· يزيد ظاهرة أطفال الشوارع والمتسولين ويجعلهم قنابل مجتمعية موقوتة · يحرم المرضى الفقراء من العلاج ويهدد حياة الحالات الخطرة والأطفال المبتسرين · خبراء: يولد كوارث طبية واقتصادية ومجتمعية ويزيد معاناة الفقراء من أبناء الشعب · إحسان يحيى: قطاع الخدمات الصحية الأكثر تضررا من تجميد أموال الجمعية الشرعية · عبد الحميد بركات: الجمعية الشرعية تعمل بالمجال الإغاثي والخدمي والدعوي ولا علاقة لها بالسياسة حذر خبراء سياسيون من التداعيات الخطيرة على المجتمع بسبب قرار حكومة الانقلاب العسكري الدموي بتجميد أموال الجمعيات الخيرية وأهمها الجمعية الشرعية لأنه سيؤدي إلى تشريد مئات الآلاف من الأسر الفقيرة واليتامي والآرامل التي تقوم برعايتها وتحويلهم لمشردين وأطفال شوارع ومتسولين ليمثلوا قنابل مجتمعية موقوتة في بيئة اقتصادية يرتفع فيها بشدة معدلات الفقر والبطالة. وأكدوا في تصريحات ل"الحرية والعدالة" أن هذا القرار الانقلابي غير المدروس سيترتب عليه كوارث صحية ومجتمعية لشرائح واسعة من المرضى والأيتام والأرامل والمطلقات، والخطر الأكبر هو انهيار المنظومة الطبية من مستشفيات ومراكز طبية تابعة للجمعية الشرعية مما يتسبب في تدهور الحالة الصحية للمرضى وللأطفال المبتسرين. تناقض الانقلاب وكان المستشار عزت خميس -مساعد أول وزير العدل بحكومة الانقلاب ورئيس لجنة الحصر– قد قال إن الجمعية الشرعية تمتلك 1100 فرع على مستوى الجمهورية تم التحفظ على 138 منها فقط، وأنه لم يتم التحفظ على المركز الرئيسى للجمعية الشرعية مؤكدا أن اللجنة لا تسعى للإضرار بأصحاب المنفعة. وهو ما نفاه أحمد البرعي -وزير التضامن الاجتماعي بحكومة الانقلاب– بالقول إنه لا صحة لما تردد من أنباء بشأن استثناء الجمعية الشرعية أو جمعيات أخرى من قرار تجميد الأرصدة الصادرة عن الحكومة. وكانت حكومة الانقلاب الدموي قد أخطرت البنك المركزي، بتجميد أموال 1055 جمعية، بزعم الانتماء لجماعة الإخوان أو التعاطف معها، على رأسها الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة وجمعية انصار السنة المحمدية. كوارث صحية ومجتمعية وحول تأثير قرار تجميد أموال الجمعية الشرعية في المجال الصحي بعد واقعة الأطفال المبتسرين بسوهاج وعجز المستشفى عن استكمال علاجهم وقيامها بتسليمهم لأهاليهم، حذرت الدكتورة إحسان يحيى -مدرس بكلية طب القصر العيني- من حدوث كوارث صحية ومجتمعية مفزعة في حال استمرار تجميد أموال الجمعيات الخيرية وبخاصة الجمعية الشرعية وتحديدا فيما يتعلق بالخدمات بالمجال الصحي والطبي والدوائي، لأن الجمعية الشرعية عبر فروعها المتشعبة والمنتشرة بالقرى والنجوع والمناطق الفقيرة تقدم رعاية صحية بأسعار زهيدة وبمستوى عالٍ، بل إن لديها خدمات صحية نوعية تتوافر بصعوبة في غيرها. وقالت "إحسان" إن مستشفيات الجمعية الشرعية توفر خدمات الأشعة التشخيصية ورسم المخ، كذلك