برز الوجه الدموي للدكتور علي جمعة المفتي السابق، بعد الانقلاب العسكري الدموي على الشرعية وأول رئيس مدني منتخب من الشعب المصري، حيث أفتى "جمعة" بمشروعية قتل مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب، بل حث ميليشيات الانقلاب وقادته ودعمهم في هذا القتل من خلال كيله الاتهامات لمؤيدي الشرعية مسوغًا تلك الاتهامات بأغطية شرعية ملبسًا فيها الحق بالباطل. وواصل "جمعة" -الذي يلقبه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ب"شيخ العسكر"- دعمه الانقلاب العسكري، بعدما أصبح رئيسا شرفيا لما يسمي "جبهة مصر بلدي" لتأييده قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وانقلابه، ودعم خارطة الطريق التي ادعاها العسكر زعما بإنقاذ البلاد، وإذا بها خارطة للدمار والقتل والمذابح وإراقة الدماء. وسجل التاريخ لعلي جمعة، موقفه الرافض لثورة 25 يناير، ودعمه التام للمخلوع حسني مبارك، حيث دعا المتظاهرين إلى العودة إلى بيوتهم وأصدر فتواه بتحريم الخروج على الحاكم، ونعت مبارك -بالحاكم الشرعي للبلاد- كما تحدث عن مبارك بقوله: بطل الحرب والسلام.. البطل .. الزعيم.. الحاكم الشرعي. وتحدث عن حكم مبارك الفاسد قائلا: ما الذي سيبقى بعد إسقاط الشرعية؟ ستبقى فتنة عمياء صماء بكماء!! وادعى للعالم أن أغلبية الشعب مع مبارك، كما يدعي الآن أن الأغلبية مع عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب في تشويه واضح للحالة المصرية الرافضة للفساد بكل أشكاله، سواء في عصر المخلوع أو في الحالة الانقلابية الحالية. وبعد هذا كله وبعد نجاح ثورة يناير تغير لسان الشيخ "جمعة" ولبس لباسا آخر، وأصبح له لسانا يتحدث باسم الثورة والثوار، بل وصف المظاهرات بأنها واجبة شرعا، وأنها نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الوجه الدموي وبعد انقلاب 3 يوليو ظهر المفتي السابق، بنفس الصورة السابقة الموالية للسلطان في كافة أفعاله، بل أخذ علي عاتقه الدفاع عن الأفعال الإجرامية للانقلابيين في أبشع صورها، متمثلة في مذابح فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث ادعى جمعة كذبا أن المتظاهرين هم الذين اعتدوا على قوات الشرطة المسالمة. وكشف تسجيل فيدو سابق تحريض "جمعة" للجنود بالقتل والضرب في مؤيدي الشرعية، حيث أيّد قتل المتظاهرين المصريين المناهضين للانقلاب العسكري، ووصفهم بالخوارج، كما وصف الرئيس المنتخب محمد مرسي بالإمام المحجور عليه. وقال "جمعة" مخاطبا عددا من قيادات الشرطة والجيش "اضرب في المليان، وإياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم، بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا ونحن نصاب بالعار منهم، ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب". وحول تلك الفتوي بالذات قال العلامة د. يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-: "وكانت الطامة الكبرى بفتوى قتل المتظاهرين، وكأن الجنرال علي جمعة: المتحدث العسكري من الأزهر، يعيد ما فعله في عصر المخلوع مبارك، ويدعو الدعوة ذاتها، وهي قتل المتظاهرين،...وكذب الشيخ علي جمعة والله، فلم يكن هؤلاء الشباب يحملون سلاحا قط، من أي نوع: لا بندقية ولا مسدسا، ولا سيفا، ولا سكّينة، ولا عصا، ولا حجرا.. هكذا رأيناهم، ورآهم كل من كان معهم، وقد رفعوا أيديهم إلى السماء، لا تحمل شيئا". وفيما يخص الوثيقة السوداء المزعومة بدستور الانقلاب، حرَّض علي جمعة الشعب المصري على المشاركة بالتصويت على الدستور الجديد ب"نعم"، وزعم المفتي السابق أن ''الدستور الجديد محترم وبذل فيه الكثير من الجهد وأنه لا يخالف الشريعة الإسلامية''، على الرغم من أن علماء الأمة الحقيقيين أكدوا عكس ذلك، بل أضاف قائلًا: "اخرجوا جميعًا للتصويت بنعم على الدستور، وادفعوا بعمالكم ومزارعيكم أمام اللجان الانتخابية لتمرير الدستور لأنه مؤيد من الله".