· ربما لا يعرف الكثير أن هناك "لوبى إعلامى" تشكل قبل ثورة 25 يناير بخمس سنوات للتخديم على نظام مبارك ووضع السياسيات الإعلامية له، وكان هذا اللوبى حريصا على عقد اجتماع دورى فى نادى العاصمة ليحدد الأجندة الإعلامية التى يحاول فرضها على الشعب المصرى، والتى تحافظ على مصالح كبار رجال الحزب الوطنى وورجال أعماله الذين مكنهم من السيطرة على الإعلام بصحفه وفضائياته. · ولعل ذلك يفسر الخطاب الإعلامى الموحد لكافة الصحف والفضائيات.. الأفكار نفسها، الضيوف أنفسهم، الإسفاف نفسه فى المعالجة الإعلامية، وكأن الجميع يعمل من داخل صالة تحرير واحدة. · ولأن إعلاميى النظام البائد كانوا جمعيا على قلب رجل واحد ضد جماعة الإخوان لإرضاء ولى نعمتهم مبارك، الذى كان يرى أن الجماعة هي الخطر الأكبر على ملك مصر، التى ظن أنها أصبحت عقارا يورثها كيف يشاء. · وبعد قيام الثورة بحث أعضاء اللوبي الإعلامى عن سيد جديد يعملون لصالحه بعد سقوط نظام مبارك فلم يجدوا بغيتهم سوى فى الفلول، فمن غيرهم سيوافق على مرتبات مليونية بعد الثورة لإعلاميين أدمنوا النفاق ووضعوا مهنتهم تحت أقدام من يدفع أكثر، فهؤلاء رغم تواضع أصولهم الاجتماعية اعتادوا ترف العيش، ولن تسعفهم إمكاناتهم المتواضعة لكسب المبالغ نفسها التى كانوا يحصلون عليها قبل الثورة. · وإذا كان هذا اللوبى يعمل قبل الثورة لإطالة عمر نظام مبارك وتجميل صورة رجال أعماله فهو يعمل حاليا لوأد الثورة؛ مستعينا برجال مبارك بالدولة العميقة، فنجح فى جولة حل البرلمان المنتخب، وفشل فى تسويق أحمد شفيق، وهو الآن يسعى إلى إعاقة الرئيس محمد مرسي، الذى يعتبر وجوده على رأس الدولة نجاحا لثورة يتمنى أن تموت. · ولعل أبزر ما اتفق عليه اللوبى الإعلامى فى اجتماعاتهم الدورية ما يلى: · توزيع مصطلح "أخونة مؤسسات الدولة" ليكون مادة لمقالات وتحقيقات وحوارات الصحف والفضائيات؛ لإيهام الرأى العام بأن جماعة الإخوان تسعى إلى السيطرة على كل شىء فى مصر حتى الجيش والشرطة والقضاء. · محاولة كسر الصورة النمطية لرئيس الدولة كرمز لمصر برسوم مسيئة ومقالات مسفة من صحفيين وكتاب كانوا لا يجيدون سوى التسبيح بإنجازات مبارك المخلوع. · محاولة تكريس صورة خاطئة بأن مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان هو الذى يدير الدولة، رغم حصول الجماعة وحزبها على خمسة مقاعد فقط من أصل 35 وزارة، وهو ما يؤكد أن الرئيس لم يستجب لطلب الحزب الذى أبدى استعداده لتولى من 10 إلى 15 وزارة. · يحاول لوبي إعلام الفلول أن يصنع "زعيما" فوجد ضالته فى حمدين صباحى المرشح السابق والمشتاق للرئاسة، الذى يشترك مع أعضاء اللوبي فى كراهية التيار الإسلامى، فضلا عن مهادنة النظام السابق. · مهاجمة اللوبي الإعلامى مشروع النهضة وخطة المائة يوم بالعناوين نفسها تقريبا، وعلى ألسنة الضيوف والكتاب أنفسهم. · شن حرب إعلامية على لجنة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية بمجلس الشورى؛ خوفا من وجود عناصر وطنية محايدة على رأس هذه الصحف التى ظلت لمدة 60 عاما مرتعا للناصريين واليساريين. · مهاجمة تولي الأستاذ صلاح عبد المقصود حقيبة وزارة الإعلام والادعاء بأنها محاولة لأخونة الإعلام، على الرغم من أن أول تصريح وتعهد له كان التأكيد على أن الإعلام سيكون إعلاما للجميع وإعلاما للدولة وليس الحكومة. · ليت أعضاء لوبي إعلام نظام مبارك يتحرون من رق المال وذل سؤال رجال أعماله، ليتهم يتوبون عما فعلوه فى حق هذا الشعب.