أدانت البعثة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور، أعمال العنف القبلي في غرب دارفور بدولة السودان، كاشفة عن سقوط 65 قتيلا في أحدث حصيلة للصراع الدامي. ووفق تقارير إعلامية محلية، فإن الأوضاع تفاقمت على نحو “خطير” بولاية غرب دارفور، عقب احتدام النزاع بين قبيلتي “المساليت” و”العرب”، على خلفية مقتل أحد شباب القبائل العربية قرب معسكر “كريندينق” للنازحين. وقالت البعثة: “إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث التي خلفت 65 قتيلًا وحوالي 54 جريحًا، وشردت الآلاف من السكان المدنيين ودمرت الملاجئ وأحرقت القرى”. وأضاف، في تقرير له أمس الأحد، أن لجنة المساعدات الإنسانية وشركاءها تُقدر أن “حوالي 40 ألف شخص قد نزحوا، من بينهم 32 ألفًا من 3 مخيمات (هي كردينق 1 و2 والسلطان)، والباقي من كردينق وباب الجنان ودار السلام ودار النعيم، وقتل 54 شخصًا بالإضافة إلى جرح 60 آخرين”. المساليت والعرب ولم تكن الحادثة هي الأولى، فقد سبقها عدة أحداث متكررة بدأت منذ 22 ديسمبر الماضي، وأدت سلسلة من الحوادث بين قبيلة المساليت ورجال القبائل العربية إلى زيادة التوتر بين القبائل في الجنينة، ما أدى إلى انتشار العنف على نطاق واسع. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر السوداني عن تحويل 48 جثة إلى المشرحة، وإجلاء وإسعاف حوالي 241 جريحًا في أحداث مدينة الجنينة، وتشريد 8111 أسرة. وقف الاعتداءات بدوره، أعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عن أن الأطراف المعنية بأحداث مدينة الجنينة توصلت إلى اتفاق التزمت من خلاله بوقف العدائيات، وعدم اعتداء أي طرف على الآخر، والعمل على حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة. وشدّد حمدوك على ضرورة توفير العون الذي يساعد على عودة النازحين، وناشد مجتمع الجنينة والحكومتين المركزية والولائية بمساعدة النازحين في العودة إلى مناطقهم. لجنة للتحقيق من جانبه، قال والي ولاية غرب دارفور عبد الخالق بدوي: إن اللجنة العليا لاحتواء الأحداث في مدينة الجنينة نجحت بنسبة 90% في معالجة المشكلة، وبصدد وضع الترتيبات النهائية للحل بصورة شاملة. وأكد الوالي، في تصريح صحفي، استقرار الأوضاع الأمنية بالمدينة، معلنًا عن رفع حظر التجوال لفتح المجال أمام المنظمات العاملة في مجال العون الإنساني لإيصال المساعدات للمتضررين من الأحداث. وأضاف أن لجنة التحقيق التي شكّلها النائب العام تؤدي واجبها بصورة محايدة وبعيدة عن تأثيرات أي جهة رسمية أو شعبية، مشيرا إلى جاهزيتها واستعدادها لتلقي الشكاوى بشأن الأحداث من المواطنين. ويشهد إقليم دارفور منذ 2003، نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأممالمتحدة.