استغرب المصريون كثيرا من تصريح أدلى به وزير التعليم في حكومة الانقلاب، حين قال “الامتحانات من المنهج لكن ليس من الكتاب المدرسي”، لكن استغرابهم تلاشى سريعًا مع توالي تصريحات جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، حين قال هو الآخر: “هناك فارق جوهرى بين الحق في التنمية والحق في الحياة!”. ويمضي وزير التعليم الذي يقود قطار الفشل على قضبان العسكر، في تصريحاته بالقول: “أنام ساعة واحدة فقط في اليوم من أجل تطوير التعليم في مصر”، في الوقت الذي يستقبل السفيه السيسي وفد من أعضاء مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، بحضور رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي؛ في حكومة الانقلاب. حكي في المحكي! وتطرق السفيه السيسي إلى ملف سد النهضة، مستعرضًا وكسته وخيبة عصابته فيما يخص المفاوضات، ومن باب العبارات الإنشائية غير ذات القيمة شدد السفيه السيسي على أهمية مياه النيل الحيوية بالنسبة لمصر وشعبها، وأيضًا الفارق الجوهري بين الحق في التنمية والحق في الحياة والوجود! المشكلة الحقيقة التي تواجه مصر، بحسب خبراء وسياسيين، هي أن السفيه السيسي اتفق سرا مع إسرائيل لإيصال المياه لإسرائيل بعد أن يصعد من الأزمة ويخير المصريين بين أمرين إما أن يوافقوا على إيصال 2 مليار أو ثلاثة لإسرائيل أو يموتوا عطشا كما فعل في تيران وصنافير التي قال إنها ستذهب إلى السعودية بينما المشتري الحصري والرئيسي هو إسرائيل. لا أشك أن هناك حكاية واتفاقًا ومؤامرة على الشعب المصري للتحكم في مقدراته من قبل إسرائيل، سواء اعترفت الدول المشاركة في ذلك أم لا وبالدليل يبدو السفيه السيسي مشاركًا في هذه المؤامرة التي يعتبرها أمرًا عاديًّا معتقدًا أنها استكمال لما بدأه السادات ورغب فيه في إيصال مياه النيل لإسرائيل لكن السفيه السيسي لم يقل للشعب المصري ما الثمن؟ ولو أنكر السفيه السيسي هذا الأمر فسؤالي له: لماذا بنى سحارات سرابيوم من غرب قناة السويس إلى شرقها مرورا بأسفلها بعمق 60 متر والتي من المقرر أن تنقل مليار متر مكعب على الأقل لسيناء في العام وأنهى بناءها في أقل من ثلاثة أعوام، على الرغم من أن ترعة السلام وسحارة ترعة السلام موجودة والأهم أن سيناء نفسها تم تهجير أهلها ونسف 20 كيلومترًا من بيوتها ومزارعها وتحولت لخراب فلماذا العجلة في إيصال المياه إلى سيناء على الرغم من أن سيناء خارج السيطرة فعليا؟ ولا يستطيع خمسة جنود أن يسيروا بمفردهم فيها؟ وهل سيكون الغاز الإسرائيلي مقابل مياه النيل أم أن الصفقة جزء من اتفاق إقليمي كبير وترتيب يبقي السفيه السيسي على رأس الحكم في مصر؟ ويضمن لإسرائيل تصدير الغاز ومرور المياه والسيطرة على أرض الكنانة؟ إسرائيل تلاعبت من جانبه يؤكد الرئيس السابق للجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري، رضا فهمي، أن السفيه السيسي يجني ثمار تفريطه في الحقوق المصرية المتعلقة بسد النهضة، موضحا أن السفيه السيسي يجب أن يتذكر أنه هو الذي وقع على اتفاق المبادئ في الخرطوم عام 2015، والذي بسبه فقدت مصر كل الوسائل الممكنة للضغط على إثيوبيا. ويوضح فهمي أن السفيه السيسي فاجأ الجميع خلال مؤتمر الشباب الأخير بأن ثورة يناير هي سبب أزمة السد، وأنه لولا حدوث الثورة لما تجرأت إثيوبيا على هذه الخطوة، رغم أن إثيوبيا بدأت في بناء السد خلال حكم المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي والذي كان السفيه السيسي أحد أفراده، وهو ما يشير إلى عصابة العسكر تمهد الطريق للاعتراف بفشلها الرسمي في التصدي لخطورة سد النهضة. ويضيف فهمي قائلا: “إسرائيل تلاعبت بالسيسي في موضوع السد منذ البداية، كما تلاعب به الإمارات والسعودية، وأن علاقته القومية بنتنياهو لم تمنع الأخير من تقديم المصلحة الإسرائيلية على السيسي ومصر، ولذلك فإن إسرائيل رفضت المطالب المصرية بالوساطة مع إثيوبيا، كما رفضت مطالب السيسي بعد نشر صواريخ لحماية السد، وهو ما يعني أن إسرائيل تقول للسيسي بصراحة.. لا تتجاوز الحدود المرسومة لك”. ويشير رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية السابق، إلى أن المجتمع الدولي لن يساند السفيه السيسي في أزمة السد؛ لأن العصابة نفسها فرطت في حقوق المصريين، وأن محاولاتها تضييق الخناق الدبلوماسي على أديس أبابا، لن تقدم ولن تؤخر في الموقف الإثيوبي الذي أصبح أكثر قوة في ظل النظام السوداني الحالي.