تواصلت الاحتجاجات الشعبية لليوم الثالث على التوالي في قطاع غزة؛ رفضًا لخطة السلام الأمريكية التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي باتت تعرف ب”مؤامرة القرن”. ونظَّمت حركة “حماس” وقفات احتجاجية في العديد من مناطق القطاع، مساء الخميس، بمشاركة جماهير غاضبة تعبيرًا عن رفض الشعب الفلسطيني للخطة الأمريكية. وأوضحت حركة “حماس”، على لسان المتحدث باسمها، عبد اللطيف القانوع، أن “المظاهرات الشعبية المستمرة في مختلف محافظات القطاع منذ إعلان ترامب، تأتي في إطار الرفض المستمر لما يسمى بصفقة القرن”. وأكد، في تصريح صحفي، أن “التحام جماهير شعبنا في هذه المظاهرات هو داعم للموقف الوطني الموحد، الذي عبّرت عنه كل الفصائل الفلسطينية برفض الصفقة الأمريكية”. وأضاف أن “شعبنا يخرج اليوم في العديد من مناطق القطاع، وصباح الجمعة في صلاة الفجر في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، من أجل تأكيد عروبة وإسلامية مدينة القدسالمحتلة، وأن كل الصفقات ومشروع ترامب التصفوي لن يمر ما دامت الجماهير تخرج رفضا للصفقة”. وأكد عبد اللطيف أن “الجماهير الفلسطينية مستمرة في الخروج في المظاهرات والاحتجاجات، رفضا لصفقة القرن ودفاعا عن القضية والحقوق والمقدسات الفلسطينية، وإفشال تمرير تلك الصفقة”. ونوه إلى أن “الجماهير الفلسطينية تطالب بخطوات عملية لمواجهة صفقة القرن، كي يتناغم الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي مع تضحيات وموقف شعبنا الرافض لصفقة القرن”. وحول رسالة “حماس” لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال: “دعوتنا قائمة لزيارة قطاع غزة، ولعقد الإطار القيادي الموحد من أجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، كي يكون خطوة نحو تحقيق الوحدة ومواجهة التحديات وصفقة القرن، واعتماد استراتيجية موحدة وواحدة في مواجهة الاحتلال”. وتابع: “أيدينا مبسوطة للإخوة في حركة فتح، وقلوبنا مفتوحة للكل الوطني، وجاهزون للانخراط مع فتح والكل الوطني في استراتيجية موحدة لمواجهة كافة التحديدات التي تعصف بقضيتنا الوطنية”. قصف وحشي في المقابل انقطع التيار الكهربائي في رفح جنوب قطاع غزة، فجر الجمعة، بعد سلسلة غارات مكثفة شنتها طائرات الاحتلال الصهيوني. وقصفت طائرات الاحتلال بصاروخٍ نقطة رصد للمقاومة على شاطئ بحر رفح، قبل أن تطلق 14 صاروخًا تجاه أرض فارغة مخصصة لإقامة مستشفى مركزية غرب المدينة. وتسببت الغارات في انقطاع التيار الكهربائي وتصاعد سحب كثيفة من الدخان غرب رفح. ومساء الخميس قصفت قوات الاحتلال، عبر طيرانها الحربي ومدفعيتها، أرضًا زراعية شرق رفح دون وقوع إصابات. وادّعت قوات الاحتلال أن القصف جاء بذريعة سقوط صاروخ أطلق من غزة على منطقة مفتوحة في سيدروت، واعتراض القبة الحديدية صاروخين آخرين. فجر الأقصى في سياق متصل، أُصيب 10 مصلين على الأقل، واعتقل ثلاثة آخرون، بعد صلاة فجر الجمعة، عقب اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني، المسجد الأقصى في القدسالمحتلة. حيث اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، وهاجمت المصلين أثناء خروجهم من صلاة الفجر، اليوم الجمعة، وردد المصلون هتافات التكبير و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”. وقالت مصادر طبية بأن 10 مصلين أصيبوا بالرصاص المطاطي في ساحات الأقصى، أحدهم في رأسه. كما اعتدت قوات الاحتلال على المصلين عند أبواب المسجد، واعتقلت ثلاثة شبان بعد الاعتداء عليهم قرب باب حطة. وذكرت المصادر أن المعتقلين هم: محمد أبو شوشة، ومحمود الترياقي، وأحمد الكسواني بعد الاعتداء عليهم في باب حطة. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة، واستنفرت قواتها في شارع المجاهدين. وأمّت حشود كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة والمسجد الإبراهيمي في الخليل لأداء صلاة الفجر، ضمن حملة الفجر العظيم، وجمعة الغضب ضد صفقة ترامب. وحاولت قوات الاحتلال عرقلة وصول المصلين، ومنعت حافلات تقل المصلين من الوصول للأقصى في الجمعة الثالثة لحملة الفجر العظيم. ورغم أجواء البرد والاستنفار الكبير لقوات الاحتلال داخل المسجد القدسي الشريف، إلا أن الفلسطينيين وصلوا إليه، وملئوا جنباته. كما شهدت مساجد الضفة المحتلة المركزية مشاركة حاشدة في صلاة الفجر. وأقيمت صلاة الفجر في بعض مساجد الدول الإسلامية، والتي تشهد بعض عواصمها مسيرات غاضبة بعد صلاة الجمعة اليوم. ودعت القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية والنقابية إلى إعلان النفير اليوم الجمعة، في فلسطينالمحتلة، والمشاركة في الفعاليات الرافضة لصفقة القرن، والتي تبدأ بصلاة الفجر ضمن حملة الفجر العظيم.