شخصيات فلسطينية: الاعتداءات المتكررة تمهيد لاقتحام كبير حاسم.. والاحتلال يحاول فرض أمر واقع حذرت شخصيات دينية من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وتلة باب المغاربة، معتبرين أن الكيان الصهيونى يحاول فرض أمر واقع جديد فى المسجد الأقصى، الأمر الذى يظهر أن الاحتلال يعتبر نفسه بمرحلة عد تنازلى ما قبل بناء هيكل أسطورى كذاب على حساب المسجد الأقصى، مشيرين إلى أن انسداد الأفق السياسى فى عملية المصالحة والوضع الاقتصادى الصعب يصب فى مصلحة الاحتلال. وقال رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى الشيخ "رائد صلاح" فى مؤتمر صحفى الأربعاء: إن من يتابع اعتداءات الاحتلال الإسرائيلى يجد أن من أخطرها أنه يعتبر نفسه بمرحلة عد تنازلى ما قبل بناء هيكل أسطورى كذاب على حساب المسجد الأقصى، ولقد كشفت مؤسسة الأقصى قبل أيام متابعة الاحتلال هدم طريق المغارية، هذا يعنى أن الاحتلال ضرب بكل اعتراضات اليونسكو والاحتجاجات العربية والإسلامية والأردنية والفلسطينية عرض الحائط". وأضاف: "لا يزال الاحتلال يواصل جريمته بهدف فتح باب النبى التاريخى المغلق كى يصل من خلاله إلى مصلى البراق سعيا إلى تهويد هذا المكان كما يهدف إلى فتح باب يقود إلى شبكة الأنفاق التى تقع تحت المسجد الأقصى من منطقة باب المغاربة، وتحويل جزء منها إلى فراغ واقع فى طريق باب المغاربة ما يسميه بالتزوير "حائط مبكى لليهوديات". وتطرق إلى أن الاحتلال صرح أنه سيقوم خلال الأشهر القادمة بأخطر حفريات ينفذها منذ 150 عاما، وهى إقامة 8 أبنية يعتبرها مَرافق لهيكله المزعوم سيبنيها حول محيط المسجد الأقصى، ويواصل الاحتلال بناء 9 حدائق توراتية تبدأ من سلوان وتنتهى فى قرية العيسوية، ويواصل أيضا بناء قبور وهمية فى جبل الطور ووادى سلوان ووداى الربابة بهدف تعميق تهويد المحيط القريب جدا الدائرى حول المسجد الأقصى". وأكد الشيخ صلاح أن الاحتلال الإسرائيلى يُعجل بممارسته للتسريع ببناء هذا الهيكل المزعوم الكذاب. وأوضح أنه فى الأعوام الماضية كان الاحتلال الإسرائيلى يفكر ألف مرة قبل الإقدام على اقتحام المسجد الأقصى المبارك فى شهر رمضان فى عام 2011 وعام 2012 الاقتحامات الإسرائيلية فى شهر رمضان متواصلة وبدأت تأخذ ثلاثة مناحٍ، الأول: "الاقتحامات من المستوطنين اليهود والمجتمع الإسرائيلى وصلت بمعدل 450 مقتحما فى الشهر، أما الاقتحامات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى بلباسهم العسكرى واقتحام المخابرات، وصل إلى (300) اقتحام فى الشهر، وهى اقتحامات يومية متواصلة. ربيع القدس والأقصى وقال صلاح: حتى منتصف عام 2012 تم اقتحام المسجد بواسطة ما يقارب (2722 إسرائيليا)، بالإضافة إلى (1953) من قوات الاحتلال الإسرائيلى بلباس عسكرى، يرافقه أداء طقوس دينية يهودية داخل المسجد الأقصى المبارك، كل ذلك يرافقه تغطية إعلامية عبرية إسرائيلية بتبجح، وبمشاركة قيادات سياسية ودينية رسمية، وأصبحت الدعوات واضحة وصريحة تدعو إلى التعجيل الفورى لتمكين بناء الهيكل الأسطورى الكاذب على حساب الأقصى، حيث بدأت تعقد اجتماعات رسمية فى مبنى الكنيست الإسرائيلى تدعو إلى