توفر بعض الأجهزة بتخصصات دقيقة، مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، بينما المرضى يقفون بقوائم انتظار طويلة لإجراء فحوصات أو أشعات بالمستشفيات الجامعية والحكومية أثناء عمل مستشفيات الجمعية الشرعية فما بالنا بعد توقفها ستكون الأزمة مضاعفة أضعافا. ونبهت إلى أن هذا القرار سيؤثر بشكل كبير جداً على الإقامات الداخلية بالمستشفيات، ففيها مرضى محجوزون تتحمل عنهم المستشفى جميع التكاليف، كما تتحمل مرتبات الأطباء والممرضات والفنيين ومستلزمات العلاج والأشعات والمبيت، بعد التجميد ستضطر الجمعية لإخراج بعض المرضى ولن تستطيع تحمل النفقات مما يهدد بعض المستشفيات والفروع بالتوقف الجزئي أو تراجع الخدمات لعجز الجمعية. وأشارت "إحسان" إلى أن قسم الحالات الحرجة وكبار السن والعناية المركزة وقسم المخ والأعصاب وأمراض القلب وحالات الحوادث وقسم الطوارئ ستكون الأكثر تضررا لأن تكلفة العلاج فيها مرتفعة جدا وبعد تجميد الأرصدة ستضطر الجمعية لطلبها من المرضى أنفسهم، كما ستغلق بعض وحدات مثل وحدة الأطفال المبتسرين والعناية المركزة بالجمعية الشرعية لارتفاع تكلفتها. وأضافت أن هذه الأزمة بمستشفيات الجمعية ستخلق أزمة في المستشفيات الجامعية والحكومية المتأزمة أصلا، فمرضى الجمعيات الشرعية سيتجهون لهذه المستشفيات مما سيزيد الضغط عليها ولن يجد المرضى سرير داخل العناية المركزة وسينتظرون في طابور ربما يهدد حايتهم، كما أن من سيخرج من العناية المركزة لن يستطيع العودة إليها. وأكدت "إحسان" أن الجمعية الشرعية تقوم بدور كبير جدا في المجال الطبي وتخدم المرضى بطريقة آدمية وبكفاءة في الخدمة ومستوى عال خاصة الوظائف الفنية للأشعة والتحاليل والمعامل والتي تحتاج مرتبات معقولة تكفل استمرارها، لافتة إلى أن تجميد الأرصدة ستضرب أولا القطاع الصحي لأن إيرادات المستشفيات والمراكز التابعة للجمعية لا تكفي للإنفاق على المستلزمات الطبية والأدوية ولا المرتبات لأن نظام عملها غير ربحي بل خيري. ونبهت إلى أن الأزمة ستكون أشد قسوة في الأقاليم لأن عدد الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية فيها أقل بكثير وليس لديهم بدائل للجمعية ولا تتوافر بالأقاليم الأجهزة الطبية اللازمة. ووصفت "إحسان" وقف عمل بعض وحدات الأطفال المبتسرين بأنه حكم بالموت على هؤلاء الأطفال لأن الحضانات تكلفتها مرتفعة جدا وعددها قليل حتى داخل المراكز والمستفشيات الخاصة، والكل يعلم أن هناك أسرا لديها قدرة على أن تدفع آلاف لليوم الواحد ويتوفر المال ومع ذلك لا تجد الحضانة، فما بالنا بحال الفقراء هذا بالقاهرة، والوضع أسوأ بالمحافظات مما يجعلنا أمام كارثة صحية هي الأسوأ في تاريخ مصر على الإطلاق لأن تجميد الأرصة يمس مباشرة حياة الناس. وحذرت من أن كارثة تجميد أرصدة الجمعيات الخيرية وخاصة الجمعية الشرعية سيولد قنابل موقوتة لأنها ستؤثر بشكل مباشر على رعاية الأطفال الأيتام وأسرهم وأسر المطلقات والأرامل، مما يؤدي لتفاقم أزمة أطفال الشوارع وتحول الفقراء إلى متسولين لأن هذه الشرائح الاجتماعية تتقاضى مرتبات شهرية قد تنقطع كذلك ملابس وعلاج ومساعدات متعددة قد تنقطع أيضا خاصة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وقالت "إحسان" إن ما توفره الجمعية الشرعية لا يمكن تعويضه بالجهود الأهلية الذاتية المباشرة لأنها بسيطة ولا تغطي ذات المساحة التي تغطيها الجمعية عبر الزمان والمكان وانتشارها الواسع، لذلك قرار التجميد ضرب الجمعية الشرعية كأكبر جمعية مؤسسة خيرية ومنتظمة وعمرها عقود وتعلم طبيعة المحتاجين وأماكنهم واحتياجاتهم. ملايين المتضررين من جانبه أكد عبد الحميد بركات -عضو مجلس الشورى والقيادي بحزب الاستقلال- أن قرار تجميد الجمعيات الخيرية وأهمها الجمعية الشرعية سيؤدي لتوقف وإضعاف الخدمات التي تقدمها في المجالات الطبية والاجتماعية والصحية والاقتصادية وسيتضرر من هذا القرار الملايين من الفقراء وذوي الحاجات ممن ترعاهم هذه الجمعيات وسيعانون من مشكلات بالغة التعقيد وفي آن واحد، فالجمعية الشرعية وهي الأهم تقيم قوافل طبية وإغاثية داخل مصر وتصل لكل قرية ولكل منكوب في مصر. وأضاف بركات أن هذا القرار سيحرم الجمعية الشرعية ذات التاريخ العريق كما أنها جمعية غير سياسية وغير ربحية من العمل العام التطوعي رغم أن عملها تنموي ودعوي وخدمي وإغاثي فقط، مما يجعل الآرامل والعجزة أول المضارين والمظلومين من قرار التجميد. الجمعية الشرعية في أرقام وفيما يلي عرض مختصر لأهم مجالات عطاء الجمعية الشرعية بالأرقام: 1- يبلغ عدد الفروع المشهرة 1012 فرعا يتبعها 1908 مكاتب و 2054 لجنة = 4974 مقرا فى 24 محافظة. 2- تكفل الجمعية من اليتامى 481584 حاليا، بالإضافة إلى الآلاف المؤلفة التى تخرجت. 3- لها 1884 مكتب تحفيظ للقرآن الكريم بها 117588 طفلا بالإضافة إلى من تخرجوا. 4- لها 1317 فصلا لمحو الأمية بها 18763 دارسا ودارسة بالإضافة إلى من تخرجوا. 5- لها 53 معهدا لإعداد الدعاة بها 10151 طالبا وطالبة. 6- لها 37 معهدا للقرآن والقراءات بها 8413 طالبا وطالبة. 7- استعاضت الإعاقة بالأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية ل 3451 حالة. 8- أعانت طلاب المرحلة الابتدائية من المعرضين للتسرب فى مشروع رعاية طالب العلم ل 47390 تلميذا. 9- أعانت 46344 يتيمة من الفتيات اليتيمات على الزواج. 