مر مايقرب من 14 شهرا على إندلاع ثورة الغضب في مصر ، ولم يجد جديد من الناحية الإيجابية ، والجديد أمور كلها سلبية تماما ، حتى أن المجتمع المصري كره الثورة من قاموا بها ، بل أن البعض يتحسر الأن على أيام مبارك بكل أسف ، وقد ينتهي الأمر بوضع من أشعلوا الثورة في السجن ، ويخرج مبارك وأصدقائه أبرياء ، وقد يطالب البعض بمنحهم أوسمة من الدرجة الأولى . مازالت قيادات العمل الرياضي الذين أفسدوا الحياة الرياضية على مقاعدهم ، والإستثناء الوحيد هو إتحاد كرة القدم ، الذي رحل بقرار حكومي من الناحية العملية ، بصرف النظر عن تقديم الإتحاد إستقالة جماعية فيما بعد لسد أبواب لا داعي لفتحها على الجميع . مازال القبض من " تحت الترابيزة " مستمرا بنجاح ساحق في الهيئات الرياضية ، سواء كان أندية أو إتحادات ، بنظرية أفد وإستفد . مازال الإعلام الرياضي يحتكره نفس الوجوه التي أفسدته على مدار سنوات طويلة ، ومازال يظهر رواد الإعلام الفاسد على شاشات الفضائيات ، بل لا أكون مبالغا إذا قلت أن الإعلام الرياضي الفضائي أصبح أكثر فسادا ، بدخول رواد جدد من الفاسدين والمفسدين الذين لا يعرف أحد مصادر تلك الأموال التي تضخ في المحطات الفضائية ، وهذا لا ينطبق فقط على الإعلام الرياضي ، ولكن في مهنة الأعلام بصفة عامة . الأكثر إثارة في الإعلام الرياضي الفضائي ، إنه تسبب بشكل مباشر في مذبحة وبورسعيد التي راح ضحيتها العشرات من شباب مصر ، وهذا تم بعد الثورة وليس قبلها ، بما يؤكد أن الأمور ساءت أكثر ، وليس العكس كما كان يتوقع البعض ، وما حدث في إستاد بورسعيد هو نتيجة تراكمات طويلة من العمل الإعلامي الرخيص الباحث عن الفلوس والشهرة . مازالت سطوة النجومية تسيطر على لاعبي كرة القدم ، الذين لا يعرف أحد ماذا قدموا لمجتمعهم على مدار سنوات طويلة ، بعيدا عن حكاية البطولات لإنها مهمتهم الأولى ويحصلون من ورائها على أموال طائلة ، يعني إنهم المستفيد الأول من تلك البطولات ، ومن يحاول الإقتراب منهم يتعرض لهجوم غير مبرر ، يصل في بعض الأحيان إلى حد التجاوز غير الأخلاقي . مازالت مجالس إدارات الأندية تتمسك بمقاعدها في أنديتها ، وترفض الرحيل بعدما شاخوا على مقاعدهم ، ولجأت إلى المحاكم للطعن على لائحة الثمان سنوات التي وافقت عليها أغلب الأندية ، وتردد تلك المجالس كلاما من نوعية الكلام الذي كان يردده نظام حسني مبارك ، مثل أن النادي سيتعرض للإنهيار أو أن البعض يحاول خراب النادي ، وكان ينقصهم فقط أن يقولوا " نحن أو الفوضى " ، ويصورون لجماهيرهم أن رحيلهم يعني إنهيار النادي ، وكأنهم رسل الله للإدارة الرياضية ولم يخلق مثلهم أحدا ، ويحاولون الإحتماء بجماهيرية النادي . مازالت أساليب اللف والدوران تسيطر على طريقة إدارة الأندية ، فعندما وجد البعض إنه قد يرحل عن ناديه بلائحة الثمان سنوات التي تمنع الترشح لعضوية مجلس الإدارة لأكثر من دورتين متتاليتين ، بدأ البحث عن طريقة تمنحه القدرة على البقاء في النادي بقوة أكبر ، حيث مازال هؤلاء يتعاملون وكأن شيئا لم يحدث في مصر " بلا ثورة بلا زفت " ويسعى هؤلاء إلى " ركوب " النادي من الباب الخلفي ، عن طريق شركة كرة القدم التي من المنتظر أن تكون طريقة إدارة فرق كرة القدم في مصر عندما يحل ويجب دوري المحترفين ، مستغلين في ذلك إنشغال المجتمع بقضاياه الأهم . الثورة في مصر لم تصنع جديدا بالنسبة للمطحونين في هذا البلد المبتلى بقادته على مدار عقود طويلة ، والجديد الذي حدث هو كل ما هو سلبي ، سرقات وسطو مسلح وإرتفاع في الأسعار وغياب الشعور بالأمن ، والخوف من المجهول ، كل هذا ليس ذنب الثورة في حد ذاتها ، ولكنه ذنب من ضحكوا على الثورة الثوار ، وأدخلوا البلد في متاهه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أصدقائهم المتورطين في قتل المصريين في كل ميادين مصر على مدار عام مضى . الثورة لن تأت بجديد إيجابي طالما كان القائمون على إدارة مصر غير مخلصين لها ، وستظل الأوضاع قائمة على ما هى عليه ، والخسارة الكبيرة التي أتت من طريقة إدارة البلاد أن المزاج العام للمصريين تغير ، وأصبحوا اكثر خوفا وقلقا . من النهاردة مفيش ثورة ، وليعيد الفساد بعد أن نقدم له إعتذارا مخلصا بأننا لن نخطا في حقه مستقبلا .