانيا، رأت أن الأرقام المعلنة حول إصابات كورونا بمصر غير منطقية على الإطلاق، مضيفة أن الأعداد في إنجلترا تضاعفت خلال يوم واحد وما زالت في تضاعف في ظل إجراءات طبية متقدمة فما بالنا بمصر. وقالت إن حالات الإصابة بكورونا في جميع دول العالم في تزايد مضطرد؛ بسبب أن الفترة التي كان الفيروس كامنا فيها انتهت وبدأ يظهر تأثيره على المصابين، مضيفة أن عدد الإصابات على مستوى العالم وصل إلى 107 آلاف حالة حتى الآن. وأوضحت أن هناك مراحل لمواجهة الفيروسات والأوبئة تبدأ بمحاولة احتواء الفيروس ومحاصرته، قبل اتخاذ إجراءات مثل منع التجمعات وغلق المدارس أعقب ذلك مرحلة أخرى يتم خلالها تقليل أعداد الإصابات. بدوره روى محمد أبو ناموس، أحد المتعافين من فيروس كورونا في الصين، تجربته مع الفيروس، مؤكدًا أنه فيروس خطير على مستوى الانتشار لكن نسبة الشفاء منه عالية جدا على الرغم من عدم وجود عقار له حتى الآن. وأضاف أن العلاج الآن يعتمد على الجهاز المناعي والعقبة الأساسية هي كيفية تعامل الحكومات والمواطنين مع الفيروس، بداية من آلية الحد من الانتشار والإجراءات الوقائية المتبعة في كل دولة. وأوضح أبو ناموس أن هناك 4 أساليب للعلاج منها العلاج بالعقاقير والعلاج النفسي والعلاج بالتغذية والعلاج الرياضي، مضيفا أن العلاج بالعقاقير تتضمن 8 أصناف وكل صنف يختلف من شخص لآخر ووظيفة هذه العقاقير دعم الجهاز المناعي للحد من انتشار الفيروس ومساعدة الجسم على تحمل الأعراض، والتي تصل إلى أسبوع ونصف وإذا استطاع الشخص تحمل هذه الأعراض يتعافى من الفيروس. وحذر أبو ناموس من أنه إذا لم تتبع الحكومات العربية أسلوب إدارة أزمة حقيقي وتضع خطط سريعة لمواجهة كورونا سيكون فاجعة إنسانية على الجميع في ظل افتقار المجتمعات العربية للإمكانيات الطبية والتكنولوجية الموجودة في الصين وأمريكا وغيرها من الدول الأوروبية. كورونا في مصر.. حرب السياحة وحظر الجمهور قبل تعليق الدراسة Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, March 10, 2020