أوضحت مباراة الأهلي أمام فريق الترجي التونسي في إياب نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا ، تراجع شعبية نجم الأهلي محمد أبوتريكة ، بعد هجوم بعض جماهير الأهلي على نجمها عقب إهداره ضربة الجزاء التي أحتسب لفريق الأهلي قبل نهاية اللقاء بدقائق في واقعة يندر حدوثها ، حيث هاجم جمهور الأهلي المتواجد في إستاد رادس أبوتريكة ، وهو ما لم يحدث من قبل ، بل أن بعض جماهير الأهلي أبدت سعادتها بإهدار ضربة الجزاء على يد أبوتريكة ، خاصة وأنها جاءت في وقت تفوق الأهلي وغير مؤثرة على فوز الفريق باللقب الأفريقي . هجوم جماهير الأهلي المتواجدة في تونس ، يوضح الى أي مدى وصلت شعبية النجم أبوتريكة ، وجاء هجوم البعض من جماهير الأهلي بسبب تأييده المطلق لجماعة الإخوان المسلمين في الأونة الأخيرة ، وهو مؤشر جديد لم يتعود عليه النجم الكبير الذي كان في يوم من الأيام معشوق الجماهير الحمراء بلا منازع ، قبل أن تتراجع شعبيته بسبب مواقفة السياسية المعلنة بدون أي إلتباس . شهدت شعبية أبوتريكة في الأونة الأخيرة تباينا واضحا في الفترات الماضية ، حيث إرتفعت شعبيته بين جماهير الأولتراس بعد أن أعلن عدم مشاركته في لقاء السوبر أمام إنبي بسبب ضحايا الأهلي في بورسعيد ، ثم تراجعت شعبيته بين الجماهير بعد إعلانه عن مساندته لجماعة الإخوان المسلمين ، وهو ما أوضحته مباراة الترجي الأخيرة ، وهو مؤشر واضح لتراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري ، خاصة وأن أبوتريكة هو أهم نجم في الأهلي منذ إعتزال نائب رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب ، ولم يرد في تفكيره في يوما ما أن يتعرض لجهوم من جماهيره ، ولكن أن يأتي اليوم الذي يتعرض فيه لهجوم جماهيري فهذا مؤشر واضح لتراجع شعبيته الجماعة . اللافت للنظر أن البعض مازال يتذكر تصريحا لمحمد أبوتريكة ، قبل سنوات قليلة بعدم إنتمائه لجماعة الإخوان المسلمين ، بعد أن خرجت شائعات تشير إلى إنتمائه للجماعة ، ثم أثبتت الأيام عكس ذلك . المؤشر الجديد داخل النادي الأهلي ، أن أبوتريكة دفع النادي الأهلي دفعا لمعترك السياسة ، وهو المعترك الذي كان النادي الأهلي يرفض الدخول فيه لسنوات طويلة ، وأكد عليه رئيس النادي حسن حمدي أكثر من مرة ، حيث أن أبوتريكة خاض في المجال السياسي منذ إعلانه تأييده لرئيس الجمهورية محمد مرسي خلال الحملة الإنتخابية لجولة الإعادة ودفع النادي الأهلي لما كان يتهرب منه لسنوات طويلة ، إلا أن مسؤولي الأهلي لا يستطيعون الأن السيطرة على نجمها الكبير بعد أن تغيرت الظروف . بعدما أصبحت بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم في مهب الريح ، وأصبحت فرص الإلغاء أكبر بكثير من فرص الإنطلاق ، بقرار ألتراساوي وبمؤازرة إخوانية لأسباب تخصهم ولا تخص كرة القدم ، فإن لاعبي كرة القدم في مصر أصبحوا في موقف صعب وحرج في آن واحد . حرج موقف لاعبي كرة القدم ، يأتي بسبب تصريحاتهم السابقة التي صدعوا بها رؤوس الجماهير والأندية وتهديدهم المستمر بالرحيل ما لم يعد الدوري الممتاز هذا الموسم ، بل أن البعض خرج علينا ليؤكد إنه يتلقى العديد من عروض الإحتراف ، إلا أنه ينتظر موقف بطولة الدوري قبل أن يتخذ قراره النهائي . الأن تأكد للجميع أن بطولة الدوري لن تعود هذا الموسم ، وعلى هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا حميعا أن يرحلوا ويوافقوا على عروض الإحتراف ، وسنرى في الفترة القليلة المقبلة كم لاعبا مصريا سيحترف حتى ولو في الصومال . ما جاء على ألسنة العديد من لاعبي كرة القدم في الأونة الأخيرة مجرد أكاذيب حسب الموضة التي تعيشها مصر حاليا من أكاذيب لا تنتهي ، ولا لوم هنا علي لاعبي كرة القدم ، لأنهم ليسوا من كذبوا وحدهم أو أنهم نشازا ، بل أن الدولة كلها تكذب منذ أشهر طويلة ، فكم سمعنا عن وعود من الدولة لم تحقق . الدولة وعدت شعبها - الذي كان يثق بها أو هكذا كان يحاول أن يقنع نفسه – بأنها ستطبق القانون ، ثم حنثت بوعدها بعد الإعلان الذي أطلق عليه كذبا دستوريا الذي أطاح بالدولة ومؤسساتها وأخرجها من مصاف الدول ، هذا كان نهاية سلسلة من الأكاذيب . الدولة ضحكت على الشارع الكروي عندما أكدت أكثر من مرة على عودة بطولة الدوري الممتاز أكثر من مرة ، وعينت وزيرا لشئون الرياضة وطالبته بضرورة عودة النشاط الرياضي بصفة عامة والكروي بصفة خاصة ، ثم ضحكت عليه ووضعته في موقف حرج أمام جماهير الكرة ، وفي كل مرة تتحجج بحجج غير مقنعة ، وإستغلت في الطريق وزارة الداخلية . الدولة قالت للفلاحين أنها ستسقط ديونهم في البنوك ، وأنها ستشتري الأرز بالسعر العالمي ، ولم تفعل . الدولة قالت أنها تفرض سيطرتها على سيناء سيطرة تامة ، وهذا لم يحدث وغير موجود على أرض الواقع ، بل أن أحد من يديرون البلاد من وراء الستار - وهم كثر – خرج ليقول وما العيب في إقامة مخيمات لأهل غزة في سيناء بلا خجل ولا مواربة . الدولة قالت أنها مع حرية التعبير والرأي ، ثم إتخذت قرارات بإغلاق محطات فضائية تدخلت في إدارة الصحف القومية التي من المفترض أنها ملك الشعب وليس مجلس الشورى ، وتسعى لتقويض حرية الصحافة من خلال الدستور المشوه الجديد ، رغم أن من يديرون الدولة الأن كثيرا ما إستخدموا سلم نقابة الصحفيين الذي هو أشهر سلم في العالم ، والأن يضيقون بالنقد . الدولة أكدت في أكثر من مناسبة أنها ستأتي بحق الشهداء ولم تفعل ، بل لم تكتف بتناسي حقوق هؤلاء الشهداء ، بل زادتهم إثنين في دمنهور والقاهرة ، لأنها مشغولة بالسطو على بقية مؤسسات الدولة . الدولة وعدت بأنها ستعمل على توحيد شعبها بعد التخلص من النظام السابق ، وأن الرئيس هو رئيس لكل المصريين ، ثم قسمت البلد إلى ميدان التحرير وتمثال نهضة مصر ، وخرج الرئيس لخطب في جماهيره وعشيرته أمام قصر الإتحادية متجاهلا بقية قطاعات شعبه . الدولة التي رفضت من قبل قروض صندوق النقد الدولي بحجة إنه ربا ، عادت ووافقت على القرض الأن لأنه ليس ربا طالما يحقق مصالحها . هذه نوعية صغيرة من الأكاذيب الكثيرة التي نعيشها من شهور ، وبالتالي فإن أكاذيب لاعبي كرة القدم هى إستكمال لمسلسل الأكاذيب التي لا تنتهي ، رغم أننا نعلم أن الكذاب هيروح النار !!