تراجعت مؤشرات التفاؤل داخل الكيان الصهيوني بشأن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، بعد أن جدّد زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيجدور ليبرمان، أمس الاثنين، رفضه الانضمام إلى حكومة يمينٍ ضيقة. فيما أعلن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" لمقربين منه، أن إسرائيل ستتجه لانتخابات ثالثة في أقل من عام، إذا لم يتم تحقيق اختراق في الأزمة السياسية الإسرائيلية، حتى منتصف ليل يوم الأربعاء. وإذا لم يتم الاتفاق على مرشح لتشكيل الحكومة، حتى منتصف ليل الأربعاء المقبل، يحظى بدعم 61 عضوا بالكنيست (من إجمالي 120)، فسوف يتم حل الكنيست تلقائيًّا، والذهاب لانتخابات في 2 مارس المقبل، ستكون الثالثة في أقل من عام. ويمتلك اليمين 55 مقعدا، بينما يحظى تحالف أزرق أبيض مع الأحزاب العربية ب "57" مقعدا، بينما يمتلك حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه أفيجدور ليبرمان "8" مقاعد، وهو القادر على ترجيح كفة أحد الخصمين "الليكود" أو "أزرق أبيض". واتهم نتنياهو غريمه اللدود بيني جانتس، زعيم حزب "أزرق- أبيض"، برفض الانضمام ل"حكومة وحدة موسعة تقيم تحالفا دفاعيا مع الولاياتالمتحدة، وتضمن مناطق واسعة من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية"، معتبرا أن الإمكانية الوحيدة المتبقية لمنع الذهاب إلى انتخابات جديدة هي انضمام أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، ل"حكومة قومية قوية"، أي حكومة يمين ضيقة. ولكن ليبرمان يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة بين الليكود دون أحزاب اليمين، و"أزرق أبيض" دون القائمة المشتركة التي تضم 4 أحزاب عربية سبق واتهما ليبرمان بأنها "طابور خامس". بكلمات أخرى يرفض ليبرمان دعم حكومة يمينية ضيقة بمشاركة الأحزاب الحريدية "شاس" و"يهدوت هتوراه"، كذلك يرفض المشاركة في حكومة ضيقة بزعامة جانتس تدعمها القائمة المشتركة. صحيفة "هآرتس" ألقت، في تقريرها أمس الاثنين، المزيد من الضوء على موقف "ليبرمان" بالقول: "بعد الانتخابات في أبريل من العام الجاري، امتنع ليبرمان عن الانضمام لحكومة يمين برئاسة نتنياهو، وبرر ذلك بخلاف حول صيغة قانون التجنيد (صاغه ليبرمان ويدعو إلى إلزام المتدينين اليهود بالتجنيد في الجيش، وهو ما يرفضه شركاء نتنياهو في اليمين)". وأضافت الصحيفة: "منذ الانتخابات الأخيرة (في سبتمبر)، صرح ليبرمان بعزمه الانضمام فقط لحكومة وحدة تضم كلا من الليكود وأزرق أبيض، وكثيرا ما هاجم قادة الكتل الحريدية". ومن جانبه، أعلن زعيم "أزرق أبيض" الجنرال بني غانتس، أنه يمكن بدء مفاوضات لتجنيب إسرائيل انتخابات ثالثة، إذا أعلن نتنياهو رسميا أنه لن يطلب حصانة برلمانية تحول دون محاكمته بقضايا الفساد. وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن زعيم "يش عتيد"، "يئير لبيد" عن مطلب التناوب في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو بات مقتنعًا أن فرص تشكيل حكومة جديدة باتت ضئيلة للغاية، وأن معنى ذلك الذهاب لانتخابات ثالثة. في موازاة ذلك، أعلن نتنياهو عن تأييده لإجراء انتخابات تمهيدية داخل "الليكود" لرئاسة الحزب وللقائمة الانتخابية. ونشرت هيئة البث العامة نتائج استطلاع للرأي العام أظهر أنه، في حال خاض "الليكود" الانتخابات برئاسة نتنياهو، فإن الحزب سيحصل على 34 مقعدا، لكن معسكر اليمين يحصل على 56، أما في حال ترَّأس "الليكود"، خصم نتنياهو في الحزب غدعون ساعر، فإن مقاعد الحزب ستتراجع إلى 32، لكن معسكر اليمين ككلّ يحصل على 57 مقعدا. ووفقا للاستطلاع، فإن انتخابات ثالثة لن تأتي بتغيير في موازين القوى الداخلية في إسرائيل، بل تكرّس حالة شبه تعادل قادمة، وعدم قدرة أي من المعسكرين على تشكيل حكومة ائتلاف من دون انضمام حزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة ليبرمان لأي من المعسكرين، خصوصا وأن ليبرمان يحتفظ بقوته الحالية، 8 مقاعد.