10- أنشأت 16 مركزا لعلاج الأطفال المبتسرين مجانا فى المناطق الآتية: - مركز الشهداء بمدينة نصر بالقاهرة: 59 حضانة. - مستشفى ألماظة بمساكن ألماظة العمالية: 150 حضانة. - مركز عين شمس بالقاهرة: 30 حضانة. - مركز مسجد الاستقامة بميدان الجيزة: 45 حضانة. - مركز شبين الكوم بالمنوفية: 31 حضانة. - مركز الباجور بالمنوفية: 20 حضانة. - مركز القدسبالمحلة الكبرى: 44 حضانة. - مركز سوهاج: 40 حضانة. - مركز السراج المنير بالسويس: 21 حضانة. - مركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ:23 حضانة. - مركز كفر الشيخ:46 حضانة. - مركز الصحابة بشبرا الخيمة: 20 حضانة. - مركز العجمى بالإسكندرية: 40 حضانة. - مركز إيتاى البارود بالبحيرة: 20 حضانة. - مركز كفر شبين بالقليوبية: 10 حضانات. - مركز أشمون بالمنوفية: 10 حضانات. 11- تحت الإنشاء 11 مركزا للحضانات فى: طوخ، ديروط، القنطرة غرب، سمالوط، كوم أشفين، غرب حلوان، مدينة النور، مركز مجازة بقنا، مسطرد، الفيوم، السيوف بالإسكندرية. 12- كما أنشأت الجمعية الشرعية مركز المصطفى بمدينة نصر للأشعة التشخيصية، بالرنين المغناطيسى والأشعة المقطعية ورسم المخ والعضلات، وأشعة الموجات الصوتية على القلب والأوعية الدموية والبطن والحوض وكل ذلك بالمجان. 13- أنشأت مركز المحلة الكبرى للأشعة المقطعية بالمجان. 14- أنشأت مركز منيا القمح للموجات الصوتية والأشعة العادية وبالصبغة. 15- أنشأت مركزين للغسيل الكلوى أحدهما بمسجد الاستقامة بالجيزة يحتوى على 53 جهازا والآخر بالمحلة الكبرى يحتوى على 15 جهازا وتحت الإنشاء 5 مراكز أخرى بالقاهرة والقليوبية والمنوفية والإسكندرية والبحيرة. 16- أنشأت مركزين لتشخيص أمراض العيون والعلاج بالليزر فى مركز الرحمن بالمطرية بالقاهرة وببركة السبع بالمنوفية وخدماتهما بالمجان، وتحت الإنشاء مركز سوهاج. 17- أنشأت 3 مراكز لمناظير الجهاز الهضمى وحقن دوالى المرىء، هى مركز الرحمن بالمطرية بالقاهرة، ومركز بركة السبع بالمنوفية، ومركز بيلا بكفر الشيخ، وتحت الإنشاء مركز سوهاج، ومركز السيوف بالإسكندرية. 18- أنشأت مستشفى الأورام والحروق بجمعية أحمد عرابى على مساحة 8 أفدنة يقدم فيها العلاج الكيماوى ل 35 مريضا يوميا والعلاج الإشعاعى ل 60 مريضا يوميا وتستقبل حالات الحروق بمختلف درجاتها وكل ذلك بالمجان. 19- أنشأت دارا لإقامة الوافدات للدراسة بجامعة الأزهر بمدينة نصر للإعاشة الكاملة والرعاية العلمية، وأنشأت دارا لإقامة الوافدين الدارسين بجامعة الأزهر بمدينة 6 أكتوبر للإعاشة الكاملة والرعاية العلمية. 20- أنشأت 24 مخبزا فى عشر محافظات لتوزيع الخبز مجانا لغير القادرين. 21- أنشأت 336 وحدة لتنقية مياه الشرب فى 14 محافظة لتوزيع المياه النقية على المواطنين. 22- أتمت عمل 2024 وصلة فرعية لمياه الشرب لبيوت الفقراء فى خمس محافظات. 23- وزعت 33684 رأس ماعز على أكثر من 6310 أسر للتنمية البشرية والثروة الحيوانية. 24- أنشأت مجمعا إسلاميا بجنوب النيجر على 50 ألف متر يشمل مسجدا ومستشفى ومدرسة إسلامية وناديا للشباب. 25- أنشأت مركزا للغسيل الكلوى فى جزر القمر. 26- أنشأت مقابر شرعية على مساحة عشرة أفدنة بمدينة 6 أكتوبر لدفن موتى المسلمين بطريقة مكرمة وبلا مقابل. 27- تحت الإنشاء مركز الأشعة بالسيوف بالإسكندرية.