بناء هيكل كذاب على حساب المسجد الأقصى المبارك. وتساءل: "هل العالم العربى والإسلامى والمجتمع الفلسطينى على معرفة بأن الاحتلال الإسرائيلى يقوم بتحقيقات بوليسية مع أهلنا فى داخل المسجد الأقصى المبارك، وهل يعلم بأن الاحتلال الإسرائيلى بدأ يكتفى بإصدار أوامر شفهية لمنع المواطن المقدسى والفلسطينى من دخول المسجد الأقصى المبارك مع تحديد المدة الزمنية، وأنه بدأ يتصرف بالمسجد الأقصى المبارك وكأنه فى جيبه الصغير. وحول الدور المطلوب من الأمة الإسلامية والعالم العربى حيال ما يواجهه الأقصى، قال الشيخ رائد صلاح: "ننتظر من الأمة المسلمة والعالم العربى الرسمى والشعبى الإعلان عن مشروع تحرير القدس والمسجد الأقصى لمواجهة مشروع الاحتلال الإسرائيلى الذى ينفذه لتهويد القدس وبناء هيكله الكذاب"، وأضاف: "نطمع أن نفرح بيوم من الأيام بالمصالحة الفلسطينية، التى يفرح فيها ابن الشارع الفلسطينى فى غزة ونابلس وجنين والقدس ورام الله". وناشد الشيخ صلاح بتجديد سريع وفعال لدور الفصائل الفلسطينية، خاصة فى القدسالمحتلة، وأكد أنه يطمع بأن يقام ميدان التحرير الذى أسقط الأنظمة الفاسدة فى كل دولة عربية مسلمة، وأن يكون هناك ميدان تحرير جديد لإسقاط الاحتلال عن القدس والأقصى، وقال: "أنا متفائل بأن الاحتلال الإسرائيلى سيزول لأنه فاشل، وستبقى القدس والمسجد الأقصى، وسنفرح قريبا بأن يتحول الربيع العربى إلى ربيع للقدس والمسجد الأقصى". أما الشيخ عكرمة صبرى -رئيس الهيئة الإسلامية العليا- فشدد على أن الأمر خطير جدا وبحاجة لوقفة من العالم الإسلامى والعربى والدولى، كما أكد أن باب المغاربة وساحة المسجد الأقصى كليهما وقف إسلامى، والاعتداء على هذه المناطق هو اعتداء على الوقف الإسلامى، وحق من حقوق المسلمين، ليس فى فلسطين وإنما فى العالم". وأضاف: "إن معاول الهدم فى باب المغاربة مستمرة، وهذا تعدٍّ على حقوق المسلمين فى المنطقة، لأن تلة المغاربة يعد هو الطريق الموصل الوحيد من باب المغاربة وساحة البراق للمسجد، فتلة باب المغاربة جزء لا يتجزأ من حائط البراق، وحائط البراق جزء لا يتجزأ من السور الغربى، والسور الغربى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى". وأشار أن الادعاء بأن ساحات المسجد الأقصى هى ساحات عامة، يعبر عن نية مبيتة، فمنذ عام 1967 لم تعلن بلدية القدس عن ذلك، حتى هذه الأيام اعتبروا هذه الساحات عامة، ويحاولون استباحتها. تشرذم الفلسطينيين من ناحيته، اعتبر مسئول ملف القدس فى حركة فتح حاتم عبد القادر أن إسرائيل تريد أن تحسم معركة القدس بخلق وقائع جديدة بالأقصى. وأضاف: "الأقصى يشهد هذه الفترة مخططا ممنهجا من فرض وقائع من خلال الاقتحامات المكثفة، واقتحامات اليهود ليست إلا مقدمة لاقتحام واسع النطاق". وأكد أن المسجد خط أحمر وعصب حساس وأى مساس به له تداعيات خطيرة وكارثية، وإسرائيل تتحمل مسئولية ذلك. وقال عبد القادر: "نأسف أن السلطة الوطنية مقصرة حيال القدس، لأنها لا تضع القدس على رأس سلم الأولويات، وطالبها بتحمل مسئوليتها فى دعم صمود المواطنين المقدسيين، والإعلان رسميا أن اتفاق أوسلو فشل!! لا أعرف لماذا هى متمسكة بهذا الاتفاق